الدكتورة مشيره العوضى تكتب
زوجتك نفسي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، عبارة شهيرة، سهلة التردد، كارثية النتائج، وهي مدخلنا لقضية اليوم، فكثير جدًا من شبابنا لا يعرف المعنى الدقيق، أو الحقيقي، لهذه العبارة، ودون النظر إلى الاعتبارات المترتبة عليها، بما تحمله من كوارث.
إنه الزواج العرفي يا سادة أو بالأصح الزواج السري.
يبدأ الفتى أو الفتاة في سن المراهقة_ وتحديدا بالمرحلة الثانوية أو الجامعية_حيث يبدأ كلا منهما في اكتشاف الآخر، وبما يجعله ينجذب إليه، فيقع اي منهما في حب الآخر.. ومن هنا تبدأ القصة..
فيعتقد كلا منهما إنه قد وجد الحب الحقيقي، وإنه يقدر بهذا السن على الزواج، وإنشاء أسرة، دون إدراك حقيقي لمعان الزواج وحكمته وتشريعه، ودون النظر إلى متطلبات تلك الحياة، والمسؤولية، وما يستوجب عليه من أعباء، على أرض الواقع، فكثير جدًا من أبناءنا، ليس لديهم من الوعي بخطورة الزواج العرفي، وما يترتب عليه من مشاكل، قانونية أو إجتماعية، ولمخالفته للعادات ولتقاليد مجتمعنا، وبما يؤدي إلى تدمير حياتهم وإلى الأبد.
فما أسهل من أن يأتي أحدهم بورقة، ويسجل بيانات كلا الطرفين، وبشهود أو بدون شهود، في كثير من الأحيان، ويعتقد أنه زواجا صحيحا، وأنا هنا لايعنيني إذا كان هذا الزواج صحيحا أم لا، فلهذا حديث آخر، فكل ما يشغلني في المقام الأول، ما يترتب على هذا الزواج من ضياع كامل لحقوق المرأة.فالزواج العرفي للمرأة يعني سقوط كافة حقوقها سواء المادية كالميراث، والنفقات بأنواعها والمتعه، والمؤخر، والأجور... إلخ، وبصورة شبه مطلقه، لا يعترف بالزواج العرفي، ولا يقره، بل والأعجب من ذلك لا تستطيع الفتاة أن تطلق نفسها في بعض الحالات لتظل معلقه إلى الأبد، وعملا بقاعدة أن ما بني على باطل فهو باطل، فأكثر الحالات التي جائتني ببريدي الخاص من فتيات، قد تركها زوجها المزعوم، مسافرا للعمل بالخارج، وتركها هنا معلقه، بل وفي إحدى الحالات، تزوجت الفتاه بعد فقدها الأمل برجوعه لسنوات عديده، لتفاجئ بعد زواجها الثاني، بعودة ذلك الشاب الأول، مطالبا بزوجته أمام القضاء، لتجد الفتاه نفسها أمام جريمة جنائية، وهي جريمة تعدد الأزواج ووفقا للقانون، وحالة أخرى، يسافر الشاب أو يختفي، حاملا الورقة التي تثبت الزواج العرفي، تاركا الفتاه حاملا منه وصمه عار أمام المجتمع، باعتباره إبن سفاح، حيث لا يوجد لديها ما يثبت إنه ابنا شرعيا، ليكون مصير الطفل احد صناديق القمامة أو المصارف والمجاري المائية،.
فإلى متى سيظل الزواج العرفي كالسوس ينخر في جدار مجتمعنا العريق؟؟؟؟
ولما لا يكون هناك حلا جذريا رادعا لتلك المشكلة ومن وجهه نظري أنا يجب من جهة أولى توضيح خطورة الزواج العرفي للشباب بأوخر المرحلة الثانوية، وكذا التعليم الجامعي، ليقوم بهذا الاخصائي الاجتماعي، وفقا لدوره، وبعقد اللقاءات والندوات الموضحة لذلك، ليتم توضيح مخاطر وعواقب الزواج العرفي على الفتاة، وبما قد يدمر حياتها بشكل كبير وإلي الأبد.
ومن جهه ثانيه وكحل جذري للمشكلة، وضع وسن التشريعات والقوانين المعاقبة، لتصل العقوبة إلى الحبس الوجوبي لكل من يتلاعب بورقة تكون في الغالب الأعم غير قانونية، وغير رسمية، تحت مسمى الزواج العرفي، فمن وجهة نظري أن الزواج الشرعي السليم، هو ما يدعمه القانون، بعقود رسمية مسجلة في السجلات الرسمية الخاصة بالدولة، وأن غير ذلك هو مجرد هباء، وضياع للحقوق والأنساب، منتهيا ومؤديا إلى تدمير حياة المرأة بشكل كامل، لا سيما، وأننا نجد أن أغلب حالات الزواج العرفي، لا تتفق في الأصل، وأحكام الزواج، طبقا للشريعة، يقطع بذلك قول الرسول الكريم "صلوات ربي وسلامه عليه "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، والثيب أولى بنفسها، وهو ما يوضح أن غالبية زواج الشباب، وحال كون الفتاة لم يسبق لها الزواج، وبدون وليها الشرعي، هو في الأصل زواج باطل، لا يعتد به شرعًا أو قانونًا، ومن ثم ما يقطع بوجود جريمة، يحق لي معه المطالبة بسن أحكام وقوانين رادعة تحرم وتجرم هذا الزواج من مبتدأة، حفاظًا على قيم مجتمعنا الأصيلة
0 التعليقات :
إرسال تعليق