في ذكرى افتتاحه الـ 1083.. الأزهر منارة العلم والوسطية



صفوت عمارة يكتب:
تحل علينا اليوم الذكرى الـ 1083 عامًا هجريًا على افتتاح الجامع الأزهر، والصلاة فيه والتي توافق يوم السابع من شهر رمضان من كل عام، حيث افتتح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس، وبناءً على ذلك قرر المجلس الأعلى للأزهر فى مايو 2018م، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.

بدأت نشأة الجامع الأزهر في 24 جمادى الأولى 359هـ الموافق 4 أبريل 970م، على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين اللَّه، وقد استغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، وهو أول جامع أنشئ فى مدينة القاهرة؛ بغرض نشر المذهب الشيعي، حتى أنهى الناصر صلاح الدين الأيوبي، علاقة الأزهر بالمذهب الشيعي وأعاد مصر للمذهب السني مرة أخرى؛ ليتحول مع مرور الوقت إلى منارة الإسلام وقبلة الوسطية يقصدها المريدين من طلاب العلم، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية عالمية، ومنبرًا للدعوة الإسلامية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وزوجة الإمام علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال؛ فهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وأهم مساجدها، وأشهرها فى العالم الإسلامى.

قُدِّر للجامع الأزهر أن يكون دار علمٍ وعبادة معًا، وأن يضطلع بدور كبير فى إعادة تشكيل وعي المسلمين، وعلى مرّ العصور إلى وقتنا الحاضر، يمثل القبلة العلمية ومنارة الوسطية لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومركز الإشعاع الذي يفيض بنوره على أركان العالم، ليقدم صحيح الدين الإسلامي الوسطي، ونشر اللغة العربية وإحلال السلام والتسامح والتعايش بين مختلف الديانات، ويُعدُّ الأزهر الشريف أعلى هيئة إسلامية سنية في العالم، وقلعة دينية ذات تأثير عميق في المجتمع المصري والعالم الإسلامي، ورمزًا كبيرًا من رموز الوسطية، وظل الأزهر منذ أن تأسس وحتى يومنا هذا قلعة دينية ومؤسسة إسلامية عالمية ذات تأثير عميق فى المجتمع المصرى والعالم الإسلامى، ورمزًا كبيرًا من رموز وسطية الدين الإسلامى فى مصر ودول العالم الأخرى، ورغم أن الأزهر هيئة محلية لكنه أصبح مؤسسة دولية ورمزًا للعالم الإسلامى مثل الفاتيكان للكاثوليكية، فلم تعد تقتصر جهود الأزهر التعليمية على استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرص الأزهر الشريف على المبادرة والذهاب بمناهجه وعلمائه إلى جميع دول العالم.

قَّدم الأزهر كل سبل الدعم لشعوب العالم وبخاصة القارة الأفريقية لما لها من علاقات وجذور تاريخية تربطها بمصر، لنشر اللغة العربية وصحيح الدين الإسلامى، ونشر الفكر الوسطيّ، ومواجهة الأفكار المتطرفة؛ ليظل الأزهر حتى يومنا هذا رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا وسطيًا، ويُعول المصريون دائمًا على دور الأزهر الخارجى كأحد أهم مصادر القوة الناعمة المصرية سواءً فى محاولة التسويق لمصر إقليميًا وعالميًا، أو الاعتماد على خريجيه المنتشرين فى العديد من دول العالم؛ فلا يُذكر الأزهر فى أى مكان إلا مقترنًا باسم مصر، ويحتل شيخه مكانة مرموقة بين كل الدول، ويحظى بحفاوة استقبال الملوك والرؤساء، حمي اللَّه أزهرنا من أيدي العابثين.
شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus