السفر الخالد بقلم / ابراهيم الدهش





الامـــــام عــلـي
الرجــــل الــــذي لـم ينصفــه الـتاريــخ
لست متطرفاً ولا عنصرياً في حبي للأشياء الجميلة والرموز الخالدة بل الحب الذي يفرض نفسه على قلبي ومشاعري بأساليبه النبيلة والانسانية لعظمة هؤلاء ومواقفهم وسلوكهم الانساني . فأتوحد مع هذا الحب وانصهر في بودقته لنشكل حالة واحدة من الاندماج والتوحد . ومن هنا كان حبي لرجل من الصعوبة على اي كاتب مهما كانت قدرته الادبية والبلاغية من ان يستطع ان يلم بجميع اشراقاته وان يتلمس حدود عطاءه . كالغواص الذي ينزل الى اعماق البحر المحيط فانه يكتشف بعض الدرر الثمين لاكله وهنا تكمن اسباب الاستحالة في الإلمام بكل جوانب وإبعاد هذه الشخصية العملاقة المتفردة في سماء الانسانية كالقمر في سماء الدنيا .. متفرداً..متميزاً...مشرقاً منيراً يشع نوراً ولمسات سحرية وشاعرية اخاذة .
ان سبب العجز والاستحالة في الالمام بكل هذه الجوانب الوضاءة لم يكن مقصوداً . بل لان هذا الرجل اكتسب كل صفات ودرجات التفوق النفسي والعقلي والخلقي في شخصيته وفكره وخلقه وورعه وتقواه وسلو كه   ولان بلاغة الكلمات ومعانيها لاتستطيع ان تفسر لنا اشراقاته وعطاءه الانساني الثر .
و لأن عقولنا ومداركنا عاجزة عن فهم حقيقة هذا الرجل وابعاد شخصيته المتفردة . فمن هنا تكون حاجتنا لفهم حقيقة هذا الرجل ان نخترع لغة خاصة تكون قادرة على ايصال المعاني الى عقولنا ومداركنا وان تتطور عقولنا وان تتسع مداركنا لنستوعب هذه اللغة الجديدة .
قد يتهمني البعض بالمغالاة والتطرف . وفي الحقيقة فانا اكره التطرف وابغضه واسعى جاهداً لمحاربته في احاديث الاخرين وافكارهم .
ولكن في مثل هذا الرجل العملاق لامجال للتطرف والمغالاة في حقه .. وكيف لا وهو معجزة في كل شيء ...فولادته معجزة لم ولن تتكرر ومابين هذه المعجزة وتلك تتوالد المعجزات .
فالامام ولد في جوف الكعبة وهذا التشريف والامتياز الرباني لم يحظى به ولم ينله حتى الانبياء ..والجميع يعلم ان الكعبة طاهرة ومشرفة وان الولادة يصاحبها مايصاحبها من الدماء وغيره .فكيف حدث هذا ؟!
وهنا ارجو وان لايساء فهمي بان الامام اعلى مرتبة من الانبياء .فان صفة النبوة هي الصفة الوحيدة التي لم يحملها الامام واما باقي صفاته وعلمه وسلوكه فقد تفوق بها على كثير من الانبياء .
ويبقى الامام علي ع سفراً خالداً لاتدركه العقول
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus