كثيرا ما نتوه وسط ضغوطات الحياة بإختلاف البيئات والظروف
التى يمر بها كل منا إلا اذا عدنا الى تاريخنا الانسانى فمن الممكن وقتها ان نعود مرة أخرى الى مسارنا الصحيح ..
ان الانسان هو الكائن الاكثر تطورا من الناحية العقلية فقد خصه الله بالعقل ووهبه الجانب العاطفى ..
وكلمة انسان بالمعنى الدينى أنه يمتلك روحاً .
ويستطيع ان يتكيف اجتماعيا ويميز الجمال ويتزوق الفن والادب ويطرب للموسيقى .وهذا ما يقوده الى الابداع والتطور الثقافى
ومع التطور وظهور الاديان السماوية للهداية .ارتقى الانسان بفكره وأصبح لديه قواعد نظمت الحياة البوهيمية التى ظل يعيشها لعقود وقد وضعت الاديان السماوية اسس العلاقات وأخلاقياته مع ربه وهو من الاولويات ثم مع الافراد من حوله ..
وظل الاختيار العقلى هو العامل الاساسى للتمييز والتعايش مع الاخرين فى ظل قواعد محكمة ثابته..
ووهب الله للانسان التمكين فى الارض هو من ضمن الاختيارات
فأصبح قادرا على اختيار عقيدته وآداء شعائره وعباداته دون ان يمنع او يجبر على عبادة بعينها .وان يكون مخيرا وليس مجبرا من اسمى معانى الانسانية
هذه هى الحرية التى يحلم بها المخلصين فى كل الأزمنة
فأين نحن من فطرتنا ؟
فما يحدث من مذابح للأقليات فى العديد من المدن
(الهند .الروهينجا ..الايغور .فلسطين .سوريا .شيعة .سنة . اليمن..يهود تطرف دينى فى العديد من البلدان
فنحن تقريبا أصبحنا نعيش فى كوكب متناحر لا يصلح للحياة الآدمية
فكل ما يحدث فى تلك البلدان ماهو الا تعصب للمعتقدات أو فرض عبادات او أطماع فى الارض او الثروات ...أدى الى تصفيات عرقية ومذهبية ..
فما يحدث لهو بعيد كل البعد عن الانسانية وفطرتها التى خلقنا عليها
لقد وضع الله القواعدوالاسس للبشرية لذلك لابد من التعاون فى عمل الخير وإصلاح الارض والتخفيف من آلام الآخرين فعلينا ان نتصرفركأمة واحدة دون النظر الى أى تصنيف .فنحن جميعا مخلوقات الله وجعلنا الله أمة واحدة ...
قال تعالى (ان هذه أمتكم أمة واحدة )
والرحمة صفة انسانية ألا نرحم بعضنا بعضا..
فرؤية المذابح هنا وهناك دون تحريك ساكن ليس من الطابع الانسانى والسكوت عنه أفقدنا هويتنا الانسانية
فنحن جميعا داخل تلك الدائرة .
فالظلم هو أبشع جريمة يرتكبها الانسان فى حق نفسه ..وفى حديث قدسى (يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى فلا تظالموا )
فقد أصبح الجهاد الحقيقى هو جهاد النفس وهو جهاد ضد نوازع الشر لكى تنتصر الانسانية على الشيطان
الذى يقودنا الى العداوة والبغضاء
فمن أقوال الانسان العالم فاروق الباز ..
ان العرب قد ترجموا العلوم اليونانية ولم يقاطعوها لأنها وثنيه فالحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها اتبعها
والانسان الذى لايتواصل مع الأخرين لمجرد تعصبه لفكر او ديانة او مذهب او شخص ينتهى علمه
ومن روائع هشام الجخ الشاعر العربى المصرى
انا مصرى موريتانيا وجيبوتى وعمانِ مسيحى وسنى وشيعى وكردى ودرزى وعلوى انا لا أحفظ الاسماء
اتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا
هجرنا ديننا عمدا فعدنا الأوس والخزرج .
فيوماً سنجمع لؤلؤنا المنثور فى كل مكان .فنحن باقون وهذا القلب موصول .
فكفوا عن ظلم بعضكم بعضا فنحن خُلِقنا بقلب انسان
اما آن الآوان بعد للتمسك بطبيعتنا البشرية ورد المظالم ورفع الظلم ورد الحقوق!
0 التعليقات :
إرسال تعليق