اسمع ابنك.. بقلم /الكاتبة. رحاب رشاد





كم من طفل يعيش فى أسرته وحيداً وعندما نقول أسرة فيتبادر إلى الأذهان الأسرة فى الماضى،الماضى القريب حيث كانت هناك أسرة متماسكة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ،أمن وأمان أم حنونة أب طيب إخوة متحابين أسرة صغيرة تنتمى لأسرة اكبر أسرة يهتم افرادها ببعضهم البعض كل له حقوقه وواجباته فى بيت يضم فى جنباته العطف والإحترام .أم وأب هم القدوة لأطفالهم على الرغم من عدم نيل أحدهما أو ربما كليهما تلك الدرجات العلمية العالية وعدم اطلاعهم على وسائل التربية الحديثة .فقد كانت الفطرة والتربية الدينية والعادات والتقاليد هى أساس التربية آنذاك .فهل تذكرون عندما كنا نعود من المدرسة كيف كان استقبال الأم لنا ؟وكيف كنا نبدأ فى سرد تفاصيل اليوم لها وكيف كانت تستمع بكل اهتمام وحنو ،الأم التى كانت لاتبخل بالنصيحة نعم نصيحة كلها حب تحمل فى طياتها خبرة عظيمة فى الحياة وتقلباتها وكيف كانت عباراتها حانية حازمة عند استشعار خطأ أو خطر ما .كان الأب والأم هما دليل الطفل الوحيد الذى يهتدى به لمواجهة العالم الخارجى لذلك كنا ننشأ فى بيئة نفسية وصحية سليمة وسلوكيات بعيدة كل البعد عن التطرف .فأين نحن من كل هذا اليوم؟! أين الآباء والأمهات من حياة أطفالهم غاب الإنصات والأهتمام ربما الإنشغال بالعمل وإزدحام الحياة بالمشاكل والمنغصات والتركيز على تأمين حياة الأطفال مادياً من تعليم وترفيه وسفر .ولكن هل فكر أحد الآباء أن يتوقف للحظة ليسأل طفله الصغير .هل ما أوفره لك هو حقاً ماتريد؟هل انت سعيد ؟ماذا يدور فى رأسك الصغير هل تحتاجنى إلى جوارك ؟ياترى ماالصورة التى ترانى عليها يابنى ؟هل استغنيت عنى ياطفلى بما تحمله يداك الصغيرتان من هواتف محمولة تنظر من خلالها إلى العالم ترى ماذا تخبرك هذه الهواتف الذكيه عندما تلجأ اليها لحل مشكلة ما أو ربما سؤال دار فى مخيلتك وعندما سألتها هل وجدت إجابة قاطعة لحيرتك هل وجدت ضالتك فى وسائل التواصل الإجتماعى هل وجدت الحنان المطلوب وجدت من يهتم بك ربما أصبح وجودى كعدمه لديك  فأصبح هاتفك رغم صغر سنك هو الرفيق والصديق بل بديل أمك وأبيك ؟!!!ولم لا فأنا من عملت ليل نهار لتحصل عليه لأعوض غيابى  وعدم اهتمامى بك . لاتندهش ياصغيرى فأنا مازلت أعمل وأعمل لأهديك الطراز الأحدث منه .نعم فأنا من فعل بك هذا أنا من ضيعتك وتركتك تشكو آلامك وتبث أفراحك لهاتفك وأصدقاؤك فى عالمك الإفتراضى .فهل تسامحنى ؟هل من فرصة أخرى نعود لنلتقى كأسرة نغلق فيها هواتفنا المحمولة ،فرصة لتتحدث معى نعم،أريد أن أسمعك أعلم أن ثمة شئ تريد أن تخبرنى به وإنه سيدور بيننا حديث شيق فلك يابنى أسلوب رائع وطريقة جميلة فى الكلام حتى الحروف التى تتلعثم بها أشتقت لسماعها أشتقت لك وأريد أن أسمعك .

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus