مع قدوم الشهر الكريم نجد بعض الأمهات تتسأل عن كيفية ترسيخ مبادئ الصيام لدى أطفالها وعن التوقيت المناسب الذي نبدأ فيه في تعويدهم على صوم شهر رمضان ،وبحلول هذا الشهر الكريم لابد أن نتخذه فرصه لتربية أطفالنا على العبادات وطاعة الله وتنشأتهم على خير مايكون من الصفات والأفعال والقيم والأخلاق الحميدة .
أما عن التوقيت المناسب الذي نبدأ فيه بتدريب أطفالنا على الصوم فهو يختلف من طفل لأخر فسن تعلم الصوم هو سن الإطاقه للصيام فالأولى هو التدريب متى رأت الأم في طفلها المقدرة من حيث الوضع الصحي والبنية الجسدية لطفلها ،فربما يصوم طفل الست سنوات ويقدر ،بينما طفل التاسعة لا يستطيع الصوم فمتى إستطاع الطفل الصيام دون مشقه له أو ضرر محقق لصحته فيجب أن يأمر ولا نتهاون في ذلك حتى لا يتهاون الطفل عند بلوغه في الصيام .
إحرصي على تعويد طفلك على الصيام تدريجياًفلا يجب الإنتظار حتى يصبح الصيام واجباً ويتفاجأ الصغير بأن عليه الصوم لمده تزيد عن ١٥ساعة متواصلة فإبدئي بتعويد طفلك على الصيام من العصر إلى المغرب أولاً فهي فتره مناسبة له في البداية فمن ناحية لا تضيع عليه وجبة الإفطار في الصباح التي يحتاجها جسمه الصغير لنمو ومن ناحيه أخرى يشارك الكبار لحظة الإفطار عند المغرب ،ثم زيادة المدة تدريجياً لتصبح من الظهر إلى المغرب وهكذا حتى يصبح الطفل قادراً على صيام اليوم كاملاً .
شجعي طفلك وكافئيه عند الإفطار بهديه بسيطه أو التصفيق له والثناء عليه أمام الجميع.
وضحي لطفلك معنى الصوم وأنه ليس فقط إمتناع عن الطعام والشراب بل هو إمتناع عن قول وعمل كل مايغضب الله،وإشرحي له عن تكريم الله لهذا الشهر ونزول كتابه الكريم فيه ،إقرئي له قصصاً لأبطال خاضوا حروباً أثناء الصيام وإنتصروا،وركزي معه على السلوكيات والقيم الإيجابية.
إشعري طفلك ببهجه رمضان وإظهري له طقوس الفرحة لحلول الشهر المبارك ببعض الأفعال البسيطة مثل فانوس رمضان وبعض الأعمال الفنية الجماعية التي ستظل لها ذكرى جميلة في أذهانهم ولابد أن تعلم كل أم أنها لا يجب أن تصر على إكمال الصوم إذا تعب الطفل وشعر بالإرهاق حتى لا يتسب ذلك في كرهه للعباده أو يتسبب له في الكذب أو مضاعفات مرضية وهو ليس من المكلفين فينبغي عدم التشدد في أمر الصيام .
وأخيراً إعلمي كل أم أن تعويد الطفل على الصيام مثل أي مرحلة جديدة في حياته تحتاج إلى صبر وجهد كبير ويجب تذكير طفلك أن الله فرض علينا الصوم حتى نشعر بالفقراء ونتعلم الصبر وأن الصائم له أجر عظيم وأن الله يتقبل دعاء الصائم فالصائم له دعوة لا ترد.
بقلم /سارة أحمد الساعاتي
ماجستير الصحة النفسية والتربية الخاصة
0 التعليقات :
إرسال تعليق