أمل درويش.تكتب لاعبة السيرك..






هل سألت من قبل.. كم تبعد المسافة بين قلبي وقلبك؟
هل أدركت أن الخفق يدنو من أرواحنا ويقترب؟
وتمضي الخطوات، تتفرق في شتى بقاع الأرض.. تدور حول نفسها، تتشتت، تتمزق وتبحث في اللاشيء عن شيء ينقصها ولا تعرفه بعد..
هل عرفت أنني دونك لا شيء؟ وأنني في الفراغ أبدو كثقبٍ أسود.. تضيع فيه كل التفاصيل، ولا تعود كما كانت من ذي قبل..
يسرق من الحياة روحها وينقلها لبُعد آخر؛ حيث اللامعقول يصبح في متناول اليد - دون طعم – فتدرك حينها أنه وهم..
أعرف أنني مجرد قصة من عدة قُصاصات، جمعتها على جدران ذاكرتك، ربما كانت الأحدث، ربما كانت الأعمق، وربما كانت من نسج خيالك..
لملمَ حروفها المبعثرة من على أرصفة الزمن، وهدهدها فأزال عنها رماد الألم ولم يطاوعه قلبه ليعيدها على جانب الطريق المظلم؛ وضمها في جيب سترته الأيسر بجوار قلبه؛ فتسللتْ عن غير عمدٍ لتنال قسطًا من الحنان لم تنعم به من قبل، واستقرتْ في قلبه دون أن ينفر..
قد تبدو قصة عادية، وربما خيالية كحكايات ألف ليلة وليلة..
وربما هي القصة التي حكتها شهرزاد بعدما غفى شهريار ولم يسمع بها أحد..
اكتبني كما شئت..
الأخت.. البنت.. أو حتى المرابطة على حدود الحلم؛ فلن أغادره..
ألتمسُ لجفائك ألف عذر وتلتمسُ لضعفي عذرًا واحدا.. أنني لأمري لا أحتكم الأمر، ومن قدري لا أملك أن أفر..
لكنك الآمر الناهي.. شهريار خيالي وفارس الليالي..
بحرفٍ تهز عروشًا وتزلزل ممالك، وبكلمة تعيد تأريخ أزمنة تهالكت وتهاوت..
وها أنا على أطراف الأنامل أجوب السلك ذهابًا وإيابًا كأمهر لاعبة في السيرك؛ دقات قلبها تفوق الألف وما زالت ترسم ابتسامتها الباردة؛ فمن ذا الذي يدقق في التفاصيل من هذا البُعد الشاهق؟
أُخبرهم أنني ما زلتُ بخير، وما زلت أحارب قدري، كي لا تزل قدمي وأهوي فلا يتبقى مني سوى ذكرى ابتسامة باهتة تركتها مبعثرة على الأرض، ومن بها يبالي؟
حينها فقط ستدرك أن المسافة لم تكن بالأميال كما كنا نعتقد، حين يفتقد قلبك خفق قلبي المهشم..

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus