واعمل في حبك إيه بقلم:د/ حنان إسماعيل





ذات مساء وأنا أستمع لأغنية الست أم كلثوم ..وأحب تاني ليه...شرد ذهني قليلا وحدثت نفسي، ولم لا؟ وهل معنى أننا تقدمنا في السن أن نحجر على قلوبنا؟ وهل معنى أننا أنجبنا وأصبح لدينا أبناء كبار أن نصدر حكما بالإعدام على قلوبنا؟
تذكرت تلك الليلة التي دعيت فيها لزفاف ابنة إحدى صديقاتي، يومها ارتديت أحد فساتيني والتي اعتز بها، لونه أحمر قاني، وقد أخذ شكل الجسم، مع فيونكة كبيرة من الخلف اتخذت نفس طول الفستان وقد طرزت بخرز وخيوط ذهبية أظهرت الفستان كتحفة فنية.
هذا الفستان مع لمسات مكياج خفيفة، جعلتني أبدو كفراشة زاهية الألوان، تلفت نظر كل من رآها. وفور دخولي إلى القاعة انتبه الجميع إلي ودخلت وأنا في غاية الخجل وقد توردت وجنتاي. قدمتني صديقتي إلى أقربائها وأصدقائها، منهم من صافحني ومنهم من قبل يدي ، لكن هناك واحد ، وواحد فقط من اهتز له قلبي، وارتعدت له أوصالي، ولم تر عيني غيره بعدها في المكان، انزوينا جانبا، وأخذنا نتعارف ،حكى لي كل شيء عنه وعن ظروفه، وانا أيضا شرحت له كل ظروفي. أفصح لي عن اعجابه بي ورغبته في الارتباط، أعطيته رقم هاتف ابني ليتواصل معه، وكانت المفاجأة.
رفض ابني زواجي بصورة نهائية وتحدث معه بطريقة غير لائقة، وعندما جاء إلى المنزل قال لي : كيف تفكرين في الزواج في هذا السن، وكيف استبدل والدهم بآخر، وأقسم أنه سيقاطعني هو وإخوته في حالة إصراري على اتمام هذه الزيجة.
لم أكن أتصور أن أبنائي بهذه الأنانية، فكم ضحيت سنين طوال من أجل راحتهم وسعادتهم، وعندما شعرت أني قد أديت رسالتي وأتموا تعليمهم والتحقوا بوظائف مرموقة، هم الآن يقفون في وجه سعادتي.
لكن أمام إصرارهم وعنادهم وقسمهم بأنهم سيحرموني من وجودهم في حياتي تراجعت عن قراري، ودموعي ملء العين.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus