عبقرية العراب و فيروس كورونا (19-COVlD)

.


كتبت. نهى سليمان عبد القادر 

رحم الله العبقرى الدكتور احمد خالد توفيق والذى مضى على وفاته عامين تقريباً أود أن أقول اننى لم أكن مرتبطة به وبكتاباته ولكن اطلعت مؤخرا على العديدً منها ( الهول، فقاقيع، يوتوبيا، في ممر الفئران، ضحكات كئيبة، شآبيب، سلسلة ما وراء الطبيعة... وغيرها)، وهذا جعلني ارتبط به أكثر..ولكن لسوء حظي لم أنته منها حتى الأن.

ربما كانت قراءاتي محدودة في تلك الفترة، وهذا ما أقررته، ربما كنت بعيدة عن مجال الكتابة بكل ما فيه، لكني قرأت، فتعلمت، فكتبت، ولازلت أقرأ لأتعلم.. لأكتب فلا أحبذ أن يجف حبر الكتابة لدي، وإعمالًا  للمقولة التي انتشرت أكثر بعد وفاته " جعل الشباب يقرأون".

لم يغفل الحديث عن فيروس كورونا، وتنبأ به منذ أكثر من ست سنوات في كتابه " شربة الحاج داود"، حيث تحدث فيه عن ظهور فيروس كورونا (COVID-19) في مصر، وحول إن كان الفيروس سيسبب خطرًا على المصريين أم لا، في شكل يرى فيه أغلب النشطاء أنه تنبؤ من الكاتب الراحل بظهور الفيروس فى مصر.
وهذا ما تناولته مواقع التواصل الإجتماعي في الفترات السابقة
والحقيقة إنه لم يكن التنبؤ الوحيد، فقد تناول في روايته الواقع مع نظرة مستقبلية شاملة، تجعلك تجزم بأنه عرابٌ بحق..
فهو أفصح لسانًا و أقوى حجة، تحدث بالإنابة عنا كجيل كامل، كان يقرأ ويتابع ويهتم.
من أشهر مقولاته..

"الحل الوحيد للمشاكل النفسية هو لا تكن عاطلا..لا تكن وحيدا"
اخترت هذه المقولة لأنها لامست شفاف قلبي، فقد كانت هذه أقوى رسائله لهذا الجيل من الشباب، ولي أنا بصفة خاصة، فقد كان دوما قريبا لهم ولأفكارهم، وبالنسبة لي كان أبًا روحيًا، مُعلمًا أدركت وفطنت على يديه الكثير،  يتحدث بلسانهم وتفكيرهم الذى لا يتعدى سوى سنوات قليلة فى هذه الحياة، و بلساني كجزء لا يتجزأ منهم، ليصل لهم هذه الرسالة كما وصلت لي، ليدفعة للحياة والعمل وأن لا يقف مكتوف الأيدى باكيا على اللبن المسكوب..كما فعلت أنا.

" فى حياة كل إنسان لحظة لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها"

هي حقيقة كبرى، فكلما مررنا بمواقف صعبة، نأتي في الخطوة التي تليها كأننا أشخاص أخرين، دون سيطرةٍ منا، أو رؤى لما قد ينتج عن وضعنا الحالي.
يحدث تغير ما سواء جزئي أو كلي على حسب كل شخص منا ومدى تقبله للأمور.

" معنى الصداقة هو أنني تلقائيًا أراك جديرًا بأن أئتمنك على جزء من كرامتي"

وكيف لا.. ؟!
والصداقة هي أهم ما يمكننا فعله للعبور إلى عالمٍ آخر مليء بالسعادة والوفاء والإخلاص، عالمٍ نفتح فيه قلوبنا وآفاقنا و عقولنا لمن اخترناه حافظًا لأسرارنا.

" إن نهاية الطغاه لشئ جميل لكننا للأسف لا نعيش غالبا حتى نراها "

أظن إن الكثير من أحبائنا لم يشهدوا نهاية الطغاة، ورحلوا للعالم الأخر، وتركونا نلاقي حتفنا ونحن على قيد الحياة، ويبدو أننا لن نشهدها مثلهم.
شاركه

عن الكاتبة الصحفية دعاء سنبل

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus