كتبت الاعلامية رؤى مظلوم :
في سياق تمكين الانسان العربي وتزويده بمخزون معرفي شامل يجعله قادراً على معالجة التحديات التي تواجه حياته فقد رأيت من خلال مسؤوليتي الاعلامية أن أقدم بعض الافكار الايجابية لمعرفة الصفات الشخصية للفرد وبعض الحالات التي يمر بها الانسان في حركة حياته اليومية ليكون على بينة من واقع أمره وتجنيبه الضبابية التي تجتاح الافكار الشبابية في هذا العصر الضبابي المتراكب الذي ضاعت فيه الحقيقة في زحمة التحديات التي نواجهها جميعاً...
فمفهوم الانعزال والانعزالية والانطواء والانطوائية قد كثر تردده في هذه الايام فكان لابد من تسليط الضوء على هذه المصطلحات التي نحن بأمس الحاجة للتعرف على ادراك وفهم والوعي بمضامينها ....
العزلة : هي انخفاض التفاعل مع المجتمع المحيط و الآخرين ....
العزلة ليست مرض كالتّوحّد أو غيره من الأمراض النّفسيّة الّتي تغلب على الشّخص ...
العزلة قضية ارادية وفي يد صاحبها....
الشخص المنعزل يلجأ عزل نفسه ف بعض الاحيان ليتأمل وليعيد حساباته و يرجع التّفكير في ما فعل و في ما قال في الفترة الماضية ، فهي صفاء للذّهن لتحديد الأهداف ووضع الخطط لبلوغها.
الانطواء : مشاعر شخصيّة و ذاتيّة ، فقد يشعر بالنقص و عدم الاعتزاز و الثقة بالنّفس و يشعر كذلك بالحرمان و عدم الرضا عن ذلك الفرق الكبير بين حياته الواقعيّة و الحياة المفعمة بالحيوية و الانتعاش الاجتماعي الّتي تدور في مخيّلته و يطمح إليها.
الشعور بالوحده : العديد من الأشخاص يتواجدون يوميّا خارج المنزل و يشعرون بالوحدة ، فهذا الشخص غير منعزل و لكنّه يشعر بالوحدة.
يمكن للوحدة أن تكون لأسباب وراثيّة أو لأسباب عائلية تنشأ في المنزل من مشاكل و نحوها ، أو لمعاملات خاطئة تصدر من الوالدين بحق طفلهما ، لهذا السبب الشعور بالوحدة يكون منذ الصغر في سن الطفولة و لكن أعراضها تظهر عند سن المراهقة المتأخّرة أي من 15 إلى 20 سنة و أعراض الوحدة و الانطواء كثيرة ....
الوحدة و الانطواء بين الأبناء :
- الذكور أكثر أنطواءً من الاناث لأن حياة الفتاة محصورة بين البيت و المدرسة و زيارة الأقارب فقط أي متعوّدة على الوحدة نوعاُ ما .
- الشاب تتطلّب منه الحياة مخالطة الناس بكثرة بهدف التّعرف على الأماكن الجديده وبالتالي فان الشاب أكثر خروجاً من المنزل من الفتاة فوفق ذلك فان شعور الشاب بالوحدة ينقلب الى شبه صّدمة ينقلب الى شعور بعدم الرضا و الملل.
فالشخصية الانطوائية تميل عادة الى الهدوء والتفكير العميق والابتعاد عن الناس ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الأضواء ولا يحب أن يكون محط الاهتمام.
ما هي الشخصية الانطوائية وماهي المنفتحه ؟
العلماء قاموا خلال أبحاثهم بوضع ملامح الشخصية الانطوائية وتصنيفها خلال سنوات الستينيات من القرن الماضي كما أوضحوا أن الفرق الأساسي بين الشخصية الانطوائية والشخصية المنفتحة يكمن في المصدر الذي يستمد كل منهما طاقته منه:
- الشخص الانطوائي يحتاج الى بيئات هادئة حالمه بعيدة عن الصخب لكي يستعيد طاقته.
- الشخص المنفتح يستمد طاقته من البيئات الحيوية الصاخبه ضمن التجمعات البشرية.
- يمكن أن يجمع الانسان بين صفات انطوائية وصفات منفتحة في آن واحد , فلا يوجد أنسان انطوائي بالمطلق فالانطوائية طيف كامل كذلك التوحد له درجات عديدة.
فما هي صفات الشخص الانطوائي؟
يمكن أن نختصر هذه الصفات كما يلي :
- الشخص المنطوي يفضل الكتابة على الكلام, بحيث يكتب أفكاره على أوراقه الخاصة أو في رسالة مكتوبه خاصة قبل استعد اده على عمل شيء ما ., دائم التفكير ومتأني طويل قبل أخراج كلماته المضبوطة والدقيقة والمراعية لمشاعر الناس .
- الانطوائي يجب بل يعشق البقاء وحيداً منعزلاً باعتبار العزلة ضرورية لسعادته وصحته وشعوره بالرضا عن نفسه.
- الانطوائي يمارس نشاطات فكرية متنوعه خلال فترة العزلة كالكتابة والرسم، و الأنشطة الترفيهية حيث ينخرط في بعض الألعاب و مشاهدة الأفلام .
- الانطوائي يستمتع بالأنشطة والمناسبات الاجتماعية لكنها تستنفذ طاقته وقواه , ولذلك يتحول الى عزلة يمكنه من أعادة شحن طاقته التي فقدها .
- الانطوائي ليس تعيساُ وان ظهر عليه التعاسة , وكذلك الشخص المنفتج الذي يبتسم كثيراُ قد لا يكون سعيداً , فمهوم السعادة بين الاثنين مختلف , فسعادة الانطوائي هي تدفق مشاعر الرضا حول علاقاته وإنجازاته الحياتية، وبتعبير آخر أنها السعادة الهادئة السلسه , وقد يتعرض الانطوائي لمرض الاكتئاب الذي يصيب النفس والجسم ويؤثر على طريقة التفكير والسلو ك فيحدث العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية وصولاً الى انعدام الرغبه في الحياة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق