فــي_بيتنـا_مراهــق


بقلم / سحر جابر 

👌المراهق مخلوق جديد بيسيب مرحلة الطفولة علشان هو مبقاش طفل وكمان لسه مادخلش مرحلة الرجولة وكمان تحسه ضايع بلا هوية, يرفض أن احنا نعامله كطفل ولو حصل ده بيحاول يثبت انه كبير بطرق غير مقبولة ( تدخين .. تعدد العلاقات بالجنس الآخر .. التمرد ورفض الأوامر والعناد )

ويرفض كمان أنه يدخل عالم الكبار أو أنه يتصنف معاهم هو ذلك المخلوق المسكين الذي يتحمل كل هذه المسئوليات والمخاطر ❓❓❓

(بمعنى أوضح نعامله معاملة الكبير والصديق ومانطلبش أو نتوقع منه قدرات ونضج الكبار )


منذ اللحظة التي يشعر المراهق بأنه لم يعد طفلا صغير تبدأ العلاقة بينه وبين والديه في التوتر، فمعظم الآباء يجد هذه المرحلة مليئة بالصعوبات والقلق، لانها رحلة طويلة، مليئة بالتحدي بسبب التغيرات العديدة ( نفسية جسدية عقلية اجتماعية ) التي تواجهه.


  لذلك على الوالدين العمل على تهيئة الأبناء لهذه المرحلة بالتمهيد المناسب في آخر مرحلة الطفولة المتأخرة وقبيل الوصول إلى البلوغ بقليل، فهو كالمولود الجديد الذي يحتاج إلى مساندة ومساعدة لذا علينا :-

١. تقديم معلومات واضحة له عن البلوغ وكيف يبدأ❓

وما يترتب عليه من اختلاف النظرة الشرعية إلى الصغير الذي سيتحول من طفل غير محاسب وغير مسئول إلى راشد عاقل محاسب ومسئول مثلنا تماما، وهنا تسمى مرحلة التكليف، لأنه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله قادرا على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته، لذا فإعطاء الوالدين أبناءهما معلومات عن مرحلة البلوغ أولى من أن يأخذوها بطريقة مشوهة من المصادر غير المأمونة كالأصدقاء والقنوات الفضائية السيئة والإنترنت.


٢. التوقف الفوري عن محاولة برمجة حياة المراهق أو المراهقة، ونقدم بدلا من فرض الرأي ، النقاش والحوار، مع التحلي بالصبر، واحترام استقلاليته وتفكيره، والتعامل معه كشخص كبير ناضج لكن لا نحاسبه او نحمله مسئوليات الكبار. 


٣. لا تطلب منه أن يكون مثاليا في تصرفاته (فلا يمكن أن يكون كذلك) فأنت لم تكن كذلك في سنه ولست كذلك الآن.


٤. التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد، لأن هذه طبيعة المرحلة هي مرحلة الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق سهل الاستثارة والغضب، فعلى الأهل تفهم مشاعره لجعله يشعر بالأمان.


٥. دور الأهل في حياة المراهق له الأهمية القصوى،  فعليهم توفير الراحة والحب والهدوء النفسي وبيئة الأمان والاهتمام في البيت لكي لا يشعر بأنه بحاجة إلى البحث عنه خارج المنزل.


٦. على الأبوين أن يتعاملا أمامه باحترام لكي يتعلم التعامل باحترام مع الآخرين،وخاصة عندما يأخذ نفس الدور ( كزوج/كزوجة) في المستقبل ، فهم دائما تحت عيون مراقبة وواعية.


٧. التدليل الزائد يؤدي بالمراهقين إلى العصبية أو إلى العدوانية وعدم احترام الآخرين، فالدلال المفرط قد يشعرهم بالغرور وأنهم أهم ما في الكون، وبهذا يجني الوالدان على أبنائهم، لأنهم يزرعون فيهم قيما غير سوية، ويربونهم على الأنانية، وعدم تحمل المسئولية، ولذلك نرى أن المراهقين المدللين ينهارون عند أي عقبة تعترض طريقهم حتى وإن كانت صغيرة.

من هم أهمال ناس عند المراهقين❓


أهم ناس عند المراهقين هم أصحابهم. لدرجة إننا ساعات بنفتكر إنهم أهم عندهم من الأم والأب والإخوات والعيلة.

لو قارنا نفسنا بأصحابهم، هنحس بالشعور ده. علشان كده مش المفروض أبدا نطلب من المراهق إنه يفضلنا على أصحابه. هو بيفضل أصحابه علشان بيسمعوه اللي هو عايز يسمعه. بيقبلوه زي ما هو. بيتكلموا نفس لغته. وبيسمعوا نفس أغانيه. بيحبوا نفس الأماكن والأنشطة. بيعيشوا حياتهم….. وبس. ما بيفكروش في الهدف والواجب والأصول. شايفين الدنيا زيه. الحياه معاهم سهلة ومريحة.


لكن إحنا طول الوقت بنفكره… بمسئولياته وقيمة الوقت، وقيمة العلم وأهمية الرياضة. طبعا لازم نعمل كده. وهنفضل نعمل كده. بس مافيش مانع جنب كل ده، نسمحله يستمتع بوقته. ونستمتع معاه بالحاجات اللي بيحبها.


أما بقى لو عنده صاحب بيقلقنا، وقلناله إبعد عنه؛ هنخليه يتعلق بيه أكتر. الصاحب اللي نقلق منه، لازم نصاحبه. نعزمه في البيت، نتعرف عليه وعلى أهله. يبقى معانا رقم تليفونه. نساعده لما يحتاج مساعدة. ساعتها إبننا هيشوف إننا مش بنكره صاحبه لكن مش موافقين على تصرفاته. وساعتها ممكن هو كمان يقيم تصرفاته.


نظرة التحدي اللي بتشوفها في عنين المراهق، مش دايما بيكون قصده بيها إنك تدخل معاه في صراع. ولا إنه يثبت لك إنه أقوى منك. هو بس عايز يقول لك: “أنا زيي زيك. ليا نفس حقوقك، بس مش عليا نفس واجباتك”.


المراهق بيشوف إن دور الأم والأب إنهم يدعموه ويثقوا فيه ويفوضوه في شئون حياته. وفي نفس الوقت ما يتوقعوش منه المثالية. هو أصلا مش عايز يبقى مثالي. المثالية مرهقة، ملزمة ومقيدة.


تصدقوا أو ما تصدقوش؛ هو عارف إنه لسه ما عندوش الخبرة. ومتأكد إنه ممكن يغلط. الفرق بينّا وبينه إن إحنا خايفين عليه… ليغلط، لكن هو مش خايف يغلط. بالنسبة له “أنا باغلط، إذا أنا عايش سني”. هو محتاج يجرب، وفي نفس الوقت محتاج نقبله وهو غلطان. 


هو عارف إنه ممكن يستفيد من النصيحة. والدليل إنه بيقبلها من أصحابه. مشكلته لما النصيحة تكون مننا. علشان إحنا بس اللي لما نقول له نصيحة بنفَكره إنه لسه مش جاهز يستقل عننا.


لكن ممكن يساعدكم انتوا الاتنين، إنك تتعامل مع إبنك فى مرحلة المراهقة زي ما بتتعامل مع مديرك لما تحب تقترح حاجة أو تعترض على حاجة. إبنك مش مديرك…ده صحيح. بس إنت يهمك قوي رضاه عنك زي ما يهمك رضا مديرك. ويهمك يثق فيك ويعرف قد إيه إنت بتحترمه وتقدر دماغه، عشان ساعتها بس هيفتح لك قلبه إن مسئولية تربية الأبناء هي مسئولية مشتركة، تقع على عاتق الوالدين معا، ليس الأم وحدها،  ولا الأب وحده  ، فلكل منهما دوره الهام لأجل  رتربية ابن متزن نفسيا ومسئوول ..

# أخصائية التخاطب#

سحرجابر بدوى #فــي_بيتنـا_مراهــق

 

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus