الضمير .. ضمير مستتر بقلم / ابراهيم الدهش






 درسنا في قواعد اللغة العربية  أنواع مختلفة من الضمائر ، وتعايشنا ولمسنها في فترة من حياتنا اليومية ، ونعلم جيداً إن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ، وهناك من شباب الامس افضل من شباب اليوم واقولها بملئ فمي .

.. حتى كبرنا ، والضمير نفس الضمير لم يحرك ساكناً... ولكن بأشكال عدة ، فتارة نجده مستتراً ، وتارة ضميراً غائباً ، او ميتاً والغالب نجده متحركاً تحركه قذارة السياسة او المصلحة او الانتهازية او الطائفية او المذهبيةمع اتجاه بوصلتهم ، وبما يخدم مصالحهم الشخصية ،

 وبوسع المرء ان يستحضر الكثير من الحالات التي وجدنا فيها من لا ضمير لهم ، او باعوه في سوق سوداء للتداول والتنافس والمنافع الخاصة وكيف تبلدت عندهم الاحاسيس وماتت المشاعر وانعدمت المبادئ ، التي يتحدثون عنها وغدا عندهم المعروف منكراً ، والحق باطلاً ، والوطنية ارقاما وحسابات ، وانجازاتهم حكايات مليئة باللصوصية ...
،والخلاصة إضعاف رصيد الأمل في كل شيء.
نتحدث عن الضمير ، لأننا وجدنا من لا ضمير لهم يصرون على اللعب على أوتار الانقسامات والحساسيات الطائفية والمذهبية، والأخطر والأسوأ على حد سواء. هو انهم جعلوا الخلافات المفتعلة اكثر فائدة لمصالحهم من التفاهم عليها ، ولم تعد هواية الخلاف عندهم مجرد دفاع الواحد عن مصالحه تجاه الآخر ، بل تشكل احترافاً لتأمين تلك المصالح على حساب مصلحة الوطن .
لأننا وجدنا من لا ضمير لهم يلهثون مسعورين في طرح شعارات كبيرة في الوطنية، وقداعطوا دروساً فيها في التفاعل الوطني والعمل الوطني، والاجماع الوطني ، والراية الوطنية ، باتت عندهم هذه الشعارات سلعة ، مجرد سلعة تثير الارتياب من المقاصد المتلطية وراءها
مقاصد تركز على التقليب في كل ما يثير الخلاف والجدل العقيم الذي يراد منه دفع الناس لمزيد من الالتفات الى الوراء لا نتجاوز تجاذبات ومنغصات الحاضر وصراعاته ولا نتخطى سلبيات الماضي واوجاعه.
ونتحدث عن الضمير لانه بموت الضمير وجدنا البعض من يمارس فاشية دينية، ومن يمعن في إيصال جرائمه الى الذروة او الى القاع

 قتلوا الأبرياء حتى في المساجد و دمروها مع المآذن ، ومارسوا كل ما يخرج عن نطاق العقل... انتهكوا الحرمات وفعلوا كل ما ينعش الفرق والملل والنحل والعبث والفجائع ، وخلق المتاريس والخنادق لننكب على قتال لن يتوقف قبل إنهاء الآخر افاالقاتل هنا بطل هناك والمجرم هناك بطل هنا!!

وحين يغيب الضمير نجد الذين يمارسون السياسة لا يقصدون منها سوى غايات شخصية...
ونجد من يمارسون التشهير والقذف والتحريض والتسقيط بأبرز الشخصيات المؤثرة بما فيها الرجل القدوة....!
 ونشروا الكراهية والحقد بين الأديان والمذاهب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبانواعه وكان الإعلام المظلل هو الرفيق الحميم لهم ، ومنهم من تجاوز كل الحدود والأخلاق وكأنهم يمارسون مهمة وطنية ، وحين نجد من يشحن أفئدة الفقراء والمساكين بالكلام عن أولوية الحق لهذه الفئات وهم يستغلونهم ويستثمرون حاجتهم، ويحولون دون استدراك ما هو ضروري، وحين يبالغ البعض فى الأمل ولا يجد منه سوى المغالاة في الخيبة،
يحدث ذلك واكثر حين ينعدم الضمير.. السكوت، الانتهاز، الهروب، النفاق، التغافل، التواطؤ، الانضمام الى ما يشين سراً او علناً او بالواسطة هو مشترك في تغييب الضمير، او سبب إضافي للحاجة الى صحوة ضمير..
اين تلك الضمائر الحية من انتهاكات؟؟ 
 اين هي من السبي والتشريد والغدر والحرق والسلب  اين .. اين ..؟اين الدين الذي نتحدث فيه المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا و مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..
فهل تصحو الضمائر الميته من سباتها ام يبقى الضمير .. ضمير مستتر؟!!
.. وإن اصاب الضمير صحوة يوما ما وانتفض من سباته
وحتى ان اصابته نوبة فزع ليصحوا لكي يدرك مافاته  ، فإن عقلة ومصلحتة الخاصة سوف تحول بينه وبين صحوة ضميره
الضمائر قد ماتت منذ زمن بعيد 
قد مات ضمير الاخ الذي يرى معاناة الأخت لكن مصلحة عائلته وراحة زوجتة تحول بينه وبينها
كيف يتكلم ويكون الحق لها ؟
والضمير الميت يهمس في أذنه ليل نهار
وضمير الزوج الذي لا يكاد يحرك ساكنا ولاتدفعه الغيرة على زوجتة وهو ينتظر بضمير عاش في سبات اللامبالاة لمعاناة الزوجة حتى يضع في جيبة ما يدخل من وارد كل شهر من عرق جبينها ومعاناة الحياة المريرة الخالية من الحب والمودة التي جعلها الله سبحانه (وجعل بينكم مودة ورحمة )
ليست السياسة والمناصب فقط مات ضميرها بل الضمير نفسه نسى أن اسمه ضمير لانه لا يوجد من يذكره ويحركة ألا ما ندر...
شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus