بقلم د.منـى حسيـن
يعد هذا الكتاب من الأعمال المتميزة ، ذلك لأن العمل الموسوعي يحتاج لفريق عمل، وكون هذا الكتاب قامت بإعداده الأستاذة / سعدية العادلي بمفردها ، فإن ذلك يعد إنجازا كبيرا ، حيث جمعت الكاتبة عددا كبيرا من المبدعات العربيات ، متنقلة من أقصى المشرق العربى بداية من دولة الإمارات العربية والكويت والعراق ، مرورا بالسعودية والأردن وسوريا ، ثم مصر وصولا إلى الجزائر والمغرب وموريتانيا.
وقد جمعت بين طيات كتابها مائة مبدعة عربية وقد صنفتهن إلى :
- شاعرات
- رائدات
- إعلاميات
- - تشكيليات
- عازفات
كما قدمت أيضا طفلتين
وقد قدمت له الكاتبة بتمهيد استغرق ثمانية عشر صفحة من الحجم الكبير ، تناولت فيه العديد من القضايا الأسرية مشيرة إلى علاقة الزوجة بزوجها ، ودورها في تربية الأبناء ، ولم تنس التعرض لظاهرة الطلاق التي زادت في الفترة الأخيرة التي نعيشها ، موضحة بعض أسبابها ، كما تناولت قانون الخلع وبعض قوانين الأحوال الشخصية، مشيرة إلى ما تقوم به المرأة المبدعة من عمل مكثف ، حتى لا يتهمها الزوج أو المجتمع بالتقصير في واجباتها تجاه أسرتها.
كما تناولت بعض القضايا التعليمية ، كالإنفاق على تعليم الأبناء ، والمدارس الخاصة وما تستقطعه من دخل الأسرة ، مما يثقل على كاهل الأسرة ، وقالت أنه من الممكن الاستغناء عن المدرسة لبعض الأسر ، كما كان يحدث في حقب زمنية سابقة ، ويتم التعليم في المنزل ، عبر نظام بديل وهو التعليم " ON Line " ،وذلك للأسر المقتدرة ماديا ، حتى يحافظوا على قيم وثقافة مجتمعنا .
كما عرضت دور المرأة في المشاركة في ثورات الربيع العربي، مشيدة بدور المرأة الإيجابي وتأثيره في هذا الحراك السياسى .
وقد قامت الكاتبة بعرض سيرة ذاتية لكل مبدعة بدءا من نشأتها ، مرورا بحالتها الأسرية ، ومدى نجاحها فى حياتها العملية ومتى حققت أهدافها ، لترصد لنا تجارب تؤكد في معظمها أن المرأة كثيرا ما تتأخر في إبداعها إلى ما بعد سن الخمسين من عمرها ، متضمنة في موسوعتها من حصلت على درجة الدكتوراه بعد سن الستين .
وقد رتبت الكاتبة أسماء المبدعات هجائيا ، حتى لو كانت في بداية إبداعها الأدبي ، وكان ضمن مبدعاتها وزيرة الثقافة المصرية الأستاذة / إيناس عبد الدايم، وأول قاضية مصرية الأستاذة / تهانى الجبالى .
وجاءت الكاتبات في مقدمة المبدعات ، وقد تضمن الكتاب 24 كاتبة وأديبة ، بينهن روز اليوسف ، والدكتورة سهير القلماوى ، وكاتبة الكتاب الأستاذة سعدية العادلي وغيرهن من الكاتبات.
كما شمل الكتاب 12 شاعرة من مختلف الجنسيات العربية .
كما تضمن الكتاب 22 رائدة عربية في معظم المجالات ، فكانت أم كلثوم رائدة الغناء العربي ، جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية ، وجيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، وغيرهن من الرائدات في المشاركة السياسية والمجالس المهتمة بشئون المرأة كالدكتورة مايا مرسى ، وفنانات كالفنانة سميرة عبد العزيز ، والفنانة سميحة أيوب.
وجاءت الإعلاميات في الترتيب الثالث ، فذكرت منهن عشر إعلاميات بداية بآمال فهمى المذيعة الشهيرة ، تلتها أمينة السعيد ، وسناء منصور ، وهاجر سعد الدين ، وسلوى حجازى ، وفضيلة توفيق ، والمخرجة عائشة عبد الفتاح .
وتضمن الكتاب 12 عازفة على آلات موسيقية مختلفة ، ومنهن الوزيرة الأستاذة / إيناس عبد الدايم عازفة الفلوت العالمية ، ومنال محيى الدين عازفة الهارب العالمية ، ورتيبة الحفنى ، وغيرهن من العازفات.
وقد ختمت الكاتبة كتابها بعرض نماذج لمبدعات من الفتيات الصغيرات ، وهما بسملة كمال في الغناء متوقعة لها أن تكون مطربة ذات قيمة فنية عالية ، وسلمى محمد السيد والتي انتهجت الكتابة وصدر لها كتابان. وكان رصدها لهما تشجيعا لهما على إبداعهما.
وقد نجحت الكاتبة في جمع عدد كبير من المبدعات في الكثير من المجالات ، مؤكدة من خلال رصدها على تأخر إبداع المرأة ، وجاء ذلك بعد إتمام دورها في تربية وتعليم أبنائها ، وجاء هذا بناء على إختيار المرأة في كثير من الأحيان .
كما نجحت الكاتبة في تعريفنا الكثير من الثقافات والمعلومات عن الدول العربية ، مستفيدة بتجارب نسائها المبدعات ، منها تجربة دولة الإمارات الفريدة باستحداث وزارة للسعادة على رأسها امرأة ، وتخصيص يوم للمرأة الإماراتية 28 أغسطس . وأيضا أضافت لنا بعض المفردات المتداولة في معظم البلدان العربية .
ورصدت معاناة المرأة المبدعة حين تبدع ، وحين تبحث عن طرق لنشر ما أبدعته ، وأحيانا من أعداء النجاح .
كما رصدت معاناة بعض نسائها المبدعات من أفراد أسرهن ، الذين أمعنوا في عرقلتهن حتى يتوقفن عن الإبداع ، ونتج عن ذلك مشكلات أسرية ، وصلت في بعض حالاتهن إلى الانفصال عن زوجها ، كي تكمل مسيرتها الإبداعية ، وغضب من أبنائهن وبناتهن ، مقللين من إنتاجها الإبداعي ، مما يشعر البعض منهن بالاضطهاد وعدم الدعم.
هذا وتستعد الكاتبة/ سعدية العادلى لإصدار الجزء الثاني من الموسوعة ، تكمل فيها مسيرتها بالتأريخ لإبداع النساء العربيات ، ونحن جميعا في انتظاره .
كل التوفيق للكاتبة في أعمالها القادمة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق