حقل أبي ..



بقلم صورية بلوطار / الجزائر



هو ذا حقلك انتحرت
على جنباته أشجار الزيتون
والبئر التي أرهقت
 ساعديك
لم يرف لها جفنها
بالبكاء
لها أعين لا تنام
لها نبض عاشق
ضحكة لك مصقولة
بأغاني السلام
هي تبكيك يا أبتي
كبكاء الغمام على تربة
جائعة
وتربة أرضك يا أبتي
تشتكي حرقة الاشتياق
وتسألني عن مصير الحمام
و دالية العنب
و أشجار التين
نبات السفرجل
كلها سألتني مع الوادي
لما يضج
وتبقى تلح في السؤال 
يا ويح قلبي الشقي
لا أطيق جوابا
يجف له الحلق والشفتان...
منجل القمح يفتقد يديك
الملطختين بطين الأمان

وذي الفأس في طرف الحقل
تحن إلى كف مشققة
يتوق إليها بهاء المكان
وذي الشمس يا أبتي
رمقتني بحسرتها
باهت لونها في المساء
........ 
أبتي قد هجروا أرضك
ودعوا الحقل 
 كلهم خائنون
كلهم خدعوا...
ولازلت عنك أسأل
مياه السواقي التي لا تخون 
ويسألني باكيا شجر
الزيزفون
مازال يا أبي 
برغم ما تهاطلت بدربي 
                                         من أحزان 
في الأعماق طائر الحسون 
بصوته الشجي في حبور 
يناشد الأيام أن تعود
وطائر الشحرور يعيش
في ذهول 
يقاوم ريحك.. زكية
تعبق بالمكان 
يراقب الفصول
لازالت السنين يا أبي 
أحياها كل ساعة
في منتهى الذبول
وهذه حديقتي ... سقيتها
بدمعتي الملوحة
والغيث يا أبي من فقدك
لا يعرف الهطول 
أبتي لازلت حيث 
غرستني لم أهجر 
ولا زلت أصون العهد 
و أدعو الله أن تمطر 
فمهما جفت الأغصان 
سأرعى عهدي الأكبر 
متى ألقاك يا أبتي 
وألقى حضنك 
الأطهر ...؟؟
فهل أصبر؟ فهل أصبر ..؟
شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus