الجمهورية الجديدة ... العراقة والحداثة


 




بقلم الإعلامية/ هند عيسي


عندما أشاهد الأفلام القديمة وانظر الي القاهرة وجمالها والناس الشيك واسمع يا هانم، ويا أفندي، ويا محترم، وأري الشوارع الواسعة النظيفة، الغير مزدحمة والأشجار الوارفة، والطرز المعمارية الكلاسيكية، الحالمة، وإقبال الناس على الحياة وتظهر القاهرة بملامحها التاريخية ; فتجدني أحن لهذا الجمال، والهدوء الذي كان ينعكس على الناس فتجهدهم أكثر حبا، وتفاؤلا، وإقبالا على الحياة.

وعندما ركبت المواصلات مرورا بميدان التحرير وكان التوقيت يزامن الاستعداد والتحضير لموكب" المومياوات الملكية" و كان ميدان التحرير يتزين للحدث الأعظم "نقل ملوك مصر من ميدان التحرير إلي متحف الحضارة الجديد بالفسطاط "ظهر الميدان وكأننا في دولة اخري وأثني الجميع علي جمال المكان والأضواء، والتجهيزات، وإنه يذكرهم بأيام القاهرة القديمة.

إنني بعادتي أحب زيارة الأماكن الاثرية التاريخية مولعة بالأصالة، الفنون، الجمال، واشعر بقيمة الأشياء واستشعر امتدادها التاريخي، فهي شاهده على تاريخ هذا البلد، وعلى نضاله، وتنوعه الثقافي، والحضاري، فمصر درة فريدة، لكن هذا الجمال والسحر ضاع وسط زحمة المواصلات وأصوات الكلكسات، ونداء الباعة الجائلين على الرغم من عمليات التوسع العمراني الكبير، وإنشاء المدن الجديدة، ومحاولات التوعية بالزيادة السكانية.

لقد أسرني جدا وأنا أتابع الأخبار اليوم أن أسمع عن مشروع "حديقة تلال الفسطاط "والتي ستقام علي مساحة 500فدان في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية ,لتحتضن متحف الحضارة ,وبحيرة عين الصيرة, ومجمع الأديان ,وجامع عمرو بن العاص ,لتكتمل الحديقة مع الطبيعة الحضارية للمكان ,ولتحدث نقلة بيئية ,نوعية كأكبر متنفس أخضر في قلب القاهرة ,بالإضافة إلي منطقة آثار وحفريات قديمة ,ومنطقة حدائق تراثية ,كما تتوسطها هضبة كبيرة تتيح التواصل البصري الفريد مع أهرامات الجيزة ,وقلعة صلاح الدين ,ومآذن القاهرة ,وتطوير القاهرة التاريخية  ,وكذا الصناعات التقليدية الخاصة بالمنطقة لإحياء التراث ,وعمل الأنشطة الترفيهية في الوقت الذي يتم فيه بناء المدن الذكية المواكبة للمدن العالمية التي تساهم في توفير بيئة رقمية, صديقة للبيئة, ومحفزة للتعلم ,والإبداع تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة.

إن التمسك بالهوية والصبغة التاريخية للقاهرة، بالإضافة لبناء المدن الذكية الرقمية كالعاصمة الإدارية وتحقيق المواصفات والمعايير البيئية ومواكبة العالم هي معادلة تتطلع إليها مصر في بناء الجمهورية الجديدة فنحن دولة تواكب العالم وتحتفظ بعراقتها واصالتها.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus