فك التعلق المرضي


دكتورة نورهان عبد العزيز

من السهل علينا قول أن لا نتعلق بأحد حين يتوجب علينا نصح أحدهم، لكن من الصعب تطبيق النصيحة علي أرض الواقع لأن كسر التعلق والإرتباط العاطفي بشخص ما ،لا يمكن التغلب عليه بين ليلة وضحاها، من الطبيعي أن تتطور علاقاتنا بأحد لتصبح قصة حب وزواج ، ولكن حين تتحول لعلاقة سامة يجب التوقف والإبتعاد، لأنه إرتباط غير صحي، فالتمسك بمشاعر سامة تماماً كحمل أمتعة غير ضرورية يثقل الكاهل ويجعل من الصعب رؤية أو اغتنام فرص جديدة، فكّ التعلُّق طريقة لمنح النفس فرصة للنمو والشفاء وإنشاء مساحة عاطفية أكثر صحة للمستقبل، التخلص من التعلُّق يبدأ بعمل قائمة بها كل الأسباب التي تجعل ذلك الشخص شريكاً غير مناسب مع إبراز عيوبه والتفكير في كيفية قضاء الوقت في السابق سعيداً بدونه، كذلك الإبتعاد عنه وتجنبه فالإقتراب سيجعل من الصعب فكّ التعلُّق ، إبتعد عن أي وسيلة يمكن أن تظهره أمامك كالهاتف أو مواقع التواصل الإجتماعي لأن وجوده سيؤثرعليك .

وأول خطوات التعافي هي إبعاده، كذلك تقييم حجمه ودوره في حياتك فقد لا يكون مؤثراً بشكل كافٍ لكنه يغذّي جانباً واحداً فقط منها . كذلك ما تشعر به تجاهه مشاعر حب حقيقة أم لحظية ولدت بسبب إعجابك ببعض نقاط القوة لديه، إمنح نفسك بعض المساحة بعيداً عنه فالإبتعاد يجعلك تري التفاصيل بشكل أوضح، وخلق المساحات ،يظهر الحب الحقيقي من حب التعلُّق فالتعلُّق يتمحور حول قضاء الوقت معه والخوف من فقدانه ،بينما الحب يجعلك تشعر بإستقرار نفسي دون الخوف من فقدانه أو التفكير في أنه قد يخونك أثناء غيابك ،كذلك الرغبة المستمرة بالتواصل معه علامة علي أنك متعلق ولست في علاقة صحية فالعلاقات الصحية بينها مسافة وهادئة وبها بعض الحدود وتعزّز من الثقة بالنفس.

لهذا السبب من الضروري أن تكون صادق مع نفسك في الإبتعاد وفهم ما هي أسبابك لفكّ التعلُّق به، فقط تري منه نمط سلبي متكرّر وهو علامة غير جيدة لك، فإذا كنت مع شخص لا يعطيك إلا القليل من الاهتمام وأنت تطلب منه الكثير، فهنا يجب أن تكون على دراية بأن كل ما تخبر به نفسك من أنه شخص جيد ما هو إلا أفكار سلبية وأكاذيب تقولها لنفسك حتي تستمر معه، تجنّب ذلك الشخص وإبدأ التركيز علي نفسك وأهدافك ولا مانع من طلب المساعدة من أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة ، كذلك إعطاء الوقت لنفسك وعملك والإنتقال لأشياء أخري تجعلك تقضي وقت سعيداً بعيداً عنه . فكلما قلّ الاهتمام الذي توليه له ، كلما كان ذلك أفضل مع التركيز علي إستعادة ثقتك بنفسك وقضاء المزيد من الوقت في أشياء مفيدة لمستقبلك العائلي والمهني وإكتساب القوة لوضع حياتك على المسار الصحيح مرة أخرى ،ووضع نفسك في المقام الأول وتذّكير نفسك بأنك دائماً تستحق أن تكون في علاقة أفضل.
شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus