عين الحقيقة .. بقلم / ابراهيم الدهش



وسط الحراك السياسي والازمات التي عصفت بالمنطقة العربية وما أفرزتها من إرهاب و حروب
وسفك للدماء ، إضافة الى ماخلفته من تقاطعات فيما بين البلدان العربية  ..
وهذه التداعيات و الاحداث التي حصلت في الساحة العربية لم تأتي بصورة عشوائية بل كان هناك تخطيط منظم و أستراتيجية عمل من دول كبرى لها تأثير مباشر في عموم المنطقة .. ومن المؤكد تتجه بوصلة الحديث الى امريكا وعلى رأس الهرم (ترامب) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، فمنذ توليه زمام أدارة الحكم بدأت ادارته بتطبيق خطة جديدة ومسار أخر أضافَت الى سياسية أمريكا صبغة معتمه اخرى  ، إعتبرها البعض منهجاً ذكياً و مدروساً ، حيث زرعت سياسته الهوجاء أفكاراً غير صحيحة ورسمت مخططاً مفادها ، ان الخطر الوحيد الذي يداهم  الأمة العربية هو ايران واخذ الاعلام المظلل دوره في الترويج الى تلك السياسية ، و أن إسرائيل هي حليف  يمكن ان يعتمد عليه للوقوف بوجه هذا الخطر . و للاسف وبكل سهولة صَدَّقَ بعض العرب هذه الفكرة و اندفعوا للعمل بها وقاطعوا من قاطعوه بسببهم  وأخذوا الحيطة والحذر من إيران و من الموالين لها و المحبين لها ، ونسوا وتناسوا في سرعة هرولتهم ما فعلته اسرائيل بالامة العربية منذ نشأتها ، بل و قبل قيامها على ارض فلسطين في عام ١٩٤٨ ، وما زالت تفعله حتى اليوم  في القدس و غزه وبقية المدن من قتل وانتهاكات واغتصاب وتدمير وتهجير ،  وأسدلوا الستار امام الجمهور عن منهجهم الاجرامي في الحروب العلنية والسرية والتصفيات الجسدية واغتيال العلماء والمثقفين اضافة الى الدور الخسيس الذي لعبته اسرائيل في تمزيق الأقطار العربية الواحدة تلو الاخرى ، و أمتد مشروعها الخبيث خارج المنطقة العربية ، علما ان سياستها الدنيئة
مستمرة والمطبعين يتهافتون عليها و يزورونها بصورة سرية، وخلف الكواليس يستقبلون وفوداً وأشخاصاً ومسؤلين وتحاك في تهاليزهم أقذر المؤامرات .. وبطبيعة الحال لا يعني ان ايران كاملة مكملة وسيدة المنطقة ، ولا يمكن ان يبرر مواقفها السابقة في الحرب العراقية الإيرانية وما واكبتها من تدخلات في شؤون العراق الداخلية .
ما اتحدث به الان هي حقائق عاشها الكثيرون و الواقع الحالي حتم علينا أن نسلط عليها الأضواء ، رغم القرار السابق الذي اتخذته في الابتعاد عن السياسة وما يدور في كهوفها المرعبة ، ولكن .. الحقيقة لابد منها ولا غبار عليها .. إن هذه الأحداث و ما يدور في فلك الأمة العربية كان لأمريكا واسرائيل دوراً مهماً واساسياً في غزو واحتلال العراق عام ٢٠٠٣ ، وتبقى النظرة الواقعية والشمولية في الفارق بين الاثنين ، اسرائيل عدو تاريخي متجذر وحضاري في الساحة ، ويهدد مصير ومستقبل ليس فقط العراق وإنما كافة البلدان العربية .. وهناك مثل قديم ، يقول
اذا تخاصمت سمكة مع سمكة أخرى في البحر فان إسرائيل هي من زرعت الفتنة بينهما ..
وهذا المثل له معناه ..
اما بالنسبة لإيران ورغم الروابط التي تجمع ما بين الطرفين فهي خصم او منافس سياسي إقليمي ، ومن الممكن حل الخلافات و الاختناقات بمرور الزمن وبطرق دبلوماسية هادئة وحوار شفاف ، فلو كان في العراق سياسيون حقيقيون يحترمون العراق و يفكرون في تاريخه وشعبه ، و هم فعلا من ابناء هذا البلد ، لوقفوا بوجه التغلغل الايراني بحزم وحولوا العلاقة الى علاقة متكافئة لا تابعة ذليلة . وهذا هو الواقع ، شئنا أم أبينا وخاصة في هذه المرحلة ، وللأسف هناك من يلقي اللائمة على الولايات الأمريكية بانها السبب في كل مآسي العراق منذ بداية الاحتلال ولهذا اليوم ، ناهيك عن ما فعلته قبل ذلك ، وفي حساباتها أنها من (ستحرر العراق من الاحتلال الايراني)، يبقى موقفا ليس محيرا فقط ، وإنما لايمكن اعتباره الا ساذجاً او غير محسوب بطريقة صحيحة اذا احسنا النية وميزنا العدو من الصديق .

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus