صبي الميكانيكي بقلم: د/ حنان إسماعيل






كانت سيدة تقود سيارتها وسط زحام السيارات، وبينما هي شاردة الذهن، تعصف بها الأفكار، وتصارع دموعها، إذا بصوت صياح صبي في العاشرة من عمره يجعلها تنتبه من أفكارها، وتنظر إلى مصدر الصوت ، فإذا بميكانيكي يتناول مفكا كبيرا وينزل به ضربا على رأس الصبي الصغير الذي يعمل لديه، فقط لأنه أخطأ في مقاس المفك المطلوب منه.
توقفت بالسيارة جانبا بجوار الورشة، وما أن رآها الصبي حتى أمسك بها بشدة واحتمى بها وكأنها أمه، نظرت إلى عيون الصبي وتوسلاته والدموع التي تذرفها عيناه، فوجدت نفسها تصيح في صاحب الورشة وتنهره على ضربه الصبي بهذه القسوة، فتشجع الصبي بحمايتها وأخذ يسب في صاحب الورشة.
ووجهت السيدة كلامها إلى الصبي، لقد حرمني الله من نعمة الأبناء فهل تأتي معي إلى المنزل؟
ابتسم الصبي وهز رأسه موافقا، فركب معها السيارة وانطلقا، سألته عن والديه، فنكس رأسه قائلا : لقد توفت والدتي ، وتزوج أبي من أخرى، وهي لا تطيق وجودي بالمنزل وتضربني كثيرا، فهربت من المنزل ، وبحثت عن عمل إلى أن وجدت تلك الورشة والتي أعمل فيها نظير أكلي ومبيتي بها، ولكني ألاقي من المهانة يوميا مالا يتحمله بشر.
قالت السيدة لا تقلق لقد أرسلني الله إليك لأعوضك عما وجدته من أوجاع، وسأعيدك إلى المدرسة مرة أخرى وأحقق لك كل أمنياتك.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus