المهرجون على مسرح الجنون



 بقلم / شريف فتح
ي في الفيسبوك : ليلى لا تتزوج قيسا ، وقيس لا يصاب بالجنون من أجل ليلى ؛ فلا وقت لقيس للزواج الحلال ، ولا وقت لدى ليلى للبكاء والدموع والعيال في الفيسبوك : ليلى لا تأكلها الذئاب ، يأكلها صاحب قلم لديه خبرة عظيمة بشعاب الإنترنت والعذارى والأحلام والقلوب ، بكل خبث وتخطيط . في الفيس بوك ليلى تعرض نفسها في التك توك كل يوم من غرفة نومها وقيس لا ينتظرها بل هي تأتيه وتناديه في الفيسبوك : لا تترك سندريلا حذاءها للأمير سهوا ؛ فهي تتركه متعمدة بكل تأكيد . في الفيسبوك : لم تمت سنو وايت مسمومة بالتفاحة ، ماتت مسمومة بقصيدة شاعر ووعد مخادع وكاذب مع سبق الإصرار والترصد في الفيسبوك : لا يتقدم العمر بأحد ؛ فلا يوجد رجل مسن ؛ فكلهم فرسان القبائل ، ولا توجد امرأة قبيحة ؛ فكلهن ملكات جمال وأعواد فرنسية في الفيسبوك : لا تموت الأشجار واقفة ؛ فهم قبل موتها يجردونها من أغصانها أولا ثم قاماتها ثانيا ، وينتهون بأقدامها وجذورها . في الفيسبوك : الكل رومانسي حالم جدا ومتحضر جدا وصادق جدا ، والكل مثقف والكل أبيض ، والكل نقي والكل يطلب الجنة يوم الجمعة وباقي الأسبوع أجازة في الفيسبوك : الكل فارس، والكل شجاع والكل يطالب بالديمقراطية والكل يملك الحقيقة والكل بداخل الكل في الفيسبوك : الكل لديه شفافية ، ومصاب بتشابه الأفكار ، والكل يتغنى بتوارد الخواطر . في الفيسبوك : الكل ضحية العادات ، والكل مطية الفقر والكل ظلمته الظروف والكل تزوج ابنة عمه رغما عنه، والكل زوجته لا تقدر مواهبه المدفونة . والكل يشتكي والكل يغني والكل يرقص في الفيسبوك : الكل يتراهنون على القلوب والنساء والأعراض والنميمة والكبائر . في الفيسبوك : كل الأحلام وردية ، وكل الوعود بهية ، وكل الحكايات ثرثرية هنية ، ووحده الواقع أسود . في الفيسبوك : يفشل أصحاب الوجوه الواحدة ، والقلوب الواحدة والطيبة في الحفاظ على الكثير وينجح غيرهم لأنهم يمتلكون قواعد اللعبة القذرة في الفيسبوك : يحاولون المستحيل للوصول للعناقيد المرتفعة ؛ وحين تخذلهم أياديهم يصلون إليها بألسنتهم . في الفيسبوك : كلهم أبو العلاء المعري والبحتري وأبو تمام المتنبي ، وأبو فراس الحمداني ، وحاتم الطائي ؛ وفي الحب قيس بن الملوح وكُثير عزة . وأبو الفوارس عنترة . فى الفيسبوك : العالم كله أصبح في جهازك .. في غرفتك .. بين يديك .. أمام عينيك .. لكنك لا تملك منه شيئا أبدا الكل على مسرح الفيس بوك مهرجون والكل يصفقون والكل أغبياء وهم يعلمون بالطبع لا أقصد بهذا المقال كل الناس ولكن هناك فئة من المجتمعات تعرف نفسها جيدا وهم يختلون بأنفسهم في غرفهم الخالية أصحاب الأسماء الوهمية الناقمون طوال الوقت الناقدون لكل شئ التافهون
شاركه

عن Mizoohanaa

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus