مالا تراه العين



 كاتب القصه الأستاذ محمد البلاسي

 


منذ سنوات مضت كتبت هذه القصة المتواضعة 

قصة بعنوان 

💕مالا تراه العين💕 

وسقطت أمام أعينه فجأة بعد أن ارتطمت بسيارته الفارهة!!

وهنا توقف مسرعا ليدرك ماذا حدث؟!!

ينظر حوله فلا يجد أية سيارات، لكنه لا يفكر في الهروب ولو للحظة واحدة.

وفجأة يلتفت فإذا بالناس حوله مسرعين منهم، من يأنبه ومنهم من ينهره ومنهم من يسعى لإنقاذ الفتاة التي سقطت وبدأ الدم يسيل منها ومنهم من يتصل بالاسعاف لعلها تنقذ الفتاة من الموت!!

كل هذا يحدث وهو يقف متحيراً مغموماً!

فكره ليس هنا فهو ينظر بذهول إلى السماء يسأل نفسه كيف حدث هذا؟! لم يكن شيء أمامي؟! أين كان عقلي؟! كيف فقدت الإحساس والرؤية؟! كنت انظر وكأني لا أنظر أمامي؟!

نعم همي كان كبيرا!!

حزني كان عميقا!!

قلبي كان مكسورا!!

والله لم أقصد هذا .. ما ذنب هذه الفتاة ؟ ما ذنب أهلها ؟ ماذا لو فقدوها؟

يارب ألهمني رشدي!! فأنت أعلم بحالي!!!

وبعد غفوة طويلة انتبه على صوت من يدفعه على كتفه قائلا " انت اللي عملت ده؟" فيرد سريعا " ايوه أنا ! والله ما قصدي ! مكنتش في وعي".

وهنا يقول له الظابط كالعادة " الكلام ده تقول في النيابة! اتفضل معانا.

وبخطوات يكسوها الألم والحزن يسير إلى سيارة القسم، والتي ظل وهو بداخلها يجول خاطره بهذا الهم الذي حلّ به غير أنه كان لا يفتر لسانه عن قول " اللهم صبرا.. يارب ألهمني رشدي".

ولكن جاء له خاطر " كيف حال الفتاة المسكينة؟!!".

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

جاء والد الفتاة مسرعا ليدخل على ابنته وقد أصيبت بغيبوبة تامة، جعلته ينكب على ركبتيه بعد سماعه الخبر وظل يبكي متذكرا كيف كان يقسوا على ابنته ويهملها مهتما بزوجته التي تزوجها بعد وفاة والدتها؟ كيف كان لا يعجبه تصرفاتها؟ ولكن ماذا يفعل الآن؟؟؟!!!.

وقد سقطت ابنته ولا يعرف هل سيراها مرة ثانية ليعتذر لها ويقبل جبينها، وبينما هو كذلك إذ تأتي زوجته وبكل برود تحاول أن تهدأه قائلة "هتبقى حلوة يا حبيبي متخفش" وهنا ينفجر فيها مخرجا كل ما كان يراه من سوء معاملة ابنته، وأنها السبب في ضياعها من يديه.

وفجأة وسط هذا الصياح من الأب المكلوم قليل الحيلة مع زوجته يخرج الطبيب وعلى وجه علامات الحزن قائلا " احنا عملنا اللي علينا والشفاء من عند ربنا.. ادعولها من قلبكم".

وجاءت الكلمات كالصاعقة على والد لطالما كان لا يفرح لفرح ابنته، بينما يغضب لأي تقصير منها؛ وكأنه كان يعوض ضعفه أمام زوجته فيخرجه في وجه الفتاة اليتيمة.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

وتمر الأيام بكل قسوتها على الجميع وكأنها سنوات.. فهنا يتألم المتهم ... البريء كما يرى نفسه، وهنا الأب الجريح بألم فقدان ابنته وحسرته على ما كان يفعله معها ولكن ماذا يفيد الندم؟!!.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

وفي تلك اللحظات العصيبة وبينما يجلس في الزنزانة يفكر ويتأمل حاله فيما مضى اذ به يتذكر حديثا نبويا كان قد قرأه يوما ما عن ثلاثة دخلوا غاراً وأغلق عليهم فدعوا بأحب الأعمال وأخلصها لربهم، ولوهلة إذ به ينادي "يارب ان كان عملي هذا خالصا ففرج عني واكشف كربي"، ثم ينام هادىء البال مرتاح الضمير بعد أيام ما ذاق فيها طعم النوم من شدة الألم وعذاب الضمير.

وفي الصباح يأتيه الخبر أن الفتاة تحسنت وخرجت من الغيبوبة فيحمد الله على ذلك ويقوم فيتوضأ ويصلي ركعتين شاكرا الله على سلامة الفتاة داعيا بكلمات كان دائما يبكي كلما سمعها أو قرأها " رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين".

ووسط هذه العبرات يأتيه السجان لينادي عليه فقد جاءت زوجته لزيارته وهنا يغضب ويحمر وجهه متحيرا بين الخروج إليها أو رفض زيارتها التي جاءت متأخرة فكيف له أن ينسى أنها كانت سببا في هذه الحالة التي كان عليها وقت الحادثة ولكنه يقرر الخروج إليها .

وبينما يدخل على مأمور السجن يراها واقفة في كسرة وألم يبدوا على وجهها لكنه لا يكفي في نظره ليبدد ما فعلته حين اشتاطت عليه غضبا قبل الحادثة مباشرة لتنكر كل جميل فعله بل وتطلب منه الطلاق بعد سنوات من الزواج السعيد بل تهدده بأنه لن يرى أولاده مطلقا بعد ذلك.

ويجيء سؤاله سريعا بعد أن صارا مع بعضهما " جايه ليه" وبسرعة تقول له " سامحني"

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

" سامحيني" فترد البنت بعد أن أفاقت من غيبوبتها وسمح لهم بزيارتها بابتسامة هادئة وبصمت ينم عن حزن وألم كبير ثم تغرب بوجهها عن ابيها ولكن ما تلبث أن تعود لتنظر إاليه قائلة" الحمد لله " " سامحني أنت يا أبي".

فيأخذ الوالد بيد ابنته يقبلها ويمسح بيده الأخرى على وجهها الجميل وعيونها الباكية بحنو لطالما اشتاقت اليه.

وتسأل الفتاة ببراءتها عن صاحب السيارة التي صدمها فيخبروها بأنه موجود في السجن وسيحاسب على جريمته.

وهنا تصيح الفتاة بألم " لم يكن يقصد ""أنا من أخطأت" .

ويصدم والد الفتاة ويترك يد ابنته متسائلا كيف؟.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

"كيف تريديني أن أسامحك؟" فتجيب الزوجة وقد ملأت الدموع عينيها برسالة لطالما انتظرها فقد كانت دوما تتعامل معه بتعالي وتكبر وترفض أن تبدي اعتذارا أو أسفا على أي شيء.

ولكن تأتي اللحظة التي يظهر فيها ودها وجمال عيونها ودفأ كلماتها لتخفف بها كثيرا عن زوجها وتزيح عنه هماً لطالما كان جاثما على قلبه مكدرا عيشه.

ويتعانق الزوجان عناقا يعيد للحياة بسمتها من جديد ولكن يكسر جماله عودة المأمور مخبرا بانتهاء الزيارة. 

ويطلب الزوج من زوجته زيارة الفتاة والاطمئنان عليها، وتستجيب الزوجة لطلب زوجها وتذهب لتطمئن على الفتاة وتصبر أهلها!!

 ولكن وهي في الطريق تتذكر أنها يجب أن تذهب أولا إلى الجامعة لإلقاء المحاضرة والتي جاء موعدها، وتنطلق إلى الجامعة وتدخل سريعا إلى القاعة لترى شيئا غريبا لم تكن تتوقعه.

لا أحد في القاعة ينتظرها بالرغم أنها اتت في الموعد!!!!.

وتعلم حينها أن إحدى الفتيات صدمتها سيارة بالأمس !!!!.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

وتدخل الزوجة على الفتاة لتصدم حينما تتأكد أنها الطالبة التي أهانتها أمام زميلاتها واحتدت عليها حينما رأتها تتكلم مع زميلتها ودون أن تسأل عن سبب ذلك وكأنها كانت تفرغ طاقة غضبها على الفتاة البريئة.

يا لصدمتها حين أدركت أنها تسببت في فقدان الفتاة لوعيها حين أخرجتها بألم على ألمها.

وهاهي تدفع ثمن ذلك ف


في زوجها الذي لو حدث للفتاة شيء ربما ستفقده لسنوات.

وماذا لوعرف الزوج ذلك كيف سيكون رده؟؟!! وقد دمرّت بإهمالها وعدم إدراكها لما تتكلم به أبرياء لا ذنب لهم .

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

وبمجرد أن رأت الفتاة الدكتورة التي أهانتها، توترت أعصابها وكادت أن تفقد وعيها من جديد، ولم تكن تعلم أنها زوجة من صدمها ويكفي تذكرها لما حدث!!

 ويأتي الأطباء سريعا فيكتشفوا أن الحالة تتدهور من جديد ولابد من إدخالها العناية المركزة.

وفي طريقها تهمس الفتاة بصوت خافت تنادي على أمها وكأنها تراها أمامها !! 

والفتاة كأنها تريد أن تنهض لتعانق أمها !!!.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

وتخرج دكتورة الجامعة سريعا وهي ترى هذا المشهد والدموع تملأ عينيها ولا تقدر على الكلام بل لا تطيق الحديث مع أحد، وترجع إلى بيتها فترى أولادها في انتظارها فتنظر إليهم وتنادي عليهم لتأخذهم في حضنها وهم يسألونها عن والدهم، وتمسح دموعها وتخبرهم أنه سيعود إن شاء الله، وتدخل إلى غرفتها وتغلق على نفسها الباب، ويعود شريط الأحداث أمام أعينها من جديد ولكن ماذا يفيد الندم؟!! فقد ماتت الفتاة ولم يسعفها تتدخل الأطباء في إنقاذها.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

ويرجع والد الفتاة إلى البيت بعد عزاء ابنته مكسورا ويدخل إلى غرفتها متذكرا يوم ولادتها وكيف كانت فرحته وسعادته برؤيتها؟!! وبينما يقلب أوراقها يجد رسالة منها تكسر قلبه وتزيده ألما، رسالة كتبتها الفتاة بكل قوة " بحبك يا بابا ".

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

ويوجه للزوج تهمة القتل ويحال إلى المحاكمة، وقبل النطق بالحكم يدخل والد الفتاة ليطلب الحديث أمام القاضي فيأذن له بذلك، ليحكي بكلمات يعالجها بصعوبة من كثرة البكاء والألم ليخبر القاضي بأن ابنته أخبرته بأنها من أخطأت وكانت في غير وعيها ولم تدرك خطواتها وأن المتهم لم يخطئ وليس له ذنب فيما حدث!!!.

وهكذا رأت الفتاة أن تبرىء من صدمها.

🕳🕳🕳🕳🕳🕳🕳

👌رسالتي لي ولكم

👇 

🙏راقبوا كلماتكم فإنها قد تقتل أحيانا 

🙏هناك من يتألم ولا نراه / فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء 

🙏الإحساس نعمة وفقدانه نقمة 

🙏عند القدر يعمى البصر

🙏الهموم قد تغيب صاحبها عن الحياة وتفقده الوعي فعلا 

🙏عدم التسرع في الحكم على الأشياء 

🙏لا تنظروا للأشياء بعين سطحية 

🙏العسر معه اليسر وأنت لا تراه 

🙏رب ضارة نافعة 

🙏الاخلاص في العمل نجاة وقت الضيق 

🙏الدعاء سلاح المؤمن 

🙏شكر الله على النعم 

🙏أصلحوا ما بينكم وبين أبنائكم 

🙏لكل حقوق فأعطوا كل ذي حق حقه 

🎗ورسائل قد ترونها ولا أراها🎗



شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus