«رامي علم الدين » يكتب.. وداعاً صديقي فولد



كتب/ إياد رامي

 المدرسة واحدة  .. مدرسة العنصرية
إرهاب العدوِ واحد.. في فلسطين المحتلة و الولايات العنصرية المتحدة، ما بين العرق الأبيض والأسود في أمريكا ، صاحب الأرض المقدسة وبين التائهون في أرض رب موسى.
نعم؟
نفس العقلية .. نفس الأسلوب
نفس اسلوب التطرف والهمجية والتحفيز للدين واللون، والحقد على البشر شركاء الوطن، لاشك أن أفارقة أمريكا هم من بنوا أمريكا، وحملوا على عاتقهم عقود من الزمن لتصل إلى الدولة رقم واحد في العالم، إلا أن ربما مجهوداتهم ما آلت محل تجاهل واحتار من قبل السادة البيض.
دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس نفس الأسلوب من التنكيل وسياسة الإقصاء في أرض فلسطين المحتلة، فلا احترام لكبير ولا رحمة لصغير أو تقديس لدين ، أو شرف ، نفس الانتهاكات الوحشية التي تعيدنا إلى زمن الغاب، زمن ما قبل الحضارة الإنسانية، زمن القتل المجاني تحت راية احترام القانون، أى قانون، وأي حق لقتل الأبرياء بالمجان؟

 كان يمكن أن أكون أنا، كان يمكن أن يكون أنت عزيزي القاريء.. واقعة تأرخ عنصرية الأمريكي ضد الجنس الآخر، وتنسف معاني الحرية والمواطنة، لطالما تغنت أمريكا بالعدالة والمساواة والحرية، شعار الغاضبين في منيابوليس إحتجاجا على قتل المواطن الأسود"جورج فولد" إختناقا تحت أقدام شرطي أبيض أقل مايوصف بالعنصري لم يرحم أو يفهم أن وظيفته تنفيذ القانون، وليس إنهاء حياة الأبرياء، لقد كان المشهد صادما، حكايات تروي حقد البيض على بناة أمريكا الحقيقيين، أصحاب الوطن والأرض، لقد نسي الشرطي أن وظيفته ليست قتل الناس أوتعذيبهم، لم يرحم توسلات الضحية "إني أختنق ..لا أستطيع التنفس " !
الشعوب الحرة لاتقبل بالظلم لأنهم يدركون أن الضحية التالية ربما يكون هو أو إبنه أو أحد أقاربه، السلام والعدالة وجهان لعملة واحدة، الإحتجاجات تعم مينابوليس وتتحول لتدمير كل شئ، وانتقلت إلى العديد من الولايات الأمريكية آخرها نيويورك العاصمة الاقتصادية لأمريكا في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي والأمريكي من جراء كورونا.

لاشك أن من ذاقوا طعم حرية الرأي وعاشوا في مناخ حق التعبير ونهلوا من ينابيع الثقافة والمعرفة مستحيل أن يرضوا بالإستبداد، وانتهاك حياة البشر، ولا أظن أن واقعة "فولد" ستمر بسهولة وسيكون لها تابعتها القاسية على الباحثون عن حقوق الإنسان، العالم لن ينسى، والتاريخ لا يرحم .
وحتى يحين ذلك.
سلاماً على من تغني بالحلم الأمريكي البائس.
وداعاً يا صديقي فولد.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus