جنة عدن بقلم/ ابراهيم الدهش






الاهوار مستنقع مائي ضخم يمثل وحدة جغرافية طبيعية ومن اغنى مناطق العالم من حيث التنوع الحياتي بمياهه العذبة والذي سكنها الانسان وعاش على خيراتها ووصفها الباحثون على انها (جنة عدن ) حيث الماء والخضراء والوجه الحسن
ويعود تأريخ نشئتها الى خمسة الاف سنة مضت وتعتبر الاهوار محطة استراحة الطيور المهاجرة من بلدان العالم المختلفة وموطن الجاموس والبقر والأسماك فهي كنز من كنوز الأرض .  استوطنها السومريون وانشأوا الحضارة في الألف الرابع قبل الميلاد وتقدر،مساحة الاهوار ب ٧٧٠٠كم٢ وجميعها من البحيرات الكبيرة وفيها جزر صغيرة سكنها الناس وزرعوها اضافة الى ان الاهوار تعرضت عام ١٩٩٢ الى اكبر جريمة تجفيف في العالم مما تسبب في انحسار المياه وتملحت الارض وظهرت الامراض
ان كلمة الاهوار تطلق على الاراضي المنخفضة بعضها مغطى بالنباتات المائية والقصب والبردي والاخر  مفتوح تسمى البُركه
تقع الاهوار في الجزء الجنوبي او السفلي من وادي الرافدين وتضم اهوار جنوب العراق بين مدينتي العمارة شمالا والبصرة جنوبا وشرقا وسوق الشيوخ غربا
لكن هناك مشكلة  شحة المياه والإهمال  وعدم وضع برنامج خاص وألية صحيحة كان لها الأثر في القضاء على ذلك السحر الخلاب الذي يمثل عبق التاريخ وامتداد الحضارات و للأسف ﻻ يعرف الاهوار  ألا من عاش على ضفافها ومارس الحياة فيها أو لربما  من فهم أسم التاريخ وأسم الحضارة فالأهوار عالم فريد الأصل محيط بكثير من الخيرات والنعم .. أنت وأثناء حضورك عندما تتعشق أنفاسك بأنفاس الطيور وتتأرجح كلماتك بأمواج  المياه الهادئة تتأمل حكاية  التأريخ المفعم بالمواقف التي جسدت عمق وعراقة الحضارة السومرية أنها لم تكن خيال بل كانت صورة حية وشواهد من الحضارة لتلك البيئة التي تمثل فعلآ امتداد التاريخ الحضاري للعراق . الأهوار باتت اليوم تشكو الكثير  و عدم الرعاية والاهتمام بها يخلف من جراء ذلك الهجرة وترك ما هو أصيل ونابع من أصالته .
الأهوار تمثل نظامآ بيئيآ فريدآ يكمن عبر عدة قرون في أدامة وتنوع هائل من الحيوانات والنباتات بطبيعتها الساحرة وبمساحتها الكبيرة التي  ساعدت في تطوير أسلوب حياة متميز .. واليوم نضع اقلامنا لتناديكم بمد يد العون والمساعدة لإعادة ذلك المجد وتلك الحضارة ..
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus