بقلم /أشرف فوزى
تدريب الطفل على استقبال المشاعر المختلفة والاستجابة لها، يزيد من فرص نجاحه في الحياة العملية والشخصية مستقبلاً. ويمكن تدريب البالغين أيضاً على تنمية هذه المهارة.
تزيد المشروعات الاجتماعية والتربوية في العديد من دول العالم، والتي تركز على تنمية ما يعرف بالذكاء العاطفي للأطفال، اعتماداً على فكرة أن الأشخاص الذين ينعمون بالتوازن العاطفي هم الأكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة العملية الحديثة مستقبلاً.
لنقرب فكرة الذكاء العاطفي بأنّه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين.. وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين. القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي.. وذلك بالتعرف على ما يسبب هدوؤنا أو توترنا.. أو ما يشكل دافع السلوك الذاتي (نعرف على وجه الدقة ما الذي دفعنا داخلياً لهذا السلوك).. ونتعرف على حقيقة ما نريد بالضبط من المواقف الاتصالية.. ونتعرف تماماً على قدراتنا الاستجابية قدرتنا على التفكير بصمت قبل الرد.. ثقتنا الصادقة على قدرتنا على حل المشكلة وعلى إيجاد الرد المناسب.. قدرتنا على اتخاذ موقف وقرار وحكم ودفع الثمن إذا تتطلب الأمر).. وتعرفنا على شعورنا الشخصي يأتي بالممارسة اليومية والمستمرة على تقويم مشاعرنا والتعامل معها بجدية وتلقائية وتطوير وتلافي الأخطاء وذلك عبر التغذية الراجعة. أن تصمت ثم تفكر بدوافع سلوكهم وتفصله كلياً وبشكل خالص عن تقييمك لذاتك أو تتوقع أنّ شعور الآخر نابع تماماً من ردة فعله عليك.. فالمهم هو البلاغ الذي توصله أنت والبلاغ المتبادل.. وكذلك التواصل النسبي والمرن مع الآخرين ·
يشمل الذكاء العاطفي خمسة مجالات أساسية:
١- أن يدرك الإنسان عواطفه: فإدراك الذات، والتعرُّف إلى شعور ما وقت حدوثه، هما الأساس في الذكاء العاطفي، والتحكّم فيها يجعله يتصرّف تحت وطأتها. مثلاً عندما يكون الشخص مستاء من فعل ما، ويصبّ جام غضبه على الأشخاص حول
٢- إدارة العواطف: وهي القدرة على تهدئة النفس، والتخلص من القلق، وكبح التهجّم، وسرعة الاستثارة والفشل.
. ٣- تحفيز النفس: أي توجيه العواطف الشخصية في خدمة هدف ما والتفوّق والإبداع أيضاً،
. ٤- التعرف إلى عواطف الآخرين: أو التقمّص الوجداني (Empathy)، وهو القدرة على مشاطرة الآخرين مشاعرهم وتفهّمها. وهو أيضاً القدرة على فهم الحالة الذهنية لشخص آخر وتفهّم مشاعرهم
. ٥- توجيه العلاقات الإنسانية: أي تطوير ملكة توجيه مشاعر الآخرين، مثلاً إذا كان الشخص الذي أمامي مزاجه سيئ جداً، وفي الوقت نفسه أريد منه خدمة أحاول تغيير مزاجه وتوجيهه لينفذ طلبي بشكل سلس.
* تنمية الذكاء العاطفي تساعد الطفل، في كلّ المراحل العمرية، على التكيّف مع الضغوط التي قد تحيط به أو عند تعرّضه للمشاكل الطبيعية للنمو. فثمة جوانب أساسية للذكاء العاطفي تتمثل في معرفة العواطف واستقبالها والتعبير عنها، بالإضافة إلى محاولة تحقيق هذه الأخيرة وتنمية القدرة على امتلاكها.
الذكاء العاطفي عند الأطفال مسؤولية الوالدين:
*ربما لا يدرك الكثيرون بأنّ الذكاء العاطفي عند الأطفال ضروري جدّاً لتوازن معادلة شعورهم تجاه الأبوين. توجد في بعض العائلات مسافات طويلة وحواجز في العلاقات بين الأبوين وأبنائهما ويؤدي ذلك إلى نفور الطفل من الأب أو الام
الذكاء العاطفي للطفل :
*يعني قدرته على إحداث التوازن في مشاعره تجاه الوالدين، بحيث لا يشعر بالذنب في فترة لاحقة من عمره كلما تذكر بأنّه لم يكن يحب والدته السمينة أو أباه حاد الطباع.
* إنّ من الأمور المهمة بالنسبة للطفل والتي تساعد على نمو الذكاء العاطفي عنده: هو أن يرى أبويه يعاملان أصدقاءه بلطف وبالطريقة نفسها التي يعامل بها عندما يزور أصدقاءه. تلبية الحاجات الأساسية للطفل يجنبه الغباء العاطفي.
*هناك أيضاً موضوع اهتمام الطفل بألعاب الأطفال الآخرين؛ لأنّ بعض الآباء لا يعرفون اختيار الألعاب لهم حسب أذواقهم
بحيث إنّه يعتقد بأنّ والديه لا يبديان أي اهتمام بحاجياته. الذكاء العاطفي للطفل ينمي ذوقه:
الذكاء العاطفي للطفل يعتبر من الأمور المهمة التي تنمي ذوقه في المستقبل. فالطفل الذي يعيش في بيئة ينعدم فيها حس الاختيار الصحيح. لما يحتاجه يؤدي إلى انعدام الحس العاطفي للطفل في معرفة ما يحتاجه. وتصبح اختياراته خاطئة إن كان في الأُسرة أو المدرسة. وخير مثال على ذلك هو ذهاب الطفل للمدرسة بثياب تقل ترتيباً ونظافة عن ثياب زملائه في المدرسة. وقد يصبح الطفل عرضة لسخرية الآخرين بسبب كسل الأُم وعدم اهتمامها بهندام طفلها في المدرسة. ومثل هذا الأمر يجعل الطفل فوضوياً وذو ذوق ضعيف في المستقبل ليتخبط في حيرة
وهذه بعض النصائح المهمة لتنمية الذكاء العاطفي عند الطفل، وهي: -
* عدم حديث أحد الأبوين بالسوء عن الآخر، فمهما كان أحد الوالدين يعاني من مشكلة يجب ألا يتم تضخيمها من قبل الطرف الآخر. -
* عدم مشاجرة الوالدين أمام الأطفال؛ لأنّ ذلك يطيح بكلّ جوانب الذكاء العاطفي عندهم. -
* تعليم الطفل كيفية الشعور بالسعادة؛ لأنّ ذلك يساهم في إيجاد عاطفة ذكية ومتوازنة عند الطفل تجعله يفكر في الجوانب الإيجابية في الحياة قبل السلبية. - *تعليم الطفل بأنّه ليس هناك كمال في الحياة؛ لأنّ الإنسان معرض لارتكاب الأخطاء والمهم هو عدم الوقوع في الأخطاء نفسها بشكل متكرر. -
* عند احتدام المشاكل بين الزوج والزوجة يجب أن يتجنبا الحديث عن طلاقهما أو انفصالهما أمام الأطفال، لأنّ ذلك يطيح إطاحة كاملة بعاطفة الاتحاد في الأُسرة. - *مديح الأب للأُم ومديح الأُم للأب أمام الأطفال يساعد على نمو ذكاء عاطفي عند الطفل ويخلق عنده التوازن في الحكم على الآخرين. -
* احترام الأبوين لزوار أطفالهما يشعر الطفل بأنّه عضو مهم في الأسرة وذلك يساعده على احترام الآخرين بشكل عام في الكبر. -
* تشجيع الطفل على الإدلاء بآرائه أمام الآخرين والابتعاد عن عادة إسكات الطفل عندما يحاول المشاركة في الحديث أمام ضيوف الأبوين. -
* لا تعوّدي طفلك على الانعزالية أو عدم الاختلاط بالآخرين؛ لأنّ ذلك سينقص لديه الرغبة في التعلم من تجارب الآخرين. - *تعليم الطفل على عدم التفرقة بين الذكر والأنثى من حيث المعاملة، بل شجعيه على أنّ المجتمع يتكون من نصفين، أحدهما ذكور والآخر إناث. ·
اخيرا:
غياب الذكاء العاطفي عند الأطفال يعتبر أهم سبب في تشكل العقد النفسية عندهم. وأنّ أهم ما يمنح الذكاء العاطفي للطفل هو تعليمه منذ الصغر على كيفية حب الوالدين لأنّهما الكفتان الأكثر تأثيراً على توازن شخصية الطفل.
نمِ بالحب دماغ طفلك
-
تعليقات بلوجر
-
تعليقات فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
disqus
disqus
0 التعليقات :
إرسال تعليق