صوت غير مسموع .. بقلم / زينب الفيومي

.

كل صوت بداخلنا 
غير مسموع...مسمووووع
صخب.... ألم ....وصوت مقهور  ودمووووع
وضحكة..... وفرحة مفقودين نبحث عنهم بلهفة

كل محنة ...بداخلها منحة
 ابحث في شتي أرجاء هذه المحنة لتجد المنحة المخبأة بداخلها
 ابحث عن  النور .. النور الذي يضيء  لك الحياة لتجد الطريق التي تستطيع به عبور هذه المحنة وانت مطمئناً ومستمتعاً بالمنحة الموجودة داخل هذه المحنة 
ابحث عن شعاع الضوء كي ينير لك الطريق
ابحث عن الصوت الذي يمنحك القوة
ولكن الحقيقة احيانا كثيرة نجد أنفسنا غارقين داخل صوت غير مسموع


ونبدأ عرض القصة مبكرا  منذ زمن بعيد وانقضي ولكنه ترك أثراً كبير بداخلنا
مستفيدين من وقت الحجر الصحي وبدلاً من ان نتحدث  عن محنة  فيروس الكورونا دعونا نفكر فى كيفية اكتشاف المنحة التى فى داخل هذه المحنة، نعم هي بحق منحة من الله عز وجل فلم يخلقنا الله ليعذبنا.

فكرت كثيرا كيف يمكن أن نتغلب علي هذا الشعور الذي جعلنا نشعر وكأننا في قلب محنة ونستبدله بشعور أفضل وذلك عندما ننظر إليه كونه منحة من رب العباد  ......
نعم هو  منحة اذا اخذناها لنراجع فيها أنفسنا ...لنرتاح قليلا ... نلتقط أنفاسنا ..ونرتب لجلسة حقيقة مع الذات  ولو لفترة قصيرة في رحلة العمر الطويلة
‎ويرجع ذلك لاننا كثيراً ما نتحدث مع غيرنا ولكن
‎للأسف قليلاً ما نتحدث مع انفسنا واذا حدث
‎ ذلك فقليلاً جدا ما نصغي لأنفسنا، وعندما نسمعها للأسف
‎نبدأ رحلة
‎جلد الذات
‎فمرة نذكر انفسنا مثلا اننا قد بلغنا من العمر أرزله ولم نفعل شيء ذا قيمة... وربما يكون جلد الذات اكثر عندما نتحدث عن عدد مرات الفشل
‎التي تعرضنا لها في حياتنا 
‎وهنا يجب ان أتحدث معكم
‎ولكن هذا الحديث سيكون بصوت ٍمسموع وأسأل
متي سنقوم بدعم أنفسنا ؟؟؟؟؟
متي سنردد علي مسامعنا هذه الكلمات
 إنت بطل ... وإنتي بمئة رجل ... وإنت أب مسؤل .... وإنتي إمرأة  نادرة ....لا وألف لا
‎يجب علينا وفوراً أن نخرج من دائرة جلد الذات
‎بل يجب علينا ان نمتلك دفتر نسميه دفتر الإنجازات
‎نعم ....لا تندهشوا  فيجب ان يكون لدينا جميعا دفتر ندون فيه انجازاتنا
‎ولكن ...ماذا نكتب في هذا الدفتر؟؟؟؟؟
‎نكتب فيه كيف تحملنا كل ما هو فوق طاقتنا ... فوق  قدرتنا وكم كنا نتألم وكيف استطعنا ان نحول كل ذلك الالم الي أمل ورغبة في الحياة
سوف اضرب لكم مثلا.؟؟؟؟
وأبدأ حديثي معكم بقول
 بسم الله الرحمن الرحيم
يوجد بداخلنا صوت دائما ما يردد...
ماذا انجزت في حياتي وأستطيع  أن أحكي عنه وافتخر به أمام نفسي ....أبنائى ....أمام البشر جميعهم ؟؟
 بعد كل هذا العمر الذي  عشته حتي أصبح عمري .....ونذكر أعمارنا 
فمثلا نردد انا علي مشارف الخمسين أو الستين عاما ولم أقم بعمل له قيمة تذكر .... لقد فشلت كتييراً  ولقد  ولقد .............
 و هنا يجب أن يصبح لدينا وعي لنصمت هذا الصوت وغيره من الاصوات التي تتصارع داخلنا ونبدأ بالكتابة في دفتر الانجازات ...

 سنكتب كيف تحملنا أشياء كتييرة قد تبدو للبعض ليست لها قيمة كبيرة ولكن تأثيرها علي كل ثنايا القلب مازال محفورا بداخله  
مثل :-
كيف استطعنا ان نترك منزلنا القديم وننتقل إلي منزل آخر  أقل منه في المساحة والموقع بل وللاسف ايضا كان أكثر صمتا وفراااااغاً ؟!!!! وتحملنا وتأقلمنا ورضينااا ....وذلك هو الأهم ....
وكيف انتقلنا من مدرسة إلي مدرسة أخري  في بلد أخري غير الذي ولدنا بها ونشأنا وترعرعنا فيها
تاركين الدفء الذي كان يشملنا ويغمرنا من كل جانب دفء العائلة ..دفء تجمع الاصدقاء  ..دفء الافطار اول يوم في شهر رمضان علي مائدة واحدة مع كل الاهل والأحباب .... ذاهبين الي مكان آخر  كل الوجوه الموجودة به  غريبة لم نراهم من قبل وكأننا في غربة ...وكم أعرف مرارة شعور الغربة وخاصة عندما تكون بإختيارك ؟! واستطعنا ان نتحمل تلك الغربة بل ونحول كل ذلك البرود إلي دفء وزرعنا بذورا في أرض كانت بوراً  فتحولت لأرض خصبة.....
أتذكرون كم مرة اكتشفنا الخدعة تلو الخدعة ...هذه من فلانة وهذه أيضا من فلان وكنا نردد مستحيل أن يؤذينا هذا الشخص مستحيل ان تخوننا هذه الصديقة !!!!
وللأسف حدث ما كنا نردد انه مستحيل أن يحدث ..... واستطعنا بكل قوة ان نخطو فوق كل هذه الخداعات غير مبالين بكم الخيبات التي نحملها فوق ظهورنا ؟!!! تألمنا كثيراااا صحيح ومن يستطيع أن ينكر ذلك
 ولكن استطعنا ان نسامح لنعيش ونتعافي ..... ووثقنا في أشخاص آخرين ...
وأحيانا يجب أن نتذكر كيف استطعنا أن نخفي آلامنا ومشاكلنا عن قلوب أمهاتنا وتحملنا المسؤولية بمفردنا  وبهدووووء كي لا تتألم قلوبهم علينا  ؟؟!!!
تألمنا كثيرا ؟؟؟ ولكن بفضل الله استطعنا وكنا لها
برغم قسوتها  وعبرنا وسط لطمات من أمواج بحر غادر دون  نغرق بداخله وتلتهمنا شراسة من بداخله ....
واحيانا  نسمع صوت بيضحك بداخلنا يردد
  ياالله  علي هذا اليوم.... أول يوم في الجامعة بدون أصحاب ثانوي عندما تفرقنا جميعا كلا حسب مجموعه  في كليات مختلفة ؟ !! واستطعنا وصاحبنا أصدقاء جدد وأصبحوا قريبين جدا منا ولو حدث وتقابلنا مع أصدقائنا  من  الثانوي نجد أنفسنا أصبحنا غير قادرين أن نتحدث  معهم كما كنا نتحدث من قبل ... 
وكيف قبلنا العمل  فى أماكن غربت أرواحنا عنا ؟! وكم كنا متميزين فيها  وكانت لنا بصمة وأثر بل وتفوقنا علي غيرنا أيضاً ......
وكيف واجهنا وبشجاعة الحياة عندما أجبرتنا الظروف أن  نسير في طريق مجهووول لا نعرف  أي معالم به .. وكأننا عدنا أطفالاً مرة أخري كل ما نتمناه فقط أن نجد أمهاتنا ولو ثواني لنستريح ونغمض أعيننا وتطمئن قلوبنا ونكتفي بإحساس الأمان لوجود أمهاتنا معنا كم كنا نتمني ان نشعر ولو للحظات قصيرة أنها ستعبر هي بنا متيقنين من داخلنا أنها لن تتركنا إلاعندما تصل بنا إلي بر الامان ؟؟؟؟ ولكن للأسف سرنا بدون أمهاتنا 
وليس ذلك فقط ....ولكن بمفردنا تماماً لا أحد معنا يطمئن قلوباً كاد الخوف ان يفتك بها ... ولا يوجد حتي شعاع من نور ينير لنا هذا الطريق  الواااااسع المظلم كالبحر في ليلة غير مقمرة  ...
وها نحن الان أصبحنا نعرف كيف نذهب  ونأتي بمفردنا
شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus