إستراحة مقاتل ...بقلم د .شيماء عراقى





الرجل المصرى ..هو ذاك المقاتل ..
دائما ما اكتب عن المرأة ودورها فى المجتمع..وتأثيرها فى بناء المجتمع ...
ولكن حتى لا نكون غير منصفين...فى ظل وباء قد يأكل الأخضر واليابس..
لا ننسي فضل الرجل ..فهو مقاتل قديم ..فى ساحة حرب لقمة
العيش والسعى وراء الرزق...وتأمين حياة أسرتة...من مطلبات
حياة لا تنتهى..
فى زمن قهر الرجال ...وتلك الدوامة التى يدور فيها ..ولا يجد لنفسه سبيل راحة ..فهو دائم السعى وراء لقمة العيش ..فنجد أحدهم يعمل أكثر من مهنة فى نفس الوقت ..غير مكترس بصحته وراحته..لا يهنأ له بال ولا جفن إلا وقد بات فى جيبة ما يكفى رمق أبنائه من مصاريف...لابد وأن تتوفر بأى ثمن
...كثيرا ما يصادفنى من يحمل مؤهلات عليا بل ومن يحمل درجات الماجستير والدكتوراه ويعمل أعمال متواضعة..
لا يخجل منها ..ولا يبالى ..ضاربا وراء ظهره الشكل الإجتماعى والمظهر ..فقط ما يعينه هو كسب قوت يومه..
..ان تلك الحياة  اليومية بصعابها التى بات الرجل بين أنيابها
كفريسة تقاوم كى تبقى على قيد الحياة متمسكا وعيونه على أطفاله..فيخرج مع نهايه يوميه به كل علامات الألم والجرح
فيغفل معتمدا ويضمد جراحه كى يستطيع أن ينهض ويستعد لمعركة تجدد كل يوم ..
جاءت كورونا ..فذل ذاك الرجل المقاتل...وكسرت أنيابه..
ليحاصر فى عرينه...خوفا على ما بقى له من صحة...
ويعانى ألام لقمه العيش ..ويكون فى منتصف نيران عقله
وصراعه بين حفظ نفسه ولقمه ابنائه...هل يخرج ليكسب قوته
فيعود محملا بفيروس قد يقضى على نفسه وأبنائه..ام يبقي فى مكانه فيقضى عليه من شده جوعه وابنائه
و منهم الان فى منزله... مجبر ...فالآن حان وقت راحته وشحن ذاته
وتجديد رخصة قيادتة ليبدء بعد حين فى طريقة السريع الملئ بمطبات حياته..

حقا انها استراحة مقاتل..
وقبل انقضاء ذاك الوباء وجب علينا أن نشير اليه ونشيد بدوره فى حمل أعباء الحياة وثقل ألامها على كتفية..وهو مكبلا قدمية.. محنى الظهر... أمام لقمة عيش أبنائه ورفاهية
أسرتة..
الرجل هو ميزان الكون ...وأله الزمن ..لا ننكر فضله ..لا نغفل دوره..
فلتستريح قليلا أيها الرجل ..ولتأخذ هدنة..ولتعقد سلاما مع ذاك الجسد المنهك...من ويلات حروبك اليومية...
سلاما عليك عزيزى المقاتل

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus