وأد الحياة .. بقلم / سامية سيد





متابعة /ابراهيم الدهش

الحياة هى مجموعة من التجارب والتي يكون لها الأثر الكبير في تكوين الأشخاص وتحديد مسار حياتهم.
 فالتجارب في الحياة تؤثر علينا اما بالسلب تقف الحياة عند التجربة وتعود بالأثر السلبي على صاحبها فتموت الحياة وتدفن التجارب معها.
وقد تؤثر التجارب علينا بالإيجاب فيستغلها صاحبها وتكون دافعا قويا لتصحيح مسار حياته يعيشها ويتكيف معها..
وبالتالي فالتجارب نتعلم منها الكثير ولولا التجارب ما تعلمنا من الحياة.
وقد تكون التجارب في العمل أو البيت أو الاهل أو الأزواج أو….. أو…. فالحياة دائما تمنحنا دائما فرصا متنوعة للتعلم المجاني .
إذن فالحياة هي نوع من الأمل، والأمل هو المحرك الأول للحياة..

في مقالي هذا أخص بالذكر الحياة الزوجية.
الحياة الزوجية بين زوجين اتفقا أن يعيشا الحياة سويا بحلوها ومرها واتفقا أن يتحدا الصعاب والأزمات ليمرا معا بأمان من باب الحياة..
“ما أجملها كلمة الحياة!”.
ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
عندما تتمكن المشاكل الأسرية من وأد الحياة، وترغم الزوجين على التخلي عن ما اتفقا عليه.. حين يتخلى كل من الأب أو الأم عن فكرة التنازل حتى تستمر الحياة..
حينما تكون اللامبالاة هى السمة السائدة داخل بيت من الأسرة كانوا يوما متفاهمين.
عندما يقف الاثنان في صراع الديوك من سيرضخ اولا.. وتمر الأيام والسنون على ذلك الحال، حتى تصبح الحياة مستحيلة بين الطرفين.. وعندها يكون القرار
” وأد الحياة”.
فالانفصال بين شريكي الحياة يؤدي إلى انفصال في الحياة فيكون الخاسر الأكبر هم الأبناء.
افتتحت هذه السورة الكريمة بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

ففي هذه الآية إشارة إلى أن الرجل و المرأة ما هما إلا نفس واحدة ، يعطف كل منهما على الآخر ويحن إليه، وكل منهما يحتاج لنصفه الآخر ليكمله ويدوم بينهما الإحسان والمودة والتراحم والقرب والمحبة.

وللأسف نجد الكثير لا يعمل بهذه الآيات..
وربما يكون الانفصال في بعض الحالات حلا ضروريا ولابد منه.. ولكنه في كثير من الحالات فهو موتا لحياة مقبلة نقتلها بأيدينا، بسبب سوء اختيار في البداية أو سوء اختيار في النهاية.
فتصبح الحياة تعيسة في أقوى صور التعاسة.. حزينة مليئة بالكره والحقد من قبل الأبناء لمن هم حولهم ممن يعيشون في استقرار اسري ووسط أسرة محبة يقودها أب وأم يتسمون بالقيادة والذكاء الأسري.
فيصبح العديد من هؤلاء الأطفال يعانون من حالة نفسية.. بسبب افتقادهم للحياة الطبيعية.
ومن هنا تبدأ مرحلة وأد الحياة، حيث يصبح الأطفال ناقمين على الحياة والأشخاص، وربما يقرروا الانتقام من كل ما يحيط بهم من أصدقاء وأهل وبالأخص الوالدين، فيتولد عندهم العنف والعدوانية واللامبالاة وتتبلد لديهم المشاعر. كل ذلك بسبب حياة كلها تنازع وكره وصراع لا ذنب لهم فيها سوى انهم أبناء لوالدين فقدا السيطرة على قيادة الحياة فانفلتت الدفة منهم وسقطوا في بئر من الظلمات.
ومن هنا دعوة لكل الآباء والأمهات لحسن الاختيار وعدم الانسياق وراء مغريات الحياة، والتمسك بتعاليم الدين.
فلقد نظم الله تعالى العلاقة بين الزوجين في العديد من آيات القرآن الكريم وحدثنا عن حسن العلاقة بين الزوجين، ومن أبرز هذه الآيات قوله تعالى في سورة الروم:

﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
حيث العلاقة القائمة على المودة والرحمة ونبذ النزاعات والخصومات وإيمان الطلاق والتي تؤثر في علاقة الزوجين بالسلب، وتنعكس بدورها على سلوكيات أبنائهم وتبني داخلهم روحا انتقامية تجاه الأسرة والأصدقاء والمجتمع.
.. وفي الآيات الكريمة دعوة لمراعاة الزوجة فهى انسان لها مثل ما للرجل. لها العقل والمشاعر والكيان والكرامة و….. غيرها.. فالنساء شقائق الرجال، ومن لم يعاملها كذلك فهو جاهل بحقيقة الدين.

فالنبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا )).
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :(استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا) في خطبة الوداع قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : فأتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهنّ بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) رواه مسلم النساء شقائق الرجال. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :(إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم) أقرب المؤمنين مجلسا ً لرسول الله صلى الله عليه وسلم:قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :(أكمل المؤمنين أيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهله).
تحلوا بالخلق الكريم، تحلوا بصفات الصادق الأمين، تحلوا بالصفات الحميدة، لا تجعلوا الدنيا أكبر همكم فقط.
تحابوا وتحلوا بتعاليم الدين حتى تكون الحياة جميلة وحتى تحيا الحياة في نفوسنا ونفوس ابنائنا.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus