أغلب الصراعات والأحداث السياسية العالمية وخاصة التي تلقي بظلالها على الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ولها تأثيرها المباشر أو الغير مباشر على أغلب دول العالم وخاصة الدول العظمى تكون قابلة للتسييس ،
ولم تقتصر على هذا الجانب بل باتت الأمراض والأوبئة عنصراً فعالاً في نضج الحركة السياسية عالمياً وتطورها سواء كانت أيجابية أو سلبية .. ولا يأتى منهم إلا اللعنة والدمار !!
لذلك اصبحنا اليوم في أمس الحاجة لفرز الحقيقة من الدعاية، والعلم من السياسة في التعامل مع الضجة المثارة منذ أسابيع حول فيروس كورونا التي غذتها أيضاً شائعات الإنترنت والإعلام بصورة عامة إضافة إلى كثير من القصص الخيالية المنتشرة في صفحات التواصل الاجتماعي .. منها الهزلية وله بصورة الرعب أو الفوتوشوب والافلام المريبة والضحلة .
كانت بداية ظهور فيروس كورونا في ووهان بمقاطعة هوبي الصينية قضية خلافية في الساحة الدولية، وتحول إلى موضوع للشد والجذب وتبادل الاتهامات بين الصين والولايات المتحدة ..
هذا الكلام لا يعني بأي حال التقليل من خطورة فيروس كورونا (كوفيد - 19 ) كما يعرف علمياً، ولا التهوين من الجهود التي تُبذل لاحتوائه ومنع انتشاره، بل المقصود هو أن التضخيم الإعلامي، وخاصة الإعلام المظلل وراء المنتفعين اقتصاديا وسياسيا وعوامل السياسة التي يعلم بها الكثير رغم كثرة دهاليزها المعتمة ..
فعندما نسمع أو نقرأ ونبحث عن التغطيات لأزمة فيروس كورونا و انتقادات للصين
، لا بد أن نشعر بأن هناك عنوانا سياسيا لقضية هي بالأساس تخص الجانب الصحي .
وعندما نسمع مقابلات في وسائل إعلام غربية مع ناشطين سياسيين في هونغ كونغ يتحدثون عن الفيروس قليلاً ثم يركزون على موضوع الديمقراطية والحريات وعدم الثقة بنظام بكين، تدرك أن هؤلاء ليسوا أطباء ولا مختصين بالسياسة ، ولم يكن يُتوقع منهم سوى نقل القضية إلى ساحة المعارضة السياسية والمعركة الدائرة مع بكين.
فهناك من يرى أن القضية أصبحت استقطابية في الساحة الدولية لأن الفيروس القاتل ظهر وانتشر في القارة الآسيوية التي تسعى لتحقيق تفوق عالمي، ويعدّها الغرب، وعلى الأخص الولايات المتحدة، عدواً محتملاً ومنافساً استراتيجياً يُحسب له ألف حساب.
وردود الفعل الدولية أقل حدة وإثارة للجدل. لكن حدوثه في الصين وفي هذا التوقيت جعل الأمر مختلفاً. لماذا؟ لأن الصين قنبلة سكانية لو انفجرت سيصيب رذاذها العالم كله، والذي الحق الضرر بالاقتصاد العالمي كله بسبب الثورة الصناعية والعلمية في الصين . ودخولها للمارد الآسيوي استثمارا وتحريك للاقتصاد المعادي لاقتصاد امريكا باعتقاد امريكا ورئيسها ومؤثرا على الاقتصاد العالمي
بل يتجه لأن يصبح القوة الاقتصادية الأكبر متجاوزاً أميركا بكل ما يعنيه ذلك من تغيرات جيوسياسية هائلة.
أما بالنسبة للتوقيت فإن الفيروس ظهر في وقت كان فيه الشد والجذب بين واشنطن وبكين على أشده ، والحرب الكلامية في ذروتها، وكذلك زيارة عادل عبد المهدي رئيس الوزراء السابق في الحكومة العراقية إلى دولة الصين لعقد إتفاقية تعاون مشترك مابين الطرفين حيث يعد العراق أشهى كعكة مطبوخة في المطابخ الامريكية والمخاوف من فتح أفواه الآخرين لألتهامها.
لذلك لم نكن في أستغراب عندما تطاله التجاذبات. فبكين (عدّت) مسارعة أميركا لمنع دخول كل الأجانب القادمين من الصين، ووقف رحلات شركات الطيران الأميركية من وإلى المدن الصينية، خطوات مبالغاً فيها ووضعتها في إطار ما تراه محاولات من واشنطن لإضعافها وعزلها دولياً وضربها تجارياً واقتصادياً. وكذلك خروج وزير الخارجية الصيني لينتقد الإجراءات الأميركية ويقول إنها تهدد الاتفاق التجاري الذي توصل إليه البلدان بعد مفاوضات استغرقت سنتين لإنهاء الحرب التجارية والإجراءات العقابية المتبادلة بينهما منذ أن صعّد الرئيس دونالد ترمب مواقفه ضد الصين معلناً أنه لن يسمح لها باستغلال بلاده أو بالمنافسة غير المتكافئة.
كذلك رد الحكومة الصينية على الانتقادات العنيفة الصادرة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وقالت في تصريح فضائي و رسمي إن في جولته الأوروبية الأخيرة خصص معظم وقته لمهاجمة الصين ولمحاولة الضغط على الدول الأوروبية عدم الوقف مع الصين وخاصة في هناك مواضيع مبطنة لن يعلن عنها إعلاميا
من هذه التصريحات والخلافات وقذائف الاتهامات والتهم مابين الصين وامريكا أصبحنا في شك من وجود كورونا هل هو فعلا صراع سياسي ام وباءا حل علينا وعليهم اللعنة والهلاك ؟
0 التعليقات :
إرسال تعليق