من خالتي (قماشة)...إلى...(أم هارون). بقلم /شريف محمد



من خالتي (قماشة)...إلى...(أم هارون)... مع التحية...

"هل ما أُشاهدهُ حقيقي..؟!!!!" سألت نفسي ، فأصغت وقالت :نعم...يهود كويتيون في عمل درامي!!! ..لقد أمضيت وأسرتي بين أكناف الخليج  ريعان الطفولة وبدايات المراهقة، تربّى فيها جزء من وجداننا على أعمال من إنتاج التلفزيون الكويتي، عشنا واستمتعنابأداء نجوم الخليج فيها، من أول( درب الزلق)، و( إلى أبي وأمي..مع التحية)، مروراً ب( بيت أبو خالد)، و( خالتي قماشة)، التي جسدت شخصيتها الفنانة الكويتية ' حياة الفهد'، التي تجسد هذه الأيام شخصية إمرأة يهودية في عمل درامي محبوك النسج ألا وهو( أم هارون)، ذلك العمل الذي يعرض لحياة اليهود في إحدى بقاع الخليج ،وبالتحديد دولة الكويت ، وبعيداً عن مهاجمة العملاقة ' حياة الفهد' للمصريين الدافعين لعجلات التنمية الكويتية منذ أكثر من نصف قرن، إلاّ انني كعربي مصري- دائبتُ وآبائي تعليم أهالي الخليج- لا أستطيع السكوت عن الهمس في أُذن الجميع الأمر ليس بهذه البساطة، فنحن كأجيال تربت بين جنابات الخليج العربي لم نسمع بهذه القلة اليهودية الخليجية، وهذا دليل على ضآلة أثرهم في تلك البلاد، فلماذا يُبعثون من مراقدهم الآن؟!!..إنّ الدراما المصرية عندما أخرجت للنور مسلسل( حارة اليهود) من أعوام ، ذلك أنّ اليهود المصريين كانوا ملئ الأسماع والأبصار، أثارهم الاقتصادية والفنية تمتلئ به جنابات قاهرة المعز، بل وغالبية المدن المصرية الكبرى، فوجب أن تعلم الأجيال الحديثة كيف كان اليهود جزء من المجتمع المصري الذي للأسف خانه الكثير منهم، كما أنّ طبيعة الصراع المصري الإسرائيلي واضحة أمام العرب جميعاً، لكن المجتمعات الخليجية التي لم تعاصر اليهود في أراضيها، لن تحتاج لهذا التوضيح الدرامي الذي تظهر فيه" أم هارون" الطبيب المُداوي لآلام أهل الخليج. لقد تعودنا مُذ أعوام على أن تُحاكي الدراما الخليجية، بل والسورية أحياناً ، النماذج الدرامية المصرية العظيمة، مستمتعين في كثير من الأحيان بتفوق التلميذ على الأستاذ، لكن هذه المرة- رغم حبكة السيناريو وروعة الإخراج- ابتعد الصواب عن الأشقاء في خليجنا العربي في إخراج القلة اليهودية إلى المُتلقي الخليجي..(فأم هارون) الكويتية، ليست أبداً " نعوم شبيب " مهندس برج القاهرة الذي تناساه البعض، حتى نُذكِّر المشاهدين به،..عفوا ..القياس خاطئ يا ( خالتي قماشة) ..

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus