دعاء سنبل تكتب ..عقوق الآباء لأبنائهم موضة الزمان





عجبي على ما يحدث في هذا الزمان ، كان الطبيعي أن يكون الأب والأم الأمان لفلذات أكبادهم ، لكن الغير طبيعي ما يحدث في زمنا هذا الأباء يقتلون ويعذبون وينتهكون حرمة أبنائهم ، لماذا تجمدت مشاعر الآباء وأصبحت قلوبهم حجر ،  كنا نسمع عن عقوق الأبناء للآباء قديماً ، لكن الشائع و المتفشي حالياً في مجتمعنا في الآونة الأخيرة  من ظاهرة "عقوق الأباء للأبناء،" ، ينعم عقوق الآباء لأبنائهم أليس للأبن على أبيه  حق ؟ أليس من حق الأبن أن يبره أبيه وأمه في صغره ، ويزرع بداخله الحب والحنان و القيم والأخلاق حتى يحصدوا ناتج مازرعوه فيهم فى كبرهم  وعجزهم  ، نجد  في  كتاب الله والأحاديث النبوية  ، يتحدث الله ورسوله  عن عقوبة عقوق الوالدين وعن واجب معاملتهم بالإحسان وواجب برهم .

 لكن أين حق الأبناء عند والديهم ، إن على كل أب وأم قبل  يعانون ويشتكون من عقوق أولادهم  لهم أن يسألوا أنفسهم ما سبب هذا العقوق لماذا لا يحنوا أبنائهم عليه لماذا لايبره ؟ 

على كل أب وأم  أن يدركوا جيداً أن ما يزرعوا ويعملوا  مع الأبناء  في الصغر  سوف يجدوا منهم عند يكبرون في السن ويحتاجون لهم   "افعل  ياابن ادم كما شئت فكما تدين تدان "
يوجد تناقض رهيب من ناحية الأباء في الذين يطلبون البر من أبنائهم  وهم  ليٍل نهارً يوجهون  لهم الإهانة ويعاملوهم بمنتهى القسوة والغريب أيضاً تهديدهم بكلام الله في قوله تعالى :
  "ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما"يسلطون عليهم كلام الله  كالسيف على رقابهم، بأنهم يعذبون وأن الله لا يرضى عنهم ، وفي الآية الكريمة "وقال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر ‏أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، وأخفض لهما جناح ‏الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً"
من فضلكم أيها الآباء تمعنوا في الآية قال الله تعالى كما ربياني صغيرة ، هل ربيتهم هل زرعت فيهم الأخلاق والقيم هل عملتهم كما أمرك الله هل أحببتهم وأعطيهم الحنان لتجده منهم كيف تطلبون منهم ما لا تفعلونه معهم .
عجباً لكم هل تحولون الدين إلى  سلاح يمارس القوي فيه سلطاته على أبنائكم؟ من المؤكد أننا لا نملك الحق في محاسبة أهلنا مهما فعلوا ، و لكن ما نهدف إليه و نرجو أن يضع الأهل سلوكهم ومعاملاتهم لأبنائهم تحت الميكروسكوب ويراقبون تصرفاتهم وأفعالهم ليحصدوا الحب والرعاية فى المستقبل .

جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو ولده فأرسل عمر رضي الله عنه إلى الولد وقال له: أما تتقي الله في والدك الشيخ الكبير فحقه على ولده كذا وكذا فقال الولد أليس لي حق عليه، قال: نعم وعليه أن يحسن اسمه ويختار أمه ويعلمه القرآن. فقال لم يفعل يا أمير المؤمنين فقد سماني جعلها أي جعراناً (حشرة) وأمي أمرأة زنجية كانت أمة لرجل مجوسي ولم يعلمني من القرآن شيئاً،  فنظر عمر إلى الوالد وقال له: أجئت تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك؟
من فضلكم أيها الآباء تذكروا  قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الله : "كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته، فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته" ،
من أهم هذه المسؤوليات إختيار الأم الصالحة الطيبة ذات الأصل الطيب والأخلاق الحميدة وبر أبنائها ورعايتهم وإعطائهم الحب والحنان والاهتمام.

 ما يحدث في مجتمعنا من جرائم بحق الأبناء من الآباء أصبح شئ مؤسف وغير محتمل أصبحنا نسمع عن أب يتحرش بأبنائه وآخر ويعذبهم وآخر يغتصبهم ، وأب يضرب أبنائه حتى يزهق روحهم بحجة تربيتهم وتقويم سلوكهم ،وامهات تذبح أبنائها بقلب كالحجارة ،  والآخر يستخدم أبنائه كسلعة يريد الكسب المادي منهم ، وأباء  تحدث عاه مستديمه لابنائهم و يتسولون  بهم ، وآخر يزوج أبنته لمن يدفع أكثر ، وبالتأكيد كل مايحدث ، نجد  ورائه إنعدام الوازع الديني والقيم والأخلاق في مجتمعنا وضعف الإيمان وانتشار الفواحش ،  آن الآوان أن يعترف الآباء بحقوق أبنائهم وأن يعطوهم الحب والرعاية قبل فوات الأوان فكم من أب ظلم أبنائه ؟كم من أب لم يتقي الله في أبنائه ؟ حاسبوا أنفسكم أيها الآباء  قبل أن تحاسبوا  و بروهم قبل أن تطلبوا برهم .
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus