""جميعا في الحب ذوات أخطاء"" بقلم د/مروه حموده


 


ثمة أشياء ما بداخلنا دوما تلح بشدة لتفرض وجودها معلنة ضرورة تلبية حاجتها لطرف أخر يشبهنا ويشبه كل ما نحبه أو بالأصح يكملنا ويشاركنا كل ما نحب يكمل فينا أشيائنا التي لا تكتمل إلا بطرفا آخر يحل علي حياتنا فيقلبها رأسنا علي عقب يدور الزمان ونبقي بفلكه وحده ندور وبفلكنا يقسم ألا لغيرنا يميل هو بإختصار الحب من وجهة نظر كلا منا حتي وإن تعددت وتباينت المفاهيم حوله وحول من يؤمن به ويتمني يوما ما مقابلته لكنه عنيد عصي الحضور أحيانا وأخري يأتي لمن لا يستحق وتارة يجمعنا بمن يستحق ثم تبدله الأيام ويأبى البقاء ليكن الرحيل نهايته وأخر محطاته تلك النعمة التي خلقت لتلطف الحياة كشجرة من وهج الشمس نلجأ لظلها ومن ضيق التنفس تمنحنا أكسجينها تلك النعمة الطاهرة التى لم تسلم يد الإنسان أبدا من تلويثها بل من جعلها وسيلة لغاياته وهي المحقة لأن تكون غاية لا بعدها غاية فتحت مسمي الحب إقتحمت حياة الأخرين وإقتحمت خصوصياتهم وتفاصيلهم الدقيقة وسلبت قيمهم ومبادئهم التي هوت لأجل من أحبوا ولأجل الحب ثم تركوا فما الحب غالبا في أيامنا هذه إلا بضاعة مزجاة سيبيعها لك التاجر بثمن غالي ونفيس ولن تستطيع التلفظ معه بل ربما سيستهويك أنك تدفع له أكثر مما يستحق وستتلذذ بخسارتك ودموعك وتوسلات قلبك ورجفاته ودقاته التي لا نهاية لها سيعطيك من الإهتمام ما يروق لك ومن كلامه المعسول ما يروق لهدفه ليلا نهارا ونهارا ليلا سيشغلك ويشغل كل ما فيك حتي إذ ما اقتنعت وصدقت وآمنت سيترك لك الكرة في ملعبك تجري وستجد نفسك أمام رميات كثيرة عليك تسديدها وأمام حجج آخرى عليك تصديقها وإن المصدقين أول المجرحين وإن المجرحين من الحب أول المصدقين لتكتشف في نهاية رحلتك أنك كنت ظالما لنفسك ولقلبك حين وثقت وباسم الحب سلمت واستسلمت وتبدلت وتغيرت لأجل من تحب فتلعن الحب والمحبين لتخطأ وأنت المظلوم في الحب ومن قبلك يخطأ الظالم ويجرم باسم الحب فتكونا الإثنين من المخطئين بحقه وهو الذى استخدم وأخذ في الإعراب دوما مفعولا به منصوب به علي كل من يؤمن ويعتقد فهو لم يفعل شئ ولكنه سيدفعك كل شئ فأحذر أن تدفع لمن لا يستحق إياك أن تندوا منه دون الرجوع لعقلك وإعماله دون التفكير في من ستدفع له من عمرك ومن إهتمامك

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus