بقلمي / د.هبه الببلاوي
الكل يظن أن الرجل لا يتعرض لأذى من الطلاق كونه رجل بيده كل شئ ولا يعاب عليه, والحقيقة غير ذلك, فالرجل بعد طلاقه يتعرض إلى العديد من الآثار التي تتنوع باختلاف طبيعة العلاقة بين الشريكين ونمط حياتهما قبل الطلاق وبعده, تلك الآثار منها نفسي ومنها مادي وأحياناً جسدي.
ولو تكلمنا بالتفصيل عن تلك الأثار التي تصيب الرجل لوجدنا أن هناك أثراً نفسياً يخلق مشاكل نفسية عديدة عند بعض الرجال الذين لا يستطيعون تقبل أمر الانفصال وخاصة في البداية, وبالطبع يرهقهم نفسيّاً وعاطفياً ويؤثر على صحتهم النفسية بشكل سلبي في المستقبل, بسبب صعوبات الطلاق التي قد تدخلهم في مشاكل وصراعات, إما مع الشريكة أو حتى مع الأهل أو مع أنفسهم بسبب عدم استقرار الحياة في ذلك الوقت.
فقد يبدأ الرجل بالشعور بأنه شخص سيئ ولم يستطع الحفاظ على زوجته وأسرته مما قد يقوده إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية الشائعة كالإحباط والاكتئاب والقلق، ومن جهة أخرى فالرجل لا يستطيع الإفصاح عن الأمور التي يمر بها بسبب ضغط المجتمع الذي يواجهه، والذي يعتقد بأن عليه أن يكون قوياً في جميع الأحوال، وأن يتحمل الفراق والطلاق بكل ضغوطه مما يزيد الأمر سوءاً.
وهناك من الرجال من يتأثر وظيفياً ومالياً بشكل سلبي حيث يترتب على الرجل دفع مبلغ من المال لزوجته بعد الطلاق والذي قد يكون كبيراً، بالإضافة إلى النفقات الكبيرة التي يحتاجها الأولاد إذا ما وجدوا، وأجرة المحامين وغيرها من النفقات الكثيرة التي يتطلّبها الطلاق، وخاصّة إذا لم تكن هناك تسوية عادلة في الموضوع، أو إذا طالت فترات النزاع بين الزوجين قبل الطلاق، وهذا ما يؤدي إلى إرهاق الرجل من هذه الناحية التي يعتبرها مهمة جداً بالنسبة إليه.
أما بالنسبة للوضع الوظيفي:
فقد أثبتت الدراسات أن الرجال المطلّقين ضعفاء في العمل مقارنة بزملائهم المتزوجين, وهذا يعود إلى التشتت الذهني الذي يعيشونه بسبب تراكم المسؤوليات عليهم خاصة إذا ما كانوا يحتضنون الأطفال أو يقلقون بشأن أمور المنزل وغيرها.
الأثر الاجتماعي :
يؤثر الطلاق على حياة الرجل الاجتماعيّة بشكل كبير، خاصّة إذا ما لم يستطع تخطيه خلال مدّة وجيزة، فقد يشعر الرجل بالوحدة الشديدة أو قد يشعر بأنه مقصي عن حياة العائلة, خاصة إذا ما كان الأطفال يعيشون عند الأم، وبسبب هذه الوحدة قد يلجأ بعض الرجال إلى الزواج مرة أخرى بسرعة كبيرة ومن دون التفكير في تبعات الأمور التي غالباً ما سوف تكون سيئة بالنسبة لهم، فلا يستطيع الرجل في الفترات الأولى اختيار شريكة حياة أخرى بحكمة بل عادة ما يكون القرار خاطئاً،
ومن جهة أخرى يؤثر موضوع الطلاق على الرجل اجتماعياً إذا ما قام بعزل نفسه عن الآخرين والمجتمع من حوله بغرض تفادي الأسئلة الكثيرة عن الموضوع، مما يؤدي به إلى مزيد من الوحدة التي قد تفضي إلى أن يشعر بالسوء طوال هذه الفترات مما يؤثر على كل شيء في حياته:
الأثر على الأبناء:
قد تأخذ الأم حضانة الأبناء خاصّة إذا ما كانوا أطفالاً، وهو ما يؤدّي إلى أن يقلّ التواصل بين الأب وأبنائه في بعض الأحيان بسبب عيشهم في بيتين منفصلين، وهذا ما يعود على الأب بالسوء خاصّة إذا ما لم تكن الأم تسمح له برؤية الأبناء أو قضاء وقت جيّد معهم، فيلجأ الرجل إلى المحكمة ممّا يعني مزيداً من المتاعب النفسية والمالية والجسديّة، كما أنّ الرجل قد يشعر بالسوء الشديد إذا ما كان تعلّقه بأطفاله كبير بحيث لا يستطيع الانفصال عنهم، وهو السبب الأساسي الذي يجعل الناس يرون أمر الطلاق صعباً، ولذا فإنّه من الصعب على الرجل تخطّي فكرة أن لا يقضي مع أولاده وقتاً كافياً، أو أن لا يراهم وقتما شاء، وهذا بدوره قد يؤثّر على العلاقة نفسها بين الأب والأطفال التي قد تسوء أو تصبح أضعف وأقلّ متانة ممّا كانت عليه حينما كانوا يعيشون في بيت واحد.
كما يؤدي الطلاق في كثير من الأحيان إلى تأثر حالة الرجال الجسدية التي قد تضعف أثناء الطلاق، ما يؤدي إلى مخاطر صحية حقيقية، وقد أثبتت الدراسات أن الرجل يتعرض لها بعد الطلاق كزيادة احتمالية تعرضه لأمراض السرطان وغيرها من الأمراض التي تؤثر عليها الصحة النفسية.
0 التعليقات :
إرسال تعليق