هل البحر جسر الخلاص.. ام مقبرة الاحياء بقلم / عكاب سالم الطاهر





من الساحل البرتغالي ، وتحديدا ، من مدينة
برشلونة ، اقلعت بنا السفينة .
 كانت تبتعد رويداً .. رويدا ، وبالتالي كان
الساحل يبتعد هو الاخر .
ظلت عيني شاخصة نحوه . عن يدٍ ترتفع
باشارة التوديع .
اختفى الساحل ، واختفى الامل بمودع
ما ..
كانت لحظات قاسية ، ان تغادر بدون مودعين.
التوديع صلة بالمكان الذي غادرتَه . حبل تواصل مع من غادرتهم . وحين تغادر بلا
مودعين ، معنى ذلك اما انه لا يوجد مودعون
اصلا ، او انهم موجودون ، ولسبب ما لم يحضروا .
ايا كانت الاسباب ، فان الشاطئ غاب ، ومعه
غاب الامل بمودع ما .
     لماذا الاهمية للتوديع ؟
ولكن لماذا هذه الاهمية التي اعطيها للتوديع ؟
انا مغادر وعلي الا التفت الى الوراء.
الصديق الذكي ، الذي يلتقط حبات الذهب ،
حتى وان كانت ضمن صومعة من التراب ،
صديق الطفولة الغضة ، التربوي گاني ياسين ،
طمأنني بان من يستقبلونك سيعوضون عن
غياب المودعين.
 كان الصديق گاني متفائلاً . ولستُ ادري
لم . لكن التفاؤل مطلوب حتى وان صاحبته
مبالغة ما . التفاؤل جرعة مشجعة . نحتاجها
كثيرا.
                السفينة ؟؟
ليس مصادفة ، ان يكون معي كتاب ( السفينة) ، للروائي العراقي من اصل فلسطيني ، جبرا  ابراهيم جبرا .
 الان هي المرة الثانية التي اقرأها . المرة
الاولى كانت في ( 14 -- 1 --  1995 ).
حسبما مدون لدي .
وخلاصة الرواية :
مجموعة من الناس ، تسافر من بيروت الى
موانئ البحر الابيض المتوسط .بعظهم عراقيون  وفلسطينيون . تنتهي احداث
الرواية في مدينة نابولي الايطالية ، بانتحار
الطبيب العراقي فالح . وعودة جثته الى
بغداد مع زوجته لمى وصديقه عصام
السلمان .
     جسر الخلاص
 الاديب جبرا وصف البحر ، بانه جسر
الخلاص .
لكن كثيرين يخالفونه . اذ يرون ان البحر
صانع الارامل واليتامى . وانه مقبرة الاحياء.
المساحات الزرقاء ، الواسعة جدا  ، للبحر
تعطي مدى لا نهائي .
وركوب البحر يقترن بقلق غير قليل . وهو
قلق مشروع ..
****               
اغلقت كتاب رواية السفينة ، فيما كانت
الباخرة تقترب من الشاطئ ل للاطلسي.
 وبخلاف غياب المودعين ، كان الشاطئ
مزداناً بالمستقبلين .
 وفي مقدمتهم رئيس قبائل الازتيك ..

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus