لو كنت




بقلم / مريم العريان 
وظلت تبكى بانهيار فلانه فى ركن من اركان منزلها البسيط وهى تنظر بغضب شديد لزوجها .. الذى كان يقف فى شرفه منزلهم وهو لا يعباء باحد ولا ينظر تجاه احد وكان يدخن بشراهه وعيناه تنظر نظره ثابته حاده ومليئه احمرارا من شدة الغضب وفجأه دخل مسرعا مطفثا السيجاره التى بيده على الارض ووضع اقدامه عليها بعصبيه  وارتدى لباسه البسيط واندفع تجاه باب المنزل ..قاثلا..ادينى غاير من وشك وامسك مقبض الباب مكملا حديثه علشان ترتاحى انتى وعيالك واغلق باب الشقه بقوه وراءه فاشتعلت النار بداخل فلانه اكثر قائله منك لله يا مفترى داهيه لا ترجعك يا بعيد ... الهى يا ....واخذت فى البكاء الشديد والدعوه عليه باقسى الدعوات ومن كثرة الارهاق البدنى دخلت غرفت نومها وغلب عليها النعاس......وفجأة استيقظت على صوت اولادها الثلاثه الذى كان اكبرهم اثنتا عشر ربيعا .. وبصوت بكاء هستيرى كاد ان يكون صراخا قائله الحقى يا ماما ناس جايبين بابا مغمى عليه الحقى قومى وفعلا قامت  وهى لا تستوعب ما يحدث ووجددت ثلاث رجال يحملون زوجها وهو فاقد للوعى تماما فاستطرد الرجال الحاملين له قائليين .يامدام  احنا لقينا جوز حضرتك كان قاعد على القهوه وفجأة وقع من على الكرسى مغمى عليه واترمى على الارض حاولنا نفوقه بمايه وكولونيا .. ما فقش فجبناه البيت عندكوا قبل ما ننقله مستشفى ..واالدكتور بعتنا نجيبه مع واحد صاحبنا .......ظلت الزوجه تستمع وهى مرتعشه وفى حاله صدمه وزهول غير مستوعبه لما يحدث فاقده القدره على الكلام من سرعه الاحداث وحاولت افاقته بسرعه وتوتر وكل جسدها يرتعش ولكنه كان لا يستجيب لمحاولتها التى بائت بالفشل وبعد لحظات قليله وصل الطبيب  وقام بالكشف عليه وسريعا قام بتغطية وجه زوجها وقال لها وهو ينزع السماعه من اذنيه وقال وهو حزينا بصوت منخفض البقاء لله يا مدام .....الله اختاره ..البقيه فى حياتك فوقعت بدون اى رد على ركبتيها وهى جاهظه العينين تنظر يمينا تاره تجاه الرجال الذين اتوا بزوجها قائليين يا ساتر يارب الراجل كان ذى الفل وهما ناظرين بحزن تجاهه وتنظر يسارا تاره تجاه اولادها وهم يبكون بابا مات ...بابا مات ...وتاره تنظر امامها على جثه زوجها الهامده ....وحاول الرجال الموجدين ان ياخذوا بأزرها وتعزيتها رافعين اياها من سقطتها ..ولكنها ابعدتهم وهى صارخه فى الجميع بره برررره ...مش عايزه حد يقومنى سيبونىىى وكانت تصرخ بكل ما تملك من طاقه وهى تكرر بره سيبونى مش عايزه حد وظلت تكرر هذة الكلمات اكثر من مره حتى تعبت وضعفت نفسها وهى تقول بصوت خافت متعب .... مش عايزه حد يعزينى ........وتحت اصرارها لم يجد الرجال مفر من تركها وفعلا اغلقوا الباب عليها وتركوها مع جثة زوجها راقدا جثه هامده على سريرهم وهمت بكل ما تبقى فيها من قوه مقتربه من زوجها والدموع تتساقط من عينيها مثل السيول وهى ثابته التعبير وكانها تمثال يتساقط منه الدموع بدون ان تتحرك اى عضله فى وجهها واقتربت ببطأ الا ان وصلت للسرير وجلست بجانبه رافعه عن وجهه الغطاء وقالت .. ليه كده بس.... ليه . ايه اللي كان هيحصل لو كنت كويس معايا ومكنتش فى خناق على الفاضيه والمليانه..والنتيجه جاللك الضغط وانا جالى السكر .... انت عصبى اه ياما قلت لك براحه  لكن كنت بتتعصب اكتر ولما كنت بسيب البيت كنت بتسيبنى امشى وتقلى الباب يفوت جمل وكنت بحس انك عايزنى امشى ...زوكمان لما كنت بطلب منك فلوس كنت بتعزبنى اطلب ميه تدينى عشرين وتقول دايما اجيب منين اسرق علشان ارضيكى .. وبدات نبره صوتها تحتد ...طيب انا انا اجيب منين مش كلها مصاريف بيتك وعيالك ..وبداتوهى تمسح فى دموعها التى لم تتوقف ...فاكر. فاكر لما كنا بنقعد مع اى حد بتسخف منى قدامهم وبتتريق عليا قدام قرايبنا واصحابنا ..ومكنتش بتحس لحظه انا بحس بايه جوايا وبتالم اد ايه ..عمرك ما ساعدتنى فى حاجه مذاكره العيال ول شغل البيت حتى وانا تعبانه ..وبدات يهدا صوتها لحظات .. ثم قالت عمركما حاولت تعملى جو رومنسى ذى ما كنت بتوعدنى اه بحاول على اد ما اقدر .وبدات نبره صوتها تحتد مره اخرى ....وودموعها لم تنقطع لحظه ... ثم قالت ما انت عارف  طلبات البيت والهده اللى كنت ببقى فيها كان لازم تعزرنى مش تقلى انتى خلاص مشاعرك ماتت وظلت تتلعثم من كثره الانفعال والبكاء قائله..واحنا مخطوبين فاكر ..وهى مبتسمه ابتسامه مدمجه بالدموع الغزيره ....فاكر كنت بتقول ايه كل يوم حب وورد ..وورد وحب .....وانهمرت بانهيار شديد وهى تتلعثم فى الكلام ..لكن لك .ن . كنت بتحبنى وكنت بتقلى انتى الوحيده اللى ماليه عنيا صحيح كنت متخيله لو سيبت البيت انه كان ولا بيهمك لكن .. كنت بحس بفرحه فى عنيك لما كنت برجع البيت تانى وصحيح لما كانت ظروف الشغل كويسه معاك كنت بتجيب كل اللي نفسنا فيه وكنت بتخاف عليا لما انزل الشارع وكنت فكراك بتسخف منى وبس ..وانهمرت بالبكاء الشديد قائله لكنك كنت بتخاف عليا حقيقى واستطردت وهى تبكى بحراره ماانا معزوره كمان الحال ضاق وطلبات ولادك ما بتخلص وانت بقيت عصبى .. بس على فكره اه ...ااااانت كنت مش مقصر كنت بتخرج من صباحيه ربنا تجرى على اكل عشنا لكن الفلوس ما بقتش تكفى والحال ضاق اوى وانت اتعصبت وضربتنى اه ضربتنى وهنتنى وشتمتنى قدام الولاد وتضع يديها على عينيها تحاول ان توقف دموعها مستطرده بس ايه يعنى لو كنت .استحملت شويه وربمنا كبير يوم حلو ويوم مر ايه المشكله لو كنت.. قلت لك تعالى نصلى ركعتين لله وندعى وربنا ما بينساش حد يلجاله .... ايه المشكله لو كنت ..قلت لك ولا يهمك بكره ربنا يرزق ....وانهمرت فى البكاء وهىتحاول ان تحتضنه وتقبل وجنتيه ...وهى تقول انت كنت بتحبينى وصابر عليا برضه وانا كمان بحبك جدا ومش هقدر اعيش من غيرك ...وصرخت وهى تحضتنه ودموعها اغرقت وجهه ...لو كنت عملت كده من الاول ..لو كنت...وفجأه ....سمعت صوت بنتها الكبرى وهى تخاطبها يصوت عالى قائله ماما ماما بابا جه وهنا للحظات قليله استوعبت انه كان ليس كبوسا بل حلما من الله فقامت بسرعه ساجده على الارض وتقول الحمد والشكر ليك يا رب الحمد والشكر ليك   وهمت تجري نحو زوجها محتضنه
شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus