وسط أجواء الليل الحزينة ، والليل بأستاره يطوي شراع السفينة أكتب إليك ، وقد أوشك القلب أن ينفطر ، وأن تقطع أوصاله ، ويُلقي باليم فينتحر ، فلم يعد في العمر وقتٌ لهذا الصُّراخ وهذا العويل ، فالروح لم تهدأ ، ولم تمض الحياةُ كما أريد منها أن تكون ... فلم أعد أحتملها غماَّ وهمّا وشكوي وأنين.
كل يوم يمر عليّ أراه كسيف يطعن فيّ الحياة ، يغتالُ طموحي ، ويحطم فيّ الكبرياء ، وأشفق علي نفسي .. فأمسك بقلمي وأحضن أوراقي ، أفُرغ ما بصدري بكلمات خرجت من السنين ، لا أدري لمن أكتبها.... ألقلبٍ يفهمني؟ أم لعين تعلمني؟أم لإحساس رقيق ٍ؟
أكتب إليك والروح قد أوشكت علي الهروب من بين حنايا الفؤاد ، فقد احتملتْ الكثيرَ والكثيرَ معي ، وتوددتُ إليها أن تستكين ، وتحني الهامة للقدر ، وتخضع ، ولكن أبتْ وتململتْ ، وأوشكت علي الرحيل ، وترك ما كان ، وترك الزمان ، والواقع الأليم وأن تحيا للخيال ، وترسم الأحلام ، وأن تبني لنفسها قصراً في الهواء، تسكنه أميرة ٌ ، وأن تغضّ الطرفَ عما تعيشه من حياة غريبة، يملأها الزيف والخداع، حياة لم يسلمْ منها إنسان ، ولم ينجُ منها ذلك القلب الذي يشبه قيسًا في هواه.
مسكين يا قيس لم تجمعك الحياةُ بليلاك ، ولم يطبْ لك الهوي ، ولم تشفع لك أهات الرجاء وأنَّاتُ الدعاء ، في التراب وضعوك ... وأخذوا منك الحياة َ ولم يعطوك ، وأوحشوا ذلك القلب الذي كان الحب مسكنه .
أتسأل بيني وبين نفسي لماذا يُفرغُ القلم كل هذا العذاب ، ويخرجه من مرقده ، ويململ القلبَ في معبده وتهيم الروح في الفضاء باحثة عن جسد آخر ، وحياة غير تلك الحياة. !!!
بقلم// شريف فتحي
0 التعليقات :
إرسال تعليق