بقلم /هويدا دويدار
إنه الدكتور محمد مشالى الطبيب الإنسان الذى قلما ما نجده فى عصرنا المتلاحق كثير المتطلبات والكثير من الطموحات وعادة لا نستطيع نحن البشر الاستغناء عن أبسط رغباتنا فى التمتع بالحياة وزينتها
فهل استغنى هذا الانسان عن الحياة بمتطلباتها ؟
ولكننا نقول أنه فهمها جيدا
ورسم لنفسه إسماً مخلدا فى القلوب
وفرش طريقه الى الله كما رأه وأمن به
فقد ولد الدكتور محمد مشالى فى محافظة البحيرة 1944وقد كان والده يعمل معلما ثم انتقلت الأسرة الى محافظة الغربية واستقرت هناك وتخرج الدكتور محمد مشالى من كلية طب القصر العينى وعمل طبيبا فى القرى والوحدات الصحية بالريف
ثم توفى والده وترك له إخوته صغارا فتكفل بتربيتهم .ثم توفى أحد إخوته تاركا له ابنائه
فكان راعيا ومربيا ثم تزوج الدكتور وقد ظل فى فيض من العطاء حتى توفاه الله فقد كان فى حياته الكثير من المحن والعبر التى اثقلت شخصيته وأثرت فيها
فقد لقب الدكتور محمد مشالى بطبيب الغلابة وذلك لحبه فى مساعدة الفقراء من المرضى
فقد كان كشفه بحوالى عشرة جنيهات وأحيانا بدون مقابل
حسب حاجة المريض
فلم يكن الطبيب يرغب فى الكسب المادى يوما بل آثر كسب قلوب مرضاه وإحصاء الدعوات
فقد تمتع دكتور محمد بقدر وافر من العطاء على مدار سنوات عمره فلم يرغب يوما فى تسليط الأضواء على عمله فقد كان العمل خالصا لوجه الله تعالى
فقد امتهن الطبيب مهنة اذا امتزج فيها قلب مرهف مع طبيب لن يكون هناك مريض يشكو مرضا ولم يجد من يقدم له المشورة الطبية
فقد أصبحت مهنة طبيب هى مهنة للتربح لدى العديدين
وارتفاع ثمن كشف الطبيب جعل العديد من المتعففين
يفضلون الموت داخل جدران بيوتهم حتى لا يتسولون ثمن الكشف والعلاج
فمن منا يتذكر طبيبا قدم وبذل ولم يستغل حاجة المتألمين ؟
فهم قلة وليسوا بشاكلة الدكتور محمد مشالى
فقد كان زاهدا يشعر بألام الناس وإنحاذ الى الجانب الإنسانى
فقد عُرض عليه الكثير من الأموال ولكنه آثر رضوان الله وألا يشاركه أحد فى مسيرته الخالصة لله
فقد ضرب الطبيب الذاهد مثالا يحتزى به لمن أراد السير فى طريق الجهاد للنفس ورغباتها
ولم ينشد يوما غير الرضا والعمل الخالص لله والابتعاد عن ملذات الدنيا والترفع عن الشعور بالإحتياج فالإحتياج الحقيقى هو الإحتياج لدعوة من قلوب محبى هذا الرجل الذى قدم وبذل
دمت حيا فى قلوبنا دكتور محمد مشالى
0 التعليقات :
إرسال تعليق