د/ حسام الشرقاوي يكتب /الــمــرأة هـــى الــمـجـتـمـع كـــله بـــشـــرط





كان أبائنا وأجدادنا يقولون لنا بأن
المرأة هى ( نصف المجتمع  ) .
وقالوا لنا أيضا بأنها ( النصف الحلو ) .
وقالوا لنا أيضا بأنها ( الجنس اللطيف ) .
وقالوا لنا أيضا بأنها ( كل شئ طيب ) .
أنا أتفق معهم فى ذلك بأنها نصف المجتمع والنصف الحلو والجنس اللطيف بل وكل شئ طيب فى هذه الدنيا .
ولكنى أختلف معهم بأن تكون الند بالند للرجل لأن الله تبارك وتعالى خلق الرجل بمقومات ومكونات تفوق المرأة جسديا وفكريا وعقليا . مع الأخذ فى الإعتبار بأن هناك نساء يتمتعن بقدرات فكرية وعقلية فى بعض الأحيان تفوق عقلية الرجل ولكن بنسبة ضئيلة للغاية لأن هذه سنة وشريعة الله تبارك وتعالى فى الأرض .
فقد أخبرنا بذلك الله تبارك وتعالى فى محكم التنزيل
بسم الله الرحمن الرحيم
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
صدق الله العظيم .
سورة النساء من الآية رقم ( 34 ) .
ويكون التفضيل هنا بالإنفاق أيضا فقد يتساوى الرجل والمرأة فى المال . أو الجاه . أو الحسب والنسب . أو يكونوا شركاء فى عمل إستثمارى . أو شركاء فى تجارة .
فيكون الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا .
ولأن الله تبارك وتعالى أرثى القواعد وأنزل شريعته حتى يعرف الرجل حقوقه وماله وما عليه . وللمرأة مالها وما عليها . فيجب على كلا الطرفين الإلتزام بأوامر ونواهى الله وأن يعطى كل طرف من الطرفين حقوقه بما يرضى الله ورسوله .
وعندما نقول الرجال قوامون لا ننكر بذلك حق المرأة بأن دورها هنا قوى وفعال بل لها دور أساسى وقوى فى بناء الإنسان وتطويره .
ولكن الله تبارك وتعالى حدد لنا لماذا هذا التقويم حيث خلق الرجل بقوة جسمانية
إنّ معطيات الرجل النفسيّة والخُلُقيّة تختلف عن معطيات المرأة كما تختلف طبيعتها الأُنوثيّة المُرْهَفَة الرقيقة عن طبيعة الرجل الصُّلبة الشديدة
كما قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . (((  المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ))) .
فنُعومة طبعها وظرافة خُلُقها تجعلها سريعة الانفعال تجاه مُصطَدمات الأُمور . على خلاف الرجل في تريّثِه ومقاومته عند مقابلة الحوادث  .
 فالمرأة في حقوقها ومَزاياها الإنسانيّة تُعادِل الرجل
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ
هذا في أصل خلقتها لتكونَ للرجل زوجاً مِن نفسه أي نظيرَه في الجنس فيتكافلان ويتعاونان معاً في الحياة الزوجيّة على سواء فلها مثلُ الذي عليها من الحقّ المشترك وهذا هو التماثل بالمعروف أي التساوي فيما يعترف به العقل ولا يَستَنكِرُه .
 لكنّ الشطر الذي يتحمّله الرجل في الحياة الزوجيّة هو الشطر الأثقل والأشقّ فضلاً عن القِوامة والحماية التي تُثقل عبء الرَجُل في مزاولة الحياة الأمر الذي استدعى شيئاً من التَميز في نفس الحقوق الزوجيّة ممّا أوجب للرَجُل امتيازاً بدرجة وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ
  وهذا التفاضل في الذات والمُعطيات هو الذي جعل من موضع الرَجُل في الأُسرة موضع القِوامة
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم
 إنّ الأسرة هي المؤسَّسة الأُولى في الحياة الإنسانيّة وهي نقطة البدء التي تؤثِّر في كلّ مراحل الطريق والتي تُزاول إنشاء وتنشئة العنصر الإنساني وهو أكرم عناصر هذا الكون في التصوّر الإسلامي وإذا كانت المؤسّسات التي هي أقلّ شأناً وأرخص سعراً كالمؤسّسات الماليّة  والصناعيّة والتجاريّة وما إليها ـ لا تُوكِل أمرَها عادةً إلاّ للأكفاء من المرشّحين لها ممّن تخصّصوا في هذا الفرع علمياً ، وتدرّبوا عليه عمليّاً فوق ما وِهبوا مِن استعدادات طبيعيّة للإدارة والقِوامة ، فالأًولى أن تُتَّبّع هذه القاعدة في مؤسّسة الأُسرة التي تُنشِئ وتُنشِّئ أثمن عناصر الكون ، ذلك هو العنصر الإنساني .
 والمنهج الربّاني يراعي هذا ، ويراعي به الفطرة والاستعدادات الموهَبة لشطري النفس ـ العقلاني والجسماني ـ لأداء الوظائف المَنوطة بهما معاً ، كما يراعي به العدالة في توزيع الأعباء على شطري الأُسرة الواحدة ، والعدالة في اختصاص كلٍّ منهما بنوع الأعباء المهيَّأ لها ، المُعان عليها مِن فطرته واستعداداته المتميّزة المتفرّدة .
 والمسلَّم به ابتداءً أنّ الرجل والمرأة كلاهما مِن خَلْقِ اللّه - وأنّه تعالى لا يريد ظلماً بأحدٍ من خَلقه - وهو يُهيِّئه ويُعدّه لوظيفة خاصّة ، ويمنحه الاستعدادات اللازمة لإحسان هذه الوظيفة -  وقد خلق اللّه الناس ذكراً وأنثى زوجين على أساسِ القاعدة الكلّيّة في بناء هذا الكون - وجعل من وظائف المرأة أن تَحمل وتَضَع وتَرضع - وتَكفُل ثمرةَ الاتّصال بينها وبين الرجل -  وهي وظائف ضَخمة وخطيرة وليست هيّنة ولا يسيرة - بحيث يمكن أنْ تؤدّى بدون إعداد عضويٍّ ونفسيٍّ وعقليٍّ عميق غائر في كيان الأنثى .
 فكان جديراً أنْ يَنوط بالشطر الآخر ـ الرجل ـ توفير الحاجات الضروريّة - وتوفير الحماية كذلك للأُنثى كي تتفرّغ لأداء وظيفتها الخطيرة - ولا يُحمَل عليها أن تَحمل وتَضع وتَرضع وتكفل ثُمّ هي التي تعمل وتكدّ وتسهر ليلاً وتَجهد نهاراً لحماية نفسها وكفالة ولدها في آنٍ واحدا   فكان عدلاً كذلك أن يُمنح الرجل من الخصائص في تكوينه العضويّ والعصبيّ والعقليّ والنفسيّ ما يُعينه على أداء وظائفه هذه الخطيرة أيضاً - وكان هذا فعلاً  وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
وفيما يلى ستعرفون مقصد كلامى وأنه على حد معرفتى وثقتى فى ما أقول هو الصحيح من خلال خبرتى وتجاربى معهم . وكل منا له وجهة نظره سواء يتفق معى أو يعارضنى فهذه حرية شخصية . والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .
مع العلم والتذكرة بأن لكل قاعدة شواذ ... بمعنى ليس كل الرجال ( رجـــــال ) ....... ولا كل النساء ( نـــســـاء ) لابد من وجود من يخرج منهم عن المألوف والمتبع . فمن الرجال من يتشبه بالنساء ... ومن النساء من يتشبه بالرجال سواء فى الشكل أو الإسلوب أو أشياء أخرى لايصح من الأدب والحياء التحدث فيها فهم ملعونون لعنة شديدة من عند الله عز وجل ...
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء - والمتشبهات من النساء بالرجال ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ما بلغ عن رب العزة سبحانه وتعالى .
فأنا أتفق معهم فى أنها النصف الحلو والجنس اللطيف بكل ما تحمل الكلمة من معنى وفهم وتوضيح .
ولكنى أختلف معهم كل الإختلاف كليا وجزئيا فى ذلك وأقولها بكل صدق وصراحة وليغضب من يغضب ويثور من يثور ويهاجمنى من يهاجمنى - بان المرأة هى نصف المجتمع - بل أنا على إقتناع تام ويقين وكلى ثقة فى كلامى بأن المرأة هى المجتمع كله وهى كل شئ طيب وجميل ورقيق فيه - فهى مستودع الحب والحنان الربانى بل هى معمل تفريغ للحب والحنان والعاطفة والذى خلقه الله تعالى ووضعه فى قلبها لتشبع به أهلها ثم بعد ذلك عندما تتزوج تشبع زوجها منه ومن بعد ذلك أبنائها
وأودع الرحمة والغذاء فى صدرها ليضع الزوج رأسه عليه ويرتشف رشفات من الدفء الخالى من الخوف والقلق بعد عمل يوما شاق - ومن بعده أطفالها ليرتشفوا هم أيضا منه الغذاء الربانى وليشعروا بالأمن والأمان على صدرها , وجعل يديها وسادة ليرتمى الزوج بينهما ليشعر بالدفء والحنان - وينام أطفالها عليها ليشعروا بالراحة والحماية والطمأنينة .
ولـــــــــــــــــــــكـــــــن بـــــشــــــــــرط
******************************
لكى تكون المرأة المجتمع كله بل وهى فعلا وبكل صدق المجتمع كله يجب عليها طاعة الله عز وجل وإتباع سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك طاعة زوجها وأولى الأمر منها مالم تكن فى معصية الله تبارك وتعالى .
وأن تعطى الزوج كل حقوقه الزوجية والشرعية وأن تلبى كل ما يطلبه منها دون كلل أو ملل إذا كان ما يطلبه منها الزوج فى طاعة الله ولا تغضب رب العزة سبحانه وتعالى . كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
ولكى يجد الزوج زوجته كما يريد فعليه هو أيضا أن يطيع الله تبارك و تعالى كما أمره فى معاملة زوجته وأن يتبع سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى ماقاله فى حق النساء وتنفيذ وصية نبيه وشفيعه يوم لاشفيع بعد الله يوم القيامة سواه .
وأن يعطى الزوجة كل حقوقها من حب وحنان ورعاية وإهتمام . وأن يتقى الله فيها وفى تعاملاته معها فى كل شئ . وأن يعاملها بما تحب هى حتى يراها كما يحب هو .
فالمرأة لاتريد من الرجل إلا أن يهتم بها ولا يقسو عليها ويكون سندا لها وحصن أمان وصدر حنون . ولايهينها أمام الناس والأولاد والأشد قسوة من ذلك أمام نفسها فهى تحب فى الرجل ... الحب والحنان والاهتمام والكلمة الحلوة الجميلة والرعاية ووكل شئ يشعرها بأنها أنثى وكل شئ فى حياته ، ولاشئ سوى ذلك - وإن فعل الرجل هذه الأشياء إمتلكها برضاها تماما -
ولاتنسى عزيزى الرجل :-
فهى فى البداية كانت أمك , ثم صارت منها أختك - ثم صارت بعد ذلك زوجتك- ثم صارت منها إبنتك. فهل بعد ذلك تهينها ((( أفلا تعقلون ))).
فإن كنت تحترم أمك سترفق بأختك وتصون زوجتك وتحمى إبنتك وتصون عرض بنات المسلمين ,
هـــــــمــــــســـة فـــى أذن الـــــــر جــــــا ل
وأقــــصـــــد الــــــــر جــــا ل
//////////////////////////////////////////////////
إن أحسنت إليها وعاملتها معاملة حسنة كانت الخير كله وأدخلتك جنة الله على الأرض قبل أن ترى جنة الله فى السماء - وإن أسأت إليها وأغضبتها كانت الشر كله وأدخلتك نار جهنم على الأرض قبل أن تراها فى الأخرة - وهى العطاء كله بما تشمله الكلمة من معانى حين تعلم إنك فى إحتياج إليها - وتكون فى أعلى قمم العطاء عندما تشعرها بقيمتها واحتياجك إليها- وقد أوصانا الرسول الكريم ونبى الرحمة للعالمين  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بها فى خطبة الوداع وقال أستوصوا بالنساء خيرا - أستوصوا بالنساء خيرا - أستوصوا بالنساء خيرا وكررها ثلاث مرات ليوضح للرجل أهميتها والتشديد على تنفيذ هذه الوصية للمرأة  .
فهل بعد كل ذلك نقسو عليها ونهينها ونستخف بها ونعذبها - بل يجب أن نحافظ عليها بكل قوة - وأن نضعها فى أعيننا ونغلق عليها جيدا خصوصا عندما شبهها أيضا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بالقوارير وهو أرق أنواع الزجاج الذى إذا ضغطت عليه بيديك العاريتين إنكسر
رفـقـا بالـــنـــســـاء - رفـــقـــا بالـــقـــواريـــر - رفـــقـــا بالـــمـــرأة .
وحبا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترفقوا بنسائكم
وأختم مقالى بالحديث الشريف للنبى محمد صلى الله عليه وسلم
((( خيركم . خيركم لأهله . وأنا خيركم لأهلى . ما أكرم النساء إلا كريم . وما أهانهن إلا لئيم ))) .
فجعل المنزلة العليا الرفيعة عند الله لأحسن الناس خلقا مع أهله . وأكثرهم إحتراما لهم . وأوفى بأداء حقوق أهله . ويراعى مشاعرهم . لأن ذلك هو أساس صلاح العلاقة الأسرية . ويكون بالتالى أساسا أصيلا لصلاح المجتمع كله
هل تتفقوا معى بأنها المجتمع كله







شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus