الوصولي بقلم / محمد جمعة






هو كل شخص يعمل على تحقيق أهدافه وغاياته وحاجاتة بمختلف الوسائل غير المشروعة والبعيدة عن القيم والمبادئ والأخلاقيات، مطبّقًا مبدأ النفعيّة ومستغلاًّ لذلك علاقته بالآخرين للوصول الى ما يريد، أو لتحقيق الامتيازات من دون أي مجهود أو تضحية، معتبرًا أن سلوكه ممارسة ذكية. وهو مثال للإنسان الخائن الذي يبرّر خيانته لشخص بخيانة آخر حفاظًا على موقعه وأهدافه، نادرًا ما يشعر بوخز الضمير، هو الرجل المقنّع الذي يخفي خلف قناعه جلاّدًا ومسكينًا في آن واحد، إذ يبكي ويتمسكن حين يشعر بالتهديد ويجد نفسه في موقع المساءلة، ويصبح شرسًا وعدائيًّا عندما يشعر بالتفوّق. عدائي ينزع إلى الإطاحة بالآخر ليحفظ بقاءه أو لضمان السيطرة على الحيّز الذي يشغله، والاستيلاء على ما لدى الآخر من مركز أو مال أو علاقات اجتماعية يستغلّها لمصلحته الشخصية.
هو أسير القلق الدائم من افتضاح أمره ومن فشله في تحقيق مآربه ويرتعد عندما يشعر بخطر يهدّده.

**سمات شخصية الوصولي
متمركز حول ذاته، نرجسي، إدراكه لأناه مشوّش، وأناه هذه ضعيفة ومضخمة في آن واحد بسبب قدرته على تحقيق أهدافه المدمّرة، عنيد دون وجه حق، تتآكله الغيرة من نجاح الآخرين، سلوكه الظاهري يختلف عن حقيقته وعن مضمون عقله الباطن الذي يكبت صراعات جعلته أسير الدونية والشعور بالتهميش، مزاجي وانفعالي وذو نزعة قتالية

 **تفادي شر الوصولي
الوصولي شخص ذو سيكولوجية مضطربة يشكّل القلق سمتها الأساسية، لذلك فهو قلق على نفسه، يعاني الشعور الدائم بعدم الأمان والدونية وإن كان قد حقّق مركزًا مرموقًا في أي مهنة. من هنا فليس على الأسوياء اتّقاء شرّه لأنه هو الذي يتّقيهم فعليًّا لحماية نفسه عبر سلوكه غير السوي. لكن موقع الوصولي هو الذي يحدّد كيفية التعامل معه. فإذا كان مرؤوسًا فهذا يعني أنه يوجّه سهامه إلى المتفوقين الذين يُفترض بهم التحلي بالقدر الكافي من الوعي والمعرفة والجهوزية النفسية لمنعه من استغلالهم أو إلحاق الأذى بهم أو بالآخرين انتقامًا لمعاناته المكبوتة. وإذا كان رئيسًا فيكون المرؤوسون هم الذين يدفعون ثمن أفعاله ويكون عليهم، بالتالي، وكل بحسب قدراته النفسية وظروف الخاصة، إما التحمّل أو ترك العمل، لأن التقرّب منه وإحاطته بالاهتمام والرعاية لن يمنعاه من استغلالهم لمصلحته الشخصية
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus