ذهب عن يومها ولم يذهب عن قلبها، لا تزال تتذكر همساته، لمساته، حتى نظراته الحانية، لم تزل تشم رائحته في ملابسه التي تعلقها على شماعة غرفة النوم لتراها أمامها متى خلدت إلى النوم، ليبقى عبيره آخر ما تتنفسه قبل نومها.
ومرت السنون، وبدأ الأبناء يكبرون، وتتزايد طلباتهم، ومصاريفهم، فاضطرت إلى أن تتزوج.
تقدم إليها رجل لا بأس به، ولم يعترض على رعايته لأبنائها، فقالت لا بأس. ووافقت على الزواج.
لكنها منذ اليوم الأول بدأت معاناتها، فهي دائمة المقارنة بين تفاصيل يومها مع زوجها الراحل والحالي، كان زوجها الأول أنيقا ، رقيقا، وكان يطلب منها أن تكون عروسة، في كامل زينتها وأناقتها ونظافتها كلما أتاها، كانت تعشق علاقتهما الحميمة، أما هذا الرجل فالوضع مختلف تماما، كان يرجع من عمله يرتمي عليها دون أن يأخذ حمامه، ولا يترك لها الفرصة هي أيضا لتأخذ زينتها، كان زوجها يتصل عليها لبضع دقائق أثناء عمله، فيلقي على مسامعها كلمات الغزل والاطراء على أدائها أثناء علاقتهما الحميمة الأخيرة ، فيزيد ذلك من حماسها بأن تكون أفضل في اللقاء الجديد، أما مع زوجها الجديد فهي تشعر معه بالاشمئزاز، تشعر وكأنها فقط ماعون يلقي فيه نفاياته ليهدأ، مما يجعلها تجري إلى الحمام لتتخلص مما تعلق بها من نفايات.
لم تستطع أن تكمل حياتها مع هذا الشخص المقزز المثير للقرف، وطلبت منه وضع نهاية لهذه المهزلة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق