أقبلت سنة جديدة على البشرية ، وحملت معها طابعها، ولكن طابع تلك السنة مختلف، بأحداثه ومفاهيمه المتلاحقة، فنستيقظ يوما على مايسموه تريند مشهد هانى والذى صور طبيعة وجود رجل غريب في غرفة نوم إمرأة بغياب زوجها امر طبيعى، بل لم ينته الأمر عند ذلك، بل الزوجة هى التى ثارت ووبخت الزوج، وطرده على بيت أمه، ومهما علت ضحكتنا على هذا الموقف ، فلا نستمر، علينا أن نصمت وندرس وننتبه، إنها ثقافة دخيلة بكل آسف تزرعها القوى الناعمة من بعض الكتاب والفنانين في مجتمعنا، مما يزيد ضياع الهوية، والذى، أصلا نعانى منه.
ونستيقظ يوم أخر فى اول شهر بالسنة على إحتفال نسوى بمجسمات إباحية على هيئة حلوى لسيدات مصريات بمكان عام تحت إدعاء إنها حرية شخصية وأنه إحتفال للسيدات، ولم ينتبهوا أن الأبناء والأحفاد سيروا ذلك، وكيف نقول لهم المسميات وما المبرر فى مكان عام وأين الأزواج من ذلك
و النخوة، نسيت أننا فى عهد أنت أتجننت دا هانى، إذن إما أن تأكل وتقبل وتصمت، أو أذهب لأمك.
وها هو يوم جديد، يسقط القناع عن بلد الحريات ويظهر إنها ليست بلد ديمقراطية مطلقة، وأن الثورات بضاعتها التي صدرتها للشرق، ردت إليها، ولكن يظهر طائفة ال هانى، يدافعون عن الموقف و يجددون المبررات، ويلقى هانى جديد دولى مكانه ولو تحدثت، سيكون شأنك، أنت أتجننت دى أمريكا، أقصد دا هانى.
ولم ينته الشهر الأول، و يظهر لنا رجل يقدم فيديوهات مدعيا إنها تمارس الرذيلة، ويكشف القانون من خلال التحقيقات برائتها وإنها فيديوهات لها مع زوجها، لا أستطيع أن أصفه حتى لا أجرح بما أقوله أخر ماتبقى من براءة الإنسانية التى تجرد منها بألفاظى الوصفية، ولكن بكل آسف نجد من صدق ونشر وأذاع
لماذا، لأن الهوية تزعزعت وقبلت وجود مفهوم ال هانى بيننا.
وليس هذا أخر مفهوم ال هانى، الذى أنتشر بيننا، فنجد من يشكك فى بلده، لأنها وافقت على إعادة علاقات دبلوماسية مع دولة أخرى، ونسى أن علاقات البلاد تدار بمصالح شعوبها، ولكن لزعزعة الهوية، يلفظ شعارات، دون دراسة حال دولى، لا أستغرب، بما أننا فتحنا الباب ل هانى
ومما يزيد الأمر سوءا، أن ذكرى أحداث يناير، تصبح معركة شعارات بين فريقين، منهم يقول إنها للشرطة ومنهم من يقول إنها لشباب الثورة المدنى، ولو تجرأ، أحد مثلى وقال إنهم جميعا أبناء مصر، سيكون الرد المستحدث ، أنت أتجننت دا هانى إذهب لأمك.
و يفجعنا الأمر في عز فخرنا بشباب فريق كرة اليد أن بعض، محبى الشهرة، دون العمل أو الإنتاج ، يهاجمون ويعاتبون إنهم لم يفوزوا، ولو تجرأنا وقلنا ليس من حقك تهاجم من أجتهد وتعب يظهر من يدافع عنهم وعن هجومهم بمبدأ انت أتجننت دا هانى، إذهب لأمك.
ويوم آخر يصدمنا رجل من رجال القضاء والعدل بخطة دنيئة يستدرج بها هو واثنان من رفاقه رجال الأعمال، فتاة تبحث عن لقمة العيش، فاعتدوا عليها وسرقوا شرفها بكل خسة وندالة وجعلوها ترحل، طبعا لتصمت، تحت منطق إنت أتجننت دا هانى، إذهب لأمك.
ولم ينته الشهر، وإذ بسيارة فارهة لشاب مستهر، افقده الخمور عقله، يدهس فتاة فى مقتبل العمر، ويجد جيش محامين يدافعون عنه، ويعرض أهله الأثرياء ملايين، على أهلها حتى لا يأخذوا قصاص إبنتهم ، وللأسف لم تكن تلك الحادثة الأولى التى يرتكبها ، وطبعا المدافع عنه يدافع من منطق ، إنت أتجننت دا هانى، إذهب لأنك.
وما اكثر ال هانى فى بلدنا
ما هذا هل كان شهر، ام العام باكمله، من هذا ال هانى الذى اقتحم بيوتنا وبلدنا ويدهس هويتنا
لا يا سادة لن أقبل هذا ال هانى بكل مايحتويه من مفاهيم هدم الهوية و ليذهب هو لأمه.
0 التعليقات :
إرسال تعليق