انطلاق مؤتمر ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين السابع تحت شعار " رائدات القدس يصنعن نصرها"بحضور أكثر من 400 شخصية نسائية قيادية من 42 دولة حول العالم



انطلقت اليوم أعمال مؤتمر ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس فلسطين السابع تحت شعار "رائدات القدس يصنعن نصرها" بمدينة اسطنبول وبحضور أكثر من 400 شخصية قيادية نسوية من الداخل ومن مختلف الدول العربية والاسلامية.
وحضرالمؤتمر عدد من الوزراء على غرار وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية الأستاذة دريا يانيك و وزيرة الصناعات الزراعية والسلع المالية الماليزية الدكتورة زريدة قمر الدين ومن دولة قطر نائب رئيس مجلس الشورى القطري الدكتورة حمده السليطي ورئيس الإئتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين الدكتور همام سعيد.
ويأتي هذا المؤتمر في ظل استمرار الاحتلال في محاولاته لتهويد القدس وقتل كل نفس مقاوم،
وقالت رئيس الائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين الدكتورة اميمة التيجاني "نلتقي هذا اليوم، تحت شعار رائدات القدس يصنعن نصرها، لأن ساعة الصفر قد حانت، ونقول يرونه بعيدا ونراه قريبًا ، وهذا ونحن نتسم هذا العبير وعبق النصر القادم على بعد خطوات منا، وعلينا ان نسعى ونصنع النصر صناعة...القدس بوصلة كل الأمة برجالها ونسائها وكل مقوماتها. وأنتن كل الامة ، ولتكن رائدات ماجدات".
من جانبها قالت الأمين العام لائتلاف المرأة لنصرة القدس وفلسطين رباب عوض "إن قضية القدس هي قضية الأمة، وتابعت في معرض كلمتها "إن قضية فلسطين، قضية اجتمع على عدالتها جميع احرار العالم، وائتلاف المرأة الذي كان قبل سبع سنوات حلما اليوم بات واقعا يجمع اكثر من 44 دولة حول العالم، لتنسيق وتشبيك جهود النساء المناصرات للقضية الفلسطينية"
وأكدت عوض أن هذا الجهود الكبيرة ، ما كانت أن تتم الا بجهود الأخوات صاحبات النوايا الحسنة، التي عملن لهذه المؤتمر على مدار أشهر متعددة، وذلك لننقل معاناة المرأة المقدسية والمرأة الغزية ومعاناة الاسيرات في سجون الاحتلال، وكذلك ليكن ائتلاف المرأة العالمي للتشبيك وتبادل الخبراتعلى حد تعبيرها.
وكشفت عوض أن هذا المؤتمر سينجم عنه جملة من المبادرات ومن أهمها ائتلاف المرأة للشابات وائتلاف المرأة للعالمات.
من جهتها قالت الدكتورة حمده السليطي نائب رئيس مجلس الشورى القطري "إن حماسها كبير واشتعل ، في ظل حضورها، لمؤتمر رائدات القدس يصنعن نصرها"، وبينت السليطي إن ما شاهدته منذ لحظات الافتتاح الأولى للمؤتمر ، اشعل المشاعر والأحاسيس تجاه القضية الفلسطينية. وأكدت السليطي أن قضية فلسطين هي قضية الشعب القطري، يكبر معها ، ويضج بالحياة.
وأضافت السليطي إن هذا المؤتمر يأتي لفضح جرائم وممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وخاصة المرأة الفلسطينية التي تعانيه بمواجهة الة الحرب وجنود الاحتلال. ورأت السليطي أن هذا المؤتمر هو فرصة طيبة لانضمام جميع نساء العالم المحبة للسلامة والحياة، ودعم صمود المرأة الفلسطينية تجاه قمع الاحتلال في القدس الشريف. وتابعت إن دور المرأة لا ينحصر فقط في كونها تمثل نصف المجتمع بل هي المسؤولة عن تربية الأجيال على الايمان بالقضية الفلسطينية وأن القدس والمسجد الأقصى هي ملك للامة الإسلامية جمعاء.
ودعت السليطي للعمل من اجل تحرير فلسطين من الاحتلال خاصة في ظل تصعيد الاحتلال استخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دوليا الامر الذي أدى لسقوط العشرات من نساء فلسطين، واخرها كان اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة في محاولة اسكات صوت الحرية على حد وصفها.
وأكدت السليطي أن فرض القيود عن ممارسة الشعائر الدينية والاعتداء على المصلين داخل الأقصى وتدمير محتوياته بما في ذلك احراق المصحف ، يدعونا جمعيا الى مناشدة الدول الإسلامية ومنظمة دول التعاون الإسلامي لتوفير الحماية ومساعدة المرأة الفلسطينية من اجل تمكينها ودعم صمودها امام انتهاكات الاحتلال بحقها ، وممارسة شعائرها الدينية. ودعت السليطي منظمة العفو الدولية لممارسة ضغوطها على سلطات الاحتلال لوقف العنف تجاه المرأة وإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات ودعت نساء العالم للتعبير عن استنكارهن من هذا الظلم والقمع التي تتعرض له المرأة الفلسطينية في سجون الاحتلال وهي تناضل لتدافع عن حقوقها.
وشددت السليطي على أن دولة قطر لم ولن تتوانى عن دعم المرأة الفلسطينية والقضية الفلسطينية بالكامل، فالموقف القطري يدعو لإنهاء الاحتلال عن أراضي فلسطين، ولازالت القضية حاضرة في كافة تحركات الدولة وخاصة في جدول أعمال سمو الأمير تميم حمد بن جاسم ال ثاني، حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتابعت إن مواقف دول قطر الداعمة للشعب الفلسطيني لا تخفى على أحد. وذكرت السليطي الحضور بضرورة تفعيل حل آمن للشعب الفلسطيني، تماما كما يدعو العالم لحل الازمة الأوكرانية.
وفي سياق متصل قالت وزيرة الصناعة الزراعية والسلع الماليزية زريدة قمر الدين "إن القضية الفلسطينية تعني لي الكثير، خاصة ونحن نعيش في الذكرى 74 للنكبة ، أكبر حركة نزوح في التاريخ الحديث، ولم تكتفي إسرائيل بذلك بل تستمر بسرقة الأراضي ، وطرد أهلها منها كما يحدث في سلوان وجنين وغيرها من الأراضي الفلسطيني".
وقالت زريدة "حين زرت غزة في عام 2009 ، قد اثار اعجابي نساء فلسطين وخاصة أولئك اللاتي في غزة، فهن متعلمات وقويات وقيادات في مجتمعهن وهذه هي نقاط القوة في فلسطين وغزة.
وشددت قمر الدين على أنه من الضروري دعم فلسطين بكل ادواتنا لتحرير النساء في فلسطين وكافة الفلسطينيين.
وتسالت قمر الدين "لماذا لا يكون لدينا المزيد من المؤتمرات والاجتماعات خارج المنطقة العربية ، مثلا نريد مؤتمر في شرق آسيا، وسنعمل على تأسيس نوع التجمعات في جنوب شرق آسيا مع أصدقائنا واخواتنا في إندونيسيا، ونتطلع للعمل معكن ومع النساء المسلمات في دول جنوب اسيا لإعطاء ودعم النضال الفلسطيني" .
ووجهت قمر الدين في ختام كلمتها تحية للنساء الفلسطينيات، مشددة على ضرورة استمرار الضغط لتحرير كل الفلسطينين من سجون الكيان الصهيوني.
كلمة الدكتورة أسماء زهراء من المنظم الرئيسي للفرع النسائي في مجلس قانون الاحوال الشخصية لكل مسلمي الهند
من جانبها قالت أسماء زهراء المنظم الرئيسي للفرع النسائي في مجلس قانون الاحوال الشخصية لكل مسلمي الهند "إن عدد السكان المسلمين من الهند يزيد عن 200 مليون مسلم، جمعينا مرتبط بالقضية الفلسطينية، بل نشعر أننا في مثل هذه اللقاءات نلتقي بامهاتنا وبناتنا واخواتنا، وهذه امة محمد صلى الله عليه وسلم إن الاجتماع من اجل القدس وحرية فلسطين لأمر مهم جدا، وأنا اشكر الله تعالى منحي فرصة الانضمام لمثل هذا المؤتمر. وشددت على أن المسلمين مرتبطون بالمسجد الأقصى قبلتنا الأولى، وحبنا لهذا الأرض جمعنا، في هذا المؤتمر الرائع".
وتابعت زهراء "إن قضية فلسطين وقضية مسلمي البورمة، هم من اهم القضايا للامة، وشعب غزة يتحمل الكثير من هذا التعذيب والمعاناة، ولا يوجد شبيه لهذا الاجرام الذي تقوم به قوات الاحتلال".
واستدركت زهراء "أن هناك الكثير مما يجب القيام به، من توعية الناس وارشادهم ، نحو قضية فلسطين . لذا أمامنا الكثير من العمل والجهد خدمة للقضية الفلسطينية، خاصة في مجال رفع الوعي وبناء جيل جديد لديه الوعي تجاه القضية الفلسطينية وتشكيل مثل هذه الائتلافات في كل أنحاء العالم".
قالت والدة الاسيرة الفلسطينية مرح باكير السيد سوسن المبيض "إن ما يزيد عن 15 ألف سيدة فلسطينية خضعن لتجربة الاسر في سجون الاحتلال، وذقن مرارات السجن من تعذيب وعزل انفرادي وغيرها، لكن التحدي الأهم المتمثل في الصمود كان يتجسد في كل تجربة". ولفتت أن الاسيرات على العهد لن تضعف ولن تستكين.
كما عرضت والدة الأسير مرح باكير جملة من الصور للأسيرات الفلسطينية منها الاسيرة إسراء التي تحتاج لإجراء العشرات من العمليات الجراحية بعد احتراقها اثر اشتعال سيرتها.
ونقلت السيدة المبيض تحيات الاسيرات في سجون الاحتلال مؤكدة على ضرورة دعمهن ماليا وإعلاميًا، موجهة تحية كبيرة لأصحاب المؤبدات في سجون الاحتلال الذي فقدوا ابائهم وامهاتهم خلف قضبان السجون.
قالت فاطمة بنت المداح مسؤولة نساء الرباط الوطني في موريتانيا "إن نساء افريقيا جاهزات للدفاع عن فلسطين قضية الامة الأولى وأكدت أنه مهما أقامت بعض الأنظمة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي فإن نساء افريقيا ستقف سدا عميقا أمام هذه العلاقات، ووجهت رسالة للأنظمة التي تطبع مع الاحتلال بقولها إن الصهاينة لا عهد لهم ولا ذمة ، والاقصى محرر بإذن لله وإرادة رجال الامة ونسائها على حد تعبيرها.
وقالت الدكتورة نورة الحنزاب مسؤولة ائتلاف المرأة في دولة قطرفي كلمتها "إن المؤتمر يضم نخبة من الرائدات التي يجمعهن حب الله وحب القدس وحب فلسطين، ودعم رباط اهله، فإنني وباسمي وباسم منطقة الخليج العربي وشعوبها، نرحب بالجميع مثمنين لهم هذا الدور الداعم للمسجد الأقصى وفلسطين وحقوق شعبه".
وتابعت إن المؤتمر يأتي في ظل استمرار جرائم الاحتلال وتهويد المدينة المقدسة ومحاولاته فرض التقسيم الزماني والمكاني ، ومحاولات المستوطنين تصعيد الاقتحامات في المسجد الأقصى.
وأكدت أن هذه الاخطار المحدقة بالمسجد الأقصى تطالب بضرورة التوحيد خلف هذه القضية ودعم صمود المرابطين والمرابطات فيه، حيث إنهم يمثلون خط الدفاع الأول نيابة عن الامة الإسلامية، مذكرة بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به المرأة اما وبنتا واختًا باعتبارها حاضنة للجيل ومعدة له ليتحمل المسؤولية وعايتها بكل أمانة.
وشددت الحنزاب على أن المرأة الخليجية هي في قلب الدور المشرف في دعم اهل فلسطين، ولها سهم كبير في دعم هذه المشاريع، ولا تزال على هذا الدرب ايمانا منها بواجبها الديني والإنساني متابعة أن القضية الفلسطينية يراد منها التغييب لصالح مشاريع الاحتلال ولكن هذه المؤتمرات الداعمة لجهود شعبنا الفلسطيني في الداخل تحول دون تحقيق أي من أهداف الاحتلال الآثمة على حد وصفها.
وفي كلمتها قالت وزيرة الاسرة والخدمات الاجتماعية التركية داريا يانيك إن هناك شعر تركي اصيل يقول "أمشي وقوة القدس تدعمك" لأن القدس هي رمزا للنضال والمقاومة ، وملايين من البشر اليوم يعيشون بقوة القدس اليوم، وهذه القوة كانت رفيقًا للأنبياء والرسل وتابعت إن تاريخ القدس هو تاريخ النضال بين الحق والباطل من أيام ادم عليه السلام وحتى يومنا هذا، كان دائما الحق الذي يناضل من اجله ضد الباطل، وكلما كان تواجد المناضلون كان هناك أمل."
ولفتت يانيك، إلى أن الحضور الكبير هذا ، يؤكد على توحد الأمة تجاه القضية الفلسطينية، وبهذا المفهوم ولدت هذا الائتلاف، "ونأمل أن نكون مثلكم وننظر اليكم بعين الامل ، نؤكد مرة أخرى على أن فلسطين ارض مقدسة إذا لم تحصل على حقوقها، لن يعم السلام في الدنيا، لجميع الناس اليهود والمسلمين".
وذكرت الوزيرة بالمناضلة راشيل كوري التي قتلها الاحتلال بدم بارد وهي تواجه الياته التي تريد هدم المنازل في فلسطين وضحت بروحها من اجل الحق والحرية. وشددت على أن الوصول للنصر امر حتمي ويشترط لذلك أن يكون لدينا أجيال مثقفة وواعية ومتعلمة ، ليتمكن هؤلاء من السير بخطى ثابتة واثقة نحو النصر وانتزاع حقوقهم.
من جهتها أكدت دكتورة جبارية سلطاني نائب رئيس ائتلاف المرأة العالمي في كلمتها عن الاقليم المغاربي أن الشعب الشعب الجزائري مرتبط دينياً وعقائدياً ومصيرياً مع الأرض المباركة. وأن المشروع الصهيوني لن يمر مادام قلب الأمة ينبض بشبابها وحرائرها...فلسطين هوية محفورة في وجدان المسلم حتى حتى الذي لم يولد بعد".
كما قدمت زوجة الشهيد أسامة الزبدة السيدة يسرى العكلوك والسيدة هنادي الحلواني المرابطة المقدسية من خلال تسجيلات صوتية عرضت اثاء الحفل الترحيبي للمؤتمر رسائل صمود وثبات من أرض فلسطين إلى كل أحرار العالم وعلى رأسهم الحاضريين في المؤتمر السابع لائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين السبع.
من جانبها أكدت الدكتورة حياة المسيمي في كلمتها عن الشرق الأوسط "رغم كيد الصهاينة ومحاولتهم لإغراق العالم الإسلامي ببحر التمزق إلا ان القدس بشرقها وغربها لنا...سلام على شارع الشيخ جراح وقد أذاق العدو مُرّ المرور منه ...سلام على امهات يزغردن عند الشهادة ويرفعن الأكف عند فك الأسرى...ننعى وفاة الشيخ أحمد القطان الذي ربى جيلاً كاملاً بمحاضراته وخُطبه على حب فلسطين"....
واختتم الافتتاح الرسمي بفقرة تأبين للصحفية الراحلة شرين ابو عاقلة من تقديم زميلتها روعة أوجيه الصحفية في قناة الجزيرة الفضائية والتي أكدت فيها ان موقتل شرين كان متعمدا من قبل قوات الاحتلال وأن الفقيدة عرفت بمهنيتها وتواضعها وحبها للقضية الفلسطينة وأنها رغم مقتلها ستبقى حية في وجدان كل الذين يعرفونها.
وشهدت الجلسة الثانية من اليوم الافتتاحي تقديم لعدد من المشاريع ضمن برنامج بصمة وهو عبارة عن مبادرات شبابية من الأمة لنصرة القضية الفلسطينية ومن بين هذه المشاريع مشروع من السودان: مبادرة شبابية لتوحيد عمل الشباب لنصرة فلسطين مبادرة "مشروع خطوة" وهو مبادرة تثقيفية تعليمية لليافعين ومبادرات من قطر "رُب ريال للتحرير يقربنا و"طوبرجية..بيدك طوبةٌ والأمة بناء فإما علاء وإما فناء" ومبادرة تونس مشروع تعلمي الكتروني لليافعيين.
كما تم عرض مشروع بال استوديو وهو مشروع انطلقت نسخته الاولى في هذا المؤتمر وهو منصة لتقديم افكار واقعية ملهمة عن فلسطين وياتي في نسخته الأولى تحت عنوان "أصوات من أرض الزيتون" وشارك فيه عدد من الشخصيات المبدعة التي قدمت قصتها مع فلسطين على غرار صبا الشرقاوي صانعة الأفلام وعمر عاصي صاحب فكرة خريطة فلسطين بطريقة مبدعة ومبتكرة والفقيدة اية عبد الرحمان ورحلتها مع المرض وسناء ابو دقة أم لطفلة مولودة النطف المحررة.
وشهدت الجلسة الرابعة ندوة بعنوان صناعة الوعي في نصرة القضية الفلسطينية أثاثها عدد من الاكادميين والمختصين في الشأة الفلسطيني واجمع المتحدثون في الندوة على ضرورة حماية المرأة الفلسطينية، لافتين إلى أن القضية الفلسطينية يجب ان تغدو ثقافة يتغنى بها الجميع في عالمنا الإسلامي والعربي.
وقال الدكتور خالد العويسي، أكاديمي ومتخصص المعارف المقدسية، إن الألم المحدق بالقضية الفلسطينية، لا يقل البتة عن الآلام التي تعصف بالدول العربية الأخرى، مشددًا على أن تحرير بيت المقدس ليس فقط تحرير لفلسطين، بل تحرير لنا جميًعا، وهذه القضية هي قضية مرتبطة بالأمة جميعا.
ولفت أن الحشد الكبير من النساء القادمات من نحو 44 دولة، يؤكد تميز مدينة القدس والمسجد الأقصى، حيث نرتبط بها جميعا وهذا الأرض المباركة. وشدد العويسي على ضرورة ما وصفه بصناعة المقدسيين في البلاد جميعا وليس فقط في القدس، وبيت المقدس ستكون عاصمة لكل من قال لا إله الا الله وليس فقط لفلسطين.
ورأى العويسي أن الاعداد المعرفي يسبق الاعداد العسكري والسياسي، إذ أن النكبة بدأت باحتلال العقول ثم باحتلال الأرض منذ ان وطأ اقدام الجيش البريطاني بلاد فلسطين منذ العام 1917، إذ لم يكن هناك مشكلة مع الاحتلال البريطاني، ثم بات هناك مشكلة بعد أن تغلغلت وتعمقت وهذا مرده لغياب المعرفة والوعي.
وشرح العويسي ثلاث خطوات للنموذج المعرفي النبوي وفق رؤيته، وهي الرابط الروحي حيث ان القلة الأولى التوجه اليها المسلمون الأوائل، ثم الرابط الديني، حيث ذكر بيت المقدس في القران ومن ثم ربط الأنبياء بشكل مباشر في القدس وقصص يحيى وعيسى وزكريا كانت في القدس، وأخيرا الرابط السياسي، إذ ذكر القران نبوءته عن هزيمة بني إسرائيل من جهة وهزيمة الروم من جهة أخرى ولقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أن القدس ستكون مركز الخلافة القادمة، ولفت العويسي أن هذه الروابط الثلاث جعلت تعلق بالصحابة، بالقدس كما مكة والمدينة.
ورأى العويسي أن من الضروري ان نستفيد من هذا المنهج بأن تصبح القدس وفلسطين، هي حديث الناس، في الشارع وفي البيت وفي المدرسة، حيث الرأي العام ، وليس كرة القدم أو المسلسلات أو غيرها، كما هناك من يهندس للمجتمعات حديثهم، يجب ان نهندس نحن للناس حديثهم وليكون هذا الحديث هو ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك وأن يكون الارتباط ببيت المقدس جزء من الهواء الذي نتنفسه، ومن ذلك مثلًا ان نتعلم يوميًا معلومة واحدة عن بيت المقدس، كما كان النبي لا ينام كل ليلة الا ويقرأ سورة الاسراء.
كما دعا العويسي إلى ضرورة تفعيل المقاطع الاقتصادية، لافتًا إلى أنه وإن كان الامر ربما غير مجدي اقتصاديا لكنه مجدي نفسيًا بحيث تبقى على ارتباط بالمسجد الأقصى بشكل دائم ومستمر.
بدوره قال الأكاديمي والباحث الحقوقي الدكتور سعيد الدهشان إن المرأة تعي قيمتها، وتعرف دورها في المجتمع وتأثيرها به، وإن مسلة خلق حالة وعي للمرة الفلسطينية لا تستهدف التوعية بحقوقها بل تفعيل طاقاتها للحفاظ على حقوقها،
واستعرض الدهشان حقوق المرأة الفلسطينية وفقا للقانون الدولي في زمن الحرب مؤكدًا أن القانون الدولي الإنساني ينطبق على الأراضي المحتلة منذ اول يوم للاحتلال حتى انتهاءه بعام كامل، وكل اتفاقيات جنيف والاتفاقيات الدولية تبقى سارية المفعول، كذلك فإنه ووفقا للقانون الدولة فإن سيطرة الاحتلال على غربي القدس، لا تحوز على أسانيد السيادة الشرعية، اما احتلالها لشريق القدس فهي بلا خلاف احتلال عسكري، وهذا يعني انطباق اتفاقيات القانون الدولي الإنساني لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي.
وعرّف الدهشان أن الانتهاكات للحقوق والمرأة الفلسطينية هي انتهاك كافة الاتفاقيات والمعاهدات الإنسانية والذي يعرف بقانون الحرب. ومن ابرز هذه الجرائم، القتل العمد، إذ أن الاحتلال لا يفرق بين الرجل والمرأة، وهي تعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، كذلك المساس بالسلامة المهنية وكذلك الاعتقال والحجز التعسفي، لكثير من السيدات الفلسطينيات لأدنى شبهة أو لأنها قريبة مقاوم او شهيد ..الخ دون كفالة بمحاكمة عادلة أو الأخذ في الاعتبار أنها امرأة وكذلك هدم المساكن والمنشآت المدنية، وتعمد احداث معاناة شديدة او إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة وكذلك الانتهاكات بحق دور العبادة والمؤسسات التعليمية والصحية والنشاطات الاستيطانية التوسعية والاعتداء على حرية الرأي والتعبير وغيرها من الجرائم.
وأكد الدهشان أن إسرائيل لا زالت تنتهك التزاماتها رغم انها دولة طرف في اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من الاتفاقيات،
وعرج الدهشان في حديثة على آليات الرقابة التي تكشف وترصد انتهاكات الاحتلال، ومنها التقارير الدورية مثل تقرير منظمة العفو الدولية، ثم الشكاوى الفردية من الفرد ضد الدولة وكذلك الشكاوى من دولة لدولة، وكذلك عرض النزاع على محكمة العدل الدولية، وهي محكمة تختص بمحاكمة الدول بالحق المدني، ما يعني فرض تغريم او جبر ضرر.
وأوصى الدهشان باستثمار التقارير الدولية المناصرة لقضية فلسطين وكذلك مطالبة المنظمات الدولية الحكومية وغيرها بالضغط نحو فتح تحقيق بجرائم الاحتلال، ودعوة وزارة الخارجية الفلسطينية وممثلها للقيام بمسؤولياتها لفضح الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل والمرة الفلسطينية والعمل على اقناع الدول التي يعملون فيها للتعاون في كبح الجريمة الدولية الإسرائيلية.
وتحت مفهوم صناعة الوعي إعلاميًا، تحدثت عنها الإعلامية روعة أوجيه مقدمة البرامج في قناة الجزيرة الفضائية، واستهلت اوجيه كلمتها بالترحم على روح الزميلة شيرين أبو عاقلة. وتابعت أن الحديث عن صناعة وعي يقود إلى مناصرة وهذا ليس بالأمر السهل، سيما أن البعض يرى أن التفاعل على منشور على السوشيال ميديا هو فعل، وهو كاف ، وقد عززت لدى البعض ما بات يعرف بوهم الحراك وأن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته هو فقط بالتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت أوجيه أن التعاطف وحده لا يكفي، بل التعاطف الذي يقود على فعل ميداني على الأرض، وهنا يقود الحديث عن الوعي، وما الذي نريد أن نصل له, أوجيه أكدت أن التأثير العالمي هو المهم، وعليه فإن التأثير في الشارع الأمريكي هو الأساس، رغم أهمية الحديث للشارع العربي، وشددت على أن التأثير الدولي سيما التغيير في الرأي العام الأمريكي هو أول الأولوليات التي يجب الخوض فيها، وهذا يحقق تأثير حقيقي وجاد على الأرض أكثر مما يمكن أن يحققه الرأي العام العربي الذي هو ضعيف في أرضه وبلاده ولا يوجد له ذاك التأثير.
ورأت اوجيه أن تغيير مفهوم الصهاينة أو المناصر للقضية الصهيونية والكيان، بل يجب التركيز على الأغلبية الكبيرة المحايدة التي لا يعنيها ما يجري، في فلسطين. التفاصيل التي قد تبدو بسيطة في حياة شعبنا، هي التي تؤثر في الرأي العام، واعتبرت أن صورة واحدة ليس بالضرورة تحصد الملايين من الاعجاب وان تنتشر ، لكن انتشار الالاف من القصص هو الأهم، فمثلًا عمليات تهريب النطف للأسرى من القصص المهمة، التي يمكن ان تروج، كذلك قصة الأسير الفتى محمد مناصرة وغيرها من النماذج.
ولفتت إلى أن من أهم المعضلات التي تواجه الاعلام الفلسطيني خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي، التي دائما ما تحذف الحسابات التي تتحدث عن القضية الفلسطينية وتناصرها وتستخدم مصطلحاتها مثل احتلال وشهيد وفلسطين المحتلة ومقاومة وغيرها.
ودعت اوجيه الى كسر الحصار عن قضية فلسطين وإعادة التموضع لهذه القضية على أن فلسطين هي قضية شعب يواجه الإبادة والفصل العنصري ويستحق الحياة بكرامة وحرية.
من جانبها أكدت الدكتورة هبة عزت أستاذة العلوم السياسية في جامعة ابن خلدون، في مداخلتها بعنوان صناعة الوعي تربويا يجب تشبيك كل عمل مناصر للقضية الفلسطينية من أجل تحرير الأرض المقدسة"
واختتم اليوم الأول للمؤتمر بالأمسية الخيرية وذلك بعرض مشروع ميثاق العائلة "رحلة74إلى فلسطين"والهادف إلى دعم صمود المرأة الفلسطينية المعيلة لأسرتها.

شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus