أزمة أخلاق .. بقلم / دعاء سنبل





أصبحنا نعاني من أزمة أخلاق.. الأخلاق هي ثمة أو طبع يتطبع بها الإنسان،وسلوك يكتسبه من المجتمع ومن المحيطين به ،والأخلاق أما أن تكون حسنة أو تكون سيئة .

المجتمع ليصبح سوياً يجب أن يبنى على الأخلاق والمبادئ والقيم ، لكن مع الأسف أصبحنا في مجتمع بلا أخلاق وبلا مبادئ وبلا قدوة حسنة يكُتسب منها صفات حميدة أين دور الاسرة وأين دور الأزهر وأين دور الكنائس وأين الأعلام يجب على كل هؤلاء التكاتف لغرس القيم والمبادئ والوازع الديني لدى الشباب .

ولكن حال الشباب أصبح سئ للغاية أصبح الشباب منعزل عن الواقع ومتقوقع داخل غرفته على  مواقع التواصل الأجتماعي وأصدقائه على الشات ، التي يكتسب من معظمهم مبادئ خاطئة تجعل منه شاب بلا هوية وسلبي، وعلى الرغم من أن هذا حال معظم شباب هذا الجيل ، لكن لاننكر أن لدينا شباباً متميزاً يتقن العلم والعمل ، وهو في حاجة إلي القدوة والمناخ المعين على الالتزام الخلقي .

أننا نرفض الحالة الراهنة للشباب العربي بسبب تفشي بعض السلوكيات السلبية الناجمة عن التطورات الهائلة فى وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وما قد تبثه من مضامين إباحية وأفكار منحرفة مما يضاعف من التحديات التي تواجه هذا الشباب .

 أزمة  الأخلاق جعلتنا  في زمن الطيب به يوصف بالسذاجة والخبث  والمتكبر والمتملق الذي يضع قناعً ليرمي آخر تِبعاً للمواقف والظروف ليمشيَّ مع التيار أياً كان ويركب موجة إصطياد  الفرص ويؤمن بأن الغالب هو  الأكثر تملقاً كما يبدو بغض النظر عن المبدأ ليُشار له في المجتمع على أنه الذكي الذي عَلِمَ منذ اليوم الأول كيف تُدار الأمور ليصبح بذلك المثل والقدوة على حد وصفهم، ناهيك عن آخر صرعات وصيحات الموضة الرقمية ألا وهي المشاعر الإلكترونية المُصطنعة المتبادلة مؤخراً على مواقع التواصل الإجتماعي والتي تحمل في طياتها واقعاً مغايراً كلياً للظاهر المراد إيصاله للعلن، فقد أصبح تطبيق الفيسبوك على سبيل المثال تطبيقاً للنفاق الإجتماعي ولمراقبة الأخرين والتدخل في شؤونهم الخاصة ليكون مِنبر من لا منبر له من الجهلة والآفاقين وتجار الدين  ليتحدث كلاً منهم بأمور العامة من سياسة وإقتصاد وعلم إجتماع وعلوم الدين وغيرها الكثير إلا أنه لا يقرب  لهم  بأي صلة أو علمٍ  لا من قريبٍ ولا من بعيد بل على العكس ساهم مساهمةً ليس لها نظير في العمل على نشر كمٍ هائلٍ من المعلومات المغلوطة والعارية عن الصحة والتي أثرت سلباً وبشكل مباشر على المجتمع و ناهيك عن الإستخدامات الخاطئة له والسلوكيات المرتبطة  به التي لم تُحقق الغاية التي وُجِدت من أجلها والتي هي في نفس الوقت لا تُعد ولا تحصى وصولاً لبعض أصحاب الدولة والنفوذ والعاطفة  الذين جمعوا الألقاب والمناصب وتنقلوا من موقعٍ لأخر في وقتٍ سابق ليُصبح شغلهم الشاغل الإنتقاد والتمرد بلا هدف ولا أساسيات وتدمير عقول الشباب وعمل غسيل مخ لهم ليصبحوا خاضعين لهم وهذا أكبر تدمير لجيل بأكمله ، يجب على كل أسرة مراقبة ابنائها بأستمرار وغرز القيم والأخلاق من الصغر وتعليمهم مبادئ الدين بشكل صحيح حتى لا نترك أي مجال للتأثير عليهم ويجب على كل أب وأم أن يكون قدوة لأبنائهم من أجل بناء جيل صالح نافع لنفسه ولمجتمعه "فانما الأمم الاخلاق مابقيت فإن هم ذهبوا أخلاقهم ذهبت " .

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus