صرخت بأعلى صوتها قائلة: كفى،
لقد كرهت كل شيء ، كرهت حتي ما يسمونه مميزات أو منح ربانية، كرهت تلك البشرة البيضاء الضاربة إلى الحمرة والتي تنطق بالجمال الرباني دون أن تلوثها المساحيق الكيميائية، كرهت تلك العيون السوداء الكحيلة، التي تخطف نظراتها القلوب ، لتذهب بها إلى عالم السحر ، كرهت تلك الشفاه التي لا تضاهيها ثمرات الكرز في الكون كله، كرهت تلك الخصلات التي تشبه سواد الليل في انسيابها والتي تنسدل على كتفي.
يجب أن أكره ذلك كله، بدلا من أحمد الله عليها، حين تعرضنى يوميا لهمسات وعبارات التحرش التي تنهال على مسامعي ليل نهار كشلال متدفق بكل قوة، حين تعرضنى لسخافات الرجال الذين يظنون أنهم منقذي الكون من خطر العنوسة، ويعطون لأنفسهم حقوقا ليست لهم، فهم لا يستحقون مجرد لفظ رجل حتى.
ماذا أفعل الآن؟ هل أترك عملي وأجلس بالمنزل أنتظر الفارس المغوار؟ وما يدريني لعله منهم؟ ، أم أحمل معي سلاحا واستعمله وقت الحاجة؟ لكنني لست همجية، لم أعد أستطيع التفكير..ماذا أفعل؟
0 التعليقات :
إرسال تعليق