وإنا جندنا لهم الغالبون بقلم /هند عيسي


 


وإنا جندنا لهم الغالبون 

الله تعالي هو الحق وما عبد من دونه الباطل، وهو الحق في امره ونهيه، وما انزل في كتبه وعلى رسله، وقامت الدنيا علي الحق واي انحراف عنهم هو انحراف عن الفطرة، والله تعالي كفيل بهذا الحق ونصرته فيقول الله تعالي:"بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

فالحق قوة ونافذ ويهلك الباطل، قد ينتشر الباطل ويسود، لكن ان نطق الحق فهو حجة قوية والله كفيل بنصرته. 

فقد أرسل الله الرسل بالحق وكتب النصرة له وكتابه وعباده المؤمنين في الدنيا والاخرة وأن العاقبة للمتقين، فقال تعالي :"ان جندنا لهم الغالبون " فالذين   يسير الحق علي أيديهم والسنتهم هم جنود الله الذين أخلصوا النية لله تعالي وهم المرابطين، المدافعين عن الحق، هم الذين سيرون في سبل الله فلذا يؤيدهم الله بنصره قال تعالي: "والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار "   ينصر الله كلمته وشرعه وفيها عبرة للعودة لطريق الله وإتباع رضوانه وإتباع سبل الحق والفلاح.

سبل الحق التي لا تحيد عنه ولا تتبع الهوى ; لان اتباع الهوى يضل عن سبيل الله ويذهب بالنفس بعيدا للباطل فتحلله وتنجذب الي الغنائم، والمغريات، وتنحرف عن الطريق المستقيم، وتندفع الي الشرور والآثام فتصبح النية غير خالصة لوجه الله قال تعالي: "يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " فكانت عاقبه الانحراف عن الحق واتباع الهوي غضب الله تعالي ,واتباع الهوي يحيد عن القيم، والمبادئ ,والأعراف التي تشكل اطار أي مجتمع هادف يسعي للارتقاء, والتقدم فينشأ التنازع بين افراده ,فكل نفس تريد منفعة شخصية وينسون امر العامة والصالح العام فيتفرقوا وتذهب قواهم وتتشتت ويصبح كل فرد منزوع الإرادة لا يمثل قيمة مضافة , بل بالعكس ,قال تعالي :

"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين "

والآية توضح ضرورة اتباع الحق والهدي وسبيل الله وعدم التنازع، والتناحر فذلك يضعف المجموعة فبدلا من ان تكون هناك محصلة قوي تدفع بالمجموعة للأمام وتحقق النصر الا انهم يتشتتون ,ويضعفون ,ويسهل سحقهم وقد تنبه لذلك اعدائنا، فسعو الي وضع مخططات لتقسيم الامة فتصبح الدولة الواحدة عدة دويلات متنازعة فيما بينها يسهل سحقها فيما بعد.

وعندما يخلص الناس النية لله، يكونوا عبادا ربانيا إحقاقا للحق، ودفعا للباطل، لا تغرهم غنائم، ولا تفرقهم طرقا، ولا يدفعهم الهوى عن سبيل الله والعمل الصالح الذي يرضيه، وأن يكونوا علي قلب رجل واحد مثلما قال نبينا عليه الصلاة والسلام " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمي". عندها يؤيدهم الله بنصره النصر المبين على اعدائهم

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus