بقلم د. غادة فتحي الدجوي
الأزمات و المسافات ..في هذا الصباح جلست بنات أفكاري تتحدث لبعضهن البعض ثم علا صوتهن... لا يوجد مبرر .. يوجد مبرر حتي اصبح الصوت العالي صراخ ، فخرجت بهن الي البلكونة لينظروا إلي السماء و الماء و سألتهم هل يمكن أن يلتقيا ... و ذهلت من نفسي عندما اقنعتهن نعم يلتقيا ... عندما نكون في مكان صافي علي شاطىء بحل نمد نظرنا في صفاء، فنري السماء و كانها تخرج من البحر او مأن البحر يداعب السماء بأمواجه فيلتقيا ... فسموعني و سادهن الصمت و لكن قامت بنوته في رأسي عن نفس المعني و لكن عن الناس المحيطون بِنَا عند حدوث أزمة و عن مسافات رد الفعل.. تري الازمات و المسافات ستكون مثل السماء و البحر...سنري، و بدأت احكي مع هذه البنوته العنيدة...و ذكرتني بأزمتي الحالية.. نعم !
و سألتني و ماذا عن كل من تعرفيهم علي كل المستويات زملاء، اصحاب ، اصدقاء عائلة...؟!
فبدأ شريط به الصور بكل الوجوه أمامي فوجدت حالات متعددة مثلا من يرسل عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، ماذا بك طمنيني عليكي، و اخر اعلمي انني هنا وقت حاجاتك اتصلي بي ستجديني، و اخر خير يا دكتورة طمنيني عليكي، و اخر من يقول يا جبل ما يهزك ريح، و رسائل هل انت غاضبة مني .. ربنا يهدي الحال ، و اخر رسائل صوتية و اتصالات ...و اخر يرسل بارقامه لي و كأنه يقول لي هذه أرقامي اذا فقدتيها ! و اخر يبحث معي عن طريقة للحل... و اخر يستهزأ بألمي و يقول و لماذا تتحملين كل هذا.... و اخرون يتجاهلون ما بي و يواصلو. حكي مشاكلهم و ازماتهم بل و يعاتبوني علي البعد و اخرون غير قادرين علي فهم أني بشر و رغم كل حبي للحياة و طاقتي الايجابية للجميع ان لي قلب يمكنه أن يتألم..
وهناك اجمل الأنواع الذي يحاول ايجاد حل و لكن يجبرني علي الخروج من دائرة الازمة فيورطني ورطة ايجابية لافعل شيء هام يشعرني بالبهجة او السعادة لاشعر انني ما زلت قادرة❤️ نعم و يحاولون تعزيز صورتي لنفسي و كانهم مرايا في حياتي.....
السؤال هنا👁 هل الحالات السابقة اكتفو بذلك لبعد المسافات الارضية أم لبعد المسافات القلبية؟! أم و هل في وقت الازمات لمن في حياتنا بشكل حقيقي نحتاج أن نعبر كل المسافات ام نكتفي بقرب وسائل التواصل الاجتماعي ..؟!
ام المسافة بينك و بين الأخر تسمح بأن تقتحم حياته وتذهب اليه و تقول انا بجانبك رغم عدم ردك فأنا هنا ببابك ؟!
الجميع مهما كان رجل أم امرأة يحتاج الي "الطبطبة" من الله سبحانه و تعالي و من خلقه و هذه "الطبطبة " نحتاجها في الأزمات مهما كانت المسافات ... أتدرون في وفاة اخي رحمة الله عليه استشعرت هذا المعني كثيرا الازمات و المسافات و هذه المرة المرة الثانية...
و فجأه قفزت بنوته افكاري و همست في قلبي " لا المسافات ليس لها قيمة اذا كانت القلوب تشعر بالشخص و أزمته و له قيمة حقيقية في حياته، و اذا كنتي عابرة في حياة الاخرين 🗣فاجعليهم عابرين في حياتك .... و ذكرتني... عدم التوقع افضل توقع"
فنظرت الي السماء و النيل أمامي و رأيت وجوه الحقيقين الذي احترموا الازمة و و وضعوا قلوبهم و كل ما بوسعهم لمساندتي❤️
و لهذا ترسل بنوتاتي اليكم برسائلهن🙏
- لا تتوقعوا من الغير اي توقع فتصيبكم خيبة الامل.. تقبلوا كل ردود الافعال بسلام.
- من يحبك بصدق و يؤمن بك في حياته ، ستجده امامك رغم بعد المسافات و العكس صحيح ، فتمسك بكل الصادقين في حياتك.
- استمر في عطائك للحياه.
- استمر في وقفتك بجانب الغير في ازماتهم حتي و لو لم يفعلوا .. لان الله اختارك لهذه المهمة و هو من يجازيك الخير.
- احسب المسافات بينك و بين البشر، و ضع مل شخص في المكان المناسب له، لان وضعه في مكان اقرب او ابعد يسبب لك انت فقط المتاعب.
- المحبة لا تعترف بالمسافات الارضية و ليس بها اي مسافات قلبية.
- لا تقول لم يسأل عني فلن اسأل عنه .. يا التمس له العذر و لكن لكن لكن اسأل عنه و سانده مع الاحتفاظ بحقك في المسافات" معادلة صعبة"
- نحن بشر فلا تحمل نفسك فوق طاقتها و لا تحمل الاخر فوق طاقته.
- العشم جملة نبرر بها اخطائنا و أخطاء الاخرين احذفها من قاموسك.
- و اخيرا ❤️ جبر الخواطر اروع ما يمكن فعله
و بعدها صمتن بنات افكاري و كأنهن تعبوا من الصراخ و الحديث و جبرن بخاري ليتركوني اهدأ...
و كلمتي الاخيرة " اجبروا بخاطر أنفسكم و قلوبكم"
و الي اللقاء مع بنوتة جديدة و جبر الخواطر علي الله
0 التعليقات :
إرسال تعليق