"..في البداية أشار كلٌّ مِنّا إلى بلده، ثم إلى قارته، ثم صرنا جميعاً نشيرإلى كوكب الأرض.." هذه العبارة لم تفارق مُخيلتي منذ قالها في رمضان من عام ١٩٨٥/ م أول رائد فضاء عربي الأمير السعودي( سلطان بن سلمان)... وهاهي الأيام تشرح ما كان صعباً على الفهم من عقود مرّت،فكوكب الأرض- بأمر ربه- كشّر عن أنيابه بفيرس الكورونا،ضائقاً بتصارع أهله على ثرواته ،فإذا بنا بين عشيةٍ وضُحاها عشيرة واحدة،يلهث أفرادها لتضميد الجراح، دول العالم الثالث تمد يد العون لمنكوبي العالم المُتقدِّم، ولم يَهلك العالم النامي من تَعطُّل المعونة، فليست معونته هي الحياة،فلا فضل لأوروبي على آسيوي، ولا فضل لأمريكي على أفريقي، الكلّ سواء أمام قطرات العلاج - الذي حتى الآن لم يُكتشف بعد- الداعمون للحروب أعلنوها هدنة حتى إشعارٍ آخر، فالكيد أصاب النحور،..ولا أدري كيف أخرس الكورونا آلات الإرهاب!!؟ ، هل جفف منابعه فيرس الكورونا؟! وشغلهم ومن ساندهم بأنفسهم،فمزّق الفيرس أقنعتهم، وأثبت كذبهم؟!!..لقد أتمّ الله - عز وجلّ- ما أراد فحقن دماءً زكيّة،لم يستطع
البُكاة في المساجد في ليالي رمضان أن يحقنوها..وأظهر سبحانه وتعالى بهذا الوباء حيوات كانت على وشك الانتهاء، ثروات الأرض توقف نزيفها،..حتى الأوزون قارب ثقبه على الالتئام، ...قُبلة الموت من الكورونا للبشر،كانت قُبلة الحياة..لأسماك،وأنهار، وأشجار،..خالق الكون يُعيد تدوير الكوكب..ولنتعلّق بخيوط شمس رحمة الله..،فلا ملجأ لنا منه إلاّ إليه....إنّ ما يعتصر البشر من فزعٍ الآن، هو نوعٌ من القصاص، الذي فيه حياة لكل مخلوقات الأرض،محققاً هذا الفزع ما رأه رواد العمل الاجتماعي، والعلمي، من عقود،وما أكده رواد الفضاء صار واقعاً جلياً الآن...الكوكب وطن واحد..(( يامعشرَ الجِنِّ والإنسِ إن استطعتم أن تنفذوا من أقطارِ السماواتِ والأرضِ فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسُلطانٍ..))
0 التعليقات :
إرسال تعليق