«رامي علم الدين» يكتب..«تمرد» ولدت هناك.




«رامي علم الدين» يكتب..«تمرد» ولدت هناك.

كتب إياد رامي

تحل في الثلاثين من أبريل هذا العام الذكرى الرابعة والخمسون لاستشهاد المناضل الضابط «صلاح حسين»، الذي اغتالته يد الغدر والاقطاع في مثل هذا اليوم عام 1966م ، وكان الإحتفال السنوي بالذكرى تقليدا ثابتا تحرص عليه عائلته وأنصاره ومحبيه ومختلف القوى السياسية، ومحبي العمل الوطني في مصر، بدعوة زوجته الراحلة«شاهنده مقلد» عضو مجلس حقوق الإنسان، ورفاق دربه في قرية كمشيش، كان عرس ديمقراطيا وصالون سياسي، تنوعت موضوعاته على مدار الخمسون عام السابقة بتعاقب الأنظمة السياسية المختلفة، ليس فقط تكريما لمعنى النضال من أجل قضايا الوطن والجهاد ضد الاقطاع وحق الفلاحين، وإنما أيضا لتجديد العهد على إستمرار النضال، والنظر في مواثيق الكفاح، واستنهاض الهمم ، وفتح حوار مجتمعي وصالون شعبي حقيقي على الأرض لدراسة قضايا الوطن المصري والعربي والإسلامي.

ارتبطت منذ الوهلة الأولى«كمشيش» وحركة «تمرد » بأهداف نبيلة مشتركة، لما كان يجمعهم من أواصل مشتركة ومبادئ إنسانية، وحرية، لطالما تغنت بها الحركات التحريرية التي نشأت من رحم أفكار ومبادئ دولة عبدالناصر، وبعثت من جديد في 25 يناير، العيش والحرية والعدالة الإجتماعية، والتي وقفت بكل قوتها ضد الاقطاع، والطبقة الرأسمالية البغيضة،وطبقة المحاسيب والبشوات، فلقد نالت «كمشيش» على مر التاريخ قسطا مرير من العبودية والظلم وفساد الاقطاع في العهود البائدة، أهلتها لتكون محور للأحداث، لقد تولد بداخلها كل معاني العبقرية والثقافة، والوعي، والحرص على الحرية والعدالة، وكل أفكار الثورة ، وأهمية أن نكون على قدر المسؤلية، فلقد كان لها موقع في قلب وعقل وبصيرة المثقفين ، المفكرين، الأدباء، السياسين  وجذبت أحداث بطولاتها ضد الاقطاع وحروب الفلاحين ضد الفساد الصحف والمجلات وأروقة المحاكم العسكرية والجنايات عشرات السنوات.

نبت بداخلها الراحلون «كمال عطية »،«أحمد رجب»،اللواء«على مقلد»، المثال«محمد سلامة»،«علي عزام»،والفلاح الفصيح «عبدالمجيد الخولي» نقيب الفلاحين الأسبق، وأحد أعضاء لجنة الخمسين بالدستور المصري 2014، وكانت مزار لكل من إرتاد العمل السياسي والوطني من عمالقة الحركة الشعبية الفكرية «شوقي شريف»،«محمد زرزو»،«شهبور مقلد»،«أحمد نبيل مقلد»،«مصطفي بحيري»،«عادل عزام»،«ربيع الشاذلي»،«إبراهيم الصغير »،«الدمرداش النجار»،«حمدالله سالم»،وآخرون من الذين عاصروا تلك الأحداث وشهود على العصر .

حرص زعيم التجمع«رفعت السعيد»،«حسان عبدالحليم»،«محمد غنيم »،«عبدالحكيم عبدالناصر»،«حسن نافعة»،«أحمد فؤاد نجم»،وتغني بها«الشيخ إمام »،«خالدعلي»،«حمدين صباحي»،«صافيناز كاظم»،«ممدوح حمزة»،شاعر العامية«أمين الديب»،خطيب الثورة «مظهر شاهين»، مؤسس تمرد«أحمد بدر »،الأديب الشاعر «عبدالرحمن الأبنودي»،وخلدت بخطب الشيخ«كشك»، كما زارها بعد ثورة 52 الرئيس«جمال عبدالناصر »،«جيفارا»، «سارتر »، والعديد من رموز الثورية العالمية.

ساهمت «كمشيش» في جمع توقيعات عام 1955م بقيادة مقلد ، والتي طالبت للمرة الأولى في مصر بحق المرأة المصرية في التصويت فى الإنتخابات البرلمانية والتشريعية لأول مرة في تاريخ مصر.

وليس من الغريب أن تفتح أبوابها منذ اللحظة الأولى للتيار الشعبي، وحركة«تمرد»، والتي نادت بسحب الثقة من المخلوع محمد مرسي العياط، كرئيس للجمهورية، والدعوة لإعادة انتخاب رئيس جديد للبلاد ، وإسقاط دستور الإخوان، وتفويض القوات المسلحة لإدارة البلاد، نداء وجد ترحاب وتأييد في أوساط البسطاء والفلاحين ، والذين عانوا لسنوات طويلة من التهميش، والقهر، والظلم، وفلول النظام، وبطش الاقطاع وأعوانه .

لقد كان أول مؤتمر «تمرد» رسمي لها في مصر، بتاريخ 30 أبريل 2014، في ذكري شهيد الفلاحين صلاح حسين، بحضور مؤسس الحركة محمود بدر، ورفاقه والذي أعلن أكثر من مرة بوسائل الإعلام احتضان «كمشيش»، وشاهندة مقلد لحركة «تمرد»، في وقت أن كان الجميع يخشي بطش الإخوان، والتي وقفت منذ البداية مع الإرادة الشعبية الوطنية، ورفضت حكمهم السلطوي، ورفضت الإعلان الدستوري لمرسي العياط، بل وحشدت قواها لجمع استثمارات الحملة، وحتى بعد الخلاف مع التيار الشعبي، استمرت في تأييد الإرادة الشعبية، ونجحت في إسقاط حكم الإخوان، وكانت تحظى بإحترام وتقدير المشير«السيسي»كونها نموذج للمناضل العظيم والمرأة الوطنية.

ستظل ذكرى 30 أبريل وسقوط شهيد الفلاحين «صلاح حسين».. تاريخ مشرق ومشرف، ومصدر فخر لكل السياسيين والوطنيين الشرفاء الكاره للظلم والطغيان، وستظل «كمشيش» حاضنة لمختلف القوى والتيارات السياسية الوطنية ، رافضة للاقطاع والفساد بكل أشكاله ومختلف توجهاته، وعنوان للكرامة والمواطنة، تقدس الحوار وترفض التطرف والإرهاب الديني والفكري، وتدعو لحب الوطن في الساحة السياسية المصرية.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus