"يدِّيك هنا " هى الجملة الأكثر تكراراً التى رددتها "مديحة كامل" فى فيلم "مشوار عُمَر للشاب الفقير عُمَر "ممدوح عبد العليم"
لفتت إنتباهى تلك الجملة كثيراً فى صغرى فلم تألف أذنى وقتها جملة كتلك ..
وجدتها دعوة جميلة وجملة تبعث على السعادة والتفاؤل ..
ومرت السنوات وأعطاه الله "هنا" إبنته الوحيده ..وقتها تعجبت كثيراً حين تذكرت تلك الجملة من الفيلم وقلت فى نفسى سبحان الله استجاب دعوتها وأعطاه "هنا" !
فى فيلم قديم آخر من بطولة "كاميليا" و "وداد حمدى" دعت "كاميليا" على "وداد حمدى" يارب تموتى بسكينة فى قلبك فردت عليها الأخرى بدورها يارب تموتى محروقه وياللعجب فقد ماتت كلاهما كما دعت كل منهما على الأخرى !
فى فيلم ل"كيفن هارت" تمنت حبيبته أن يحدث له حادث فيكسر ظهره فقط ولا يموت ..لتنقلب به السيارة فى الواقع ويصاب بإصابة خطيره فى ظهره وعموده الفقرى وينجو من الشلل بأعجوبه !
فهل حقاً نحن من نستدعى أقدارنا !
ربما حتى بدعوة لانلقى لها بالاً ..
وهل مانحن فيه من معوقات فى العديد من أمورنا الحياتيه وعرقلة الكثير من الطموحات والأحلام وسوء الحال ربما هو بسبب سيل الدعوات التى نتبادلها ببساطة شديدة وربما لانقصدها وإنما تُقال على سبيل التهريج وبحكم العادة مثل "يخرب بيتك" "روح جاتك مصيبه تاخدك" وهكذا مما يزخر به قاموس الشتائم الفريد المتداول دائماً بين الناس !
يروى الشيخ "السديس" موقفاً حدث فى طفولته عندما قام بوضع تراب على جميع أصناف الطعام فى وليمة أعدتها والدته لضيوف قادمين ..فغضبت والدته غضباً شديداً ولكنها ملكت زمام أمرها ودعت له بأن يصير إماماً للحرم بدلاً من أن تدعو عليه ..فصار إمام الحرم المكى بدعوة أمه له فى لحظة غضب !
فدعاء الأم مستجاب ..
ودعاء المظلوم مستجاب ..
ودعاء المريض مستجاب ..
ودعاء المرء لأخيه بظهر الغيب مستجاب ..
فلِمَ لا نجعل الدعاء منهج حياة ..
لِمَ لانصبح دعواتٍ تمشى على الأرض فيتقبلها رب السموات والأرض ..
تُرى كيف سينصلح حالنا جميعاً إن صرنا "نتنفس" دعوات ..ندعو لبعضنا بعضاً فى لحظات الغضب ..نطفىء جذوة الغضب بدعوة بصلاح الحال وتيسير الأمور ..
نستبدل كلمات التحية والوداع والعتاب بدعواتٍ جميلة أمثال "يعطيك العافية" "يسلم طريقك" "فى أمان الله" "الله يصلح حالك" "الله يسامحك" بدلاً من "باى" "منك لله" "يخرب بيتك"
فالدعاء يغير القضاء ويبدل الأحوال ويفرج الكربات ويسهل كل أمر عسير ..
فكم من أمنياتٍ تحققت بدعوة ..
وكم من مشكلاتٍ حُلت بدعوة ..
وكم من همومٍ تلاشت فقط بدعوة ..
والمسافة الفاصلة بين المستحيل والممكن مجرد دعوة !
فلتلهج ألسنتنا بدعواتٍ ملء السموات والأرض لتصادف أبواباً من السماء مفتوحة فتُستجاب بأمر الله..
لتتبدل أحوالنا لأحسن الأحوال ..
ولتتحقق أمنيات كنا نحسبها مستحيلة ومن الصعوبة بمكان ..
ولتتنزل علينا الرحمات ..وتلفنا السكينة ويعم أرضنا السلام والحب ببركة دعواتنا تلك ..
"يدِّيكوا هنا "
0 التعليقات :
إرسال تعليق