عندما نتحدث عن دور المرأة وأهميتها في المجتمع فإنه حديث شيق وممتع و مهم للغاية في آن واحد ، لما لها من دور فاعل وحقيقي في نموه وازدهاره .
يتفق معي الكثير في مكانتها و رقيها فهي الشمعة المضيئة في البيت و ضياءه البارق وهي الابتسامة الصادقة التي تعيد الحياة للأسرة ، و رغم جمالية وعذوبة و رقة الحديث .. لايكفينا مجلدات في وصفها لما تمتاز من مكانة ومنزلة عظيمة .. وسنكتفي بالحديث عن دورها في النهضة العلمية للمجتمع حيث كان وما زال للمرأة حضور واسع في المجتمع الإسلامي منذ ظهوره ، ربما يفهم البعض أن دورها يقتصر على إدارة الأسرة وكانت جاهلة غير متعلمة ومهام مسؤوليتها لم تتعدى إلا الانجاب والطبخ والغسيل .. هذا جواب خاطئ فقد كانت بمثابة المعلِّم والمُتعلِّم ، إضافةً لدورها في الإفتاء والاستشارات ، ويزخرُ التاريخ الإسلامي بالكثير من الأمثلة التي تُبيّن أهمّية دور المرأة في نهضة العلم ، فكانت السيدة زينب ع وبلاغتها وخاصة في خطبتها الارتجالية المعروفة لدى الجميع والخنساء الأديبة والشاعرة إضافة إلى مكانتها وقوة وشخصيتها في المحتمع والعالمة عائشة الباعونية، والكثير من المؤمنات لايسع المقام بذكرهن والتحدث عن دورهن الرائد في نمو ونضج المجتمع الإسلامي و لفترات متلاحقة حتى نتوقف عند واقعها الحالي ، وفي نسب واحصائيات أساتذة مختصين في هذا المجال . وهل حافظت على دورها المسؤول وفق للتطور والتقدم التكنولوجي والحضاري !!
فقد أشارت الإحصائيات إلى أنّ نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار في الدول الإسلامية والعربية لا تتجاوز 5.6%، بينما تقارب 39.7% في الدول الإسكندنافية، أما في الدول الأوروبية فقد وصلت إلى 31%، وفي الولايات المُتحدّة الأميركية وصلت إلى 17.6%، للاسف الحقيقة كما مبين في الجدول الى تردّي وتدهور وضع المرأة العربية و خاصة عند مشاركتها في مراكز اتخاذ القرار وصناعته .
من هذا الإيضاح لابد من المرور عند اهم الأسباب التي ساهمت في تردي مكانتها ومشاركتها ، فالبعض منها تعود الى أصول ضاربة في جذور المجتمع تتعلق بالاعراف والتقاليد والطابع القبلي ، وتعود البعض لعوامل سياسية واجتماعية ، إضافة إلى العامل الاقتصادي كان سبباً مهماً في تردّي أوضاع مشاركة المرأة، حيث لا يستطيع الإنسان الالتفات إلى صناعة نفسه وحياته ومجتمعه إذا لم تُوفّر له أساسيات الحياة كالغذاء والماء والنّوم ، فقد بلغت نسبة النساء العاملات المُعيلات لأفراد عائلاتهن إلى 35% من نسبة النساء الكُليّة، أغلبهنّ يعملن خارج النّطاق الحكومي الرسميّ، مما يُفقدهن امتيازات الرعاية الصحية والتأمينات والتعويضات . إضافة إلى دور الحكومات في الاهتمام بمجال التربية والتعليم من خلال بناء المدارس وتهيأت الكادر التعليمي والتدريسي وخاصة في مناطق الأرياف أو مايسمى المناطق النائية و النائية جدا لان الكثير لم تستمر في التعليم إلى مراحل متقدمة بسبب بعد اماكن سكناهم عن المدارس والاعداديات وتكتفي فقط بالقراءة والكتابة ومن ثم الزواج وتكوين أسرة
0 التعليقات :
إرسال تعليق