د/أحمد مقلد
اليوم هو بمثابة بداية لتوجيه النظرة المتعمقة نحو علاقة الرجل مع المرأة وأسلوب التعامل وذلك من خلال عمل فني جديد وربما كانت سلسلة المقالات السابقة في ذات السياق قد وضحت مدي إرتباطنا بذاتنا ومع كل محاولة لكشف غموض ظلمتها نعرف كيف نصيغ حاضرنا وكيف يكون مستقبلنا.
فالرجل هو سلطان في بيته وصاحب حكمة لذويه ومصدر الفخر لعائلته بأفعاله وتميز إنجازه فنظرته تكفي لتوجيه من هم في رعايته من أفراد العائلة لتوفر عنصر الخبرة والنابعة من تجارب الحياة ويتم صقلها مع مرور السنين ومع مرور العمر تضع السنين لمستها في صورة خطوط تضفي على الرجل المهابه وتوضح مقدار ما تحمله خلال طريقه لحفظ عائلته وصون ذويه.
والشريك الثاني من اللوحة هو الأنثى بمفهومها الحاني والداعم للرجل خلال مسيرته في طريق الحياة فهي شريك نجاح. لا ليست شريك نجاح!! بل هي النجاح. فالأنثى هي الام التي تلد وتربي وترعي ومع مراحل نمو ابنها تغرس فيه القيم والمعارف وتجعله واجهة مشرفة وهذا دور من الأدوار وإذا كان هناك اخت فإنها هي خزينة الاسرار والحضن الذي يختبئ فيه أخيها لينال منها الدعم والمشورة بعيدا عن الخوف والمهابة في مواجهة الوالدين.
وحين يجد هذا الشاب من يرق لها القلب وتنتفض لها المشاعر يسعي للزواج منها في إطار شرعي تحكمه التقاليد والعادات ولكونه قد نال شريكه في الحياة فقد اكتملت له بداية تجربته في بناء عائلة جديدة بفكر مختلف أو متقارب مع فكرته عن العائلة من خلال ما حصله خلال نشأته في اسرته الاولي بين الوالدين.
وما بين الشراكة والمقاربة الفكرية للرجل والأنثى تتضح فكرة جلية أن الحياة تشبه صفحة السماء الصافية ومع حدوث حوار وتبادل أدوار بين الرجل والمرأة كانت تكتمل البنية الضابطة لإستمرار الحياة من خلال علاقة التبادلية وليست الندية فالرجل يشبه الشمس في حرارتها وسعيها الدائم لإحاطة العائلة بالدفء والحنان وتوفير مورد العيش وتحقيق إحتياجات العائلة.
ومع قيامه بدوره لابد من قيام المرأة بصفتها القمر الذي يضيئ الحياة برقي تعاملها وعذوبة رعايتها ودعمها فهي التي اذا وجدت الحياة يشتد وطيسها وتزيد منغصاتها تتحول لتكون مصدر الدعم وسبيل الحل لضمان العيش بلا منغصات والسيدة هي الحياة بجمالها وثقافتها ورقيها وإبداعها وكل سيدة تشبه زهرة في بستان الحياة والسيدة التي تنسي دورها وتتخلي عن انوثتها لتدخل في صدام وتحاول أن تشرق في موضع الشمس وبهذا يحدث الخلل فلكل دوره وموضعه الذي لا يجب ان يتخلى عنه فهل يعقل ان يخرج علينا الشمس والقمر الا في حالة قيام القيامة.
نعم يا من تقرأ هذه الكلمات مع محاولة السيطرة على جميع الادوار وسلب ذوي الادوار من موضعهم وكينونتهم لاي سببا كان يحدث الصدام العائلي وذلك ربما لأسباب عدة فربما كان رغبة في السيطرة او إحساساً بالتعالي للفارق المال والنسب والعائلي. لذا فاني ابشركم بشرة واضحة إذا اجتمع القمر مع الشمس وإذا ارادت المرأة السيطرة والقيام بسلطة (الرجل والمرأة) مع السعي لإلغاء دور الرجل فاني أبشركم بقيام النهاية والانهيار للأسرة ولهذا دائما تنهار الأسر وخاصة في أول سنوات الزواج وذلك لأسباب عدة نوجزها فيما يلي : (فقد الاسرة دورها والمجتمع والمدرسة والبيئة لتوضيح بيان الادوار الواجب القيام بها والتي يناط بصاحبها تحمل دوره في ظل الظروف المتغيرة ولكن لكوننا قد اصطبغنا بالمدنية وانسلخنا من الهوية بدافع التحضر فصرنا لا نعرف دور الرجل ولا واجبات المرأة).
ومع كل اشراق وضياء للقمر تنير الحياة وتستمر الايام السعيدة بين التبادلية وعدم النمطية فالحياة تقوم علي التغاير رغم صفة الديمومة في القوانين والضوابط الحاكمة لضمان استمرار الحياة فلماذا لا نكون نحن الحياة ونقدم بأيدينا مبادرة جديدة لتوعية الشباب المقبل علي الزواج بأهمية كلا الدورين في نجاح العلاقة المثلي بين الرجل والمرأة مع التوعية بالمشاكل النمطية باعتبارها مشاكل متكررة وكيفية التغلب عليها وتكون تلك المحاضرات وجوبية مع القيام بعمل مقابلات مباشرة مع متخصصين لبيان القيمة والغرض من الزواج وهو تحقيق الانس والمودة والرحمة والدعم والمؤازرة. ومع توضيح فكرتي اعتذر لمن تعارض معي فهذه وجهة نظري ولك ان تضع وجهة نظرك لمناقشتها معك فهل تقبل ان تبادلني الحوار.
0 التعليقات :
إرسال تعليق