الطفل العربي بين الهوية الإلكترونية والهوية الشخصية



بقلم د/شيماء عراقى
إن الغزو الإلكترونى لمواقع التواصل الاجتماعي فى حياة الأسرة العربية
 وحياة أبنائها أصبح يشكل تهديدا لاستقرارها وأمنها النفسي والاجتماعى ،فنجد تلك الحياة الإفتراضية التى يعيش فيها أبنائنا من خلال الشبكة العنكبوتية الرقمية
والتحول السريع بغزو وانتشار تلك المواقع التى باتت تهدد العلاقات الإنسانية والنسيج الإجتماعى والترابط الأسرى،نجد أن مواقع التواصل الإجتماعي كالفيسوبك وتوتير. والانستغرام وغيرها أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية الاجتماعية داخل الأسرة العربية
أن أدمان الانترنت الذى بات نمط للحياة وواقع مؤلم فى حياة الاطفال والشباب العربي  .
كنا منذ عدة عقود ماضية كان الهدف من مشاهدة وسائل الاعلام هو الترفية والتسلية بمتابعه البث المحلي ،ثم بتقدم الفضائيات ذات الاغراض المختلفة والأهداف الخفية التى تبث في النفوس الشك والتخويف من كل الثوابت الإجتماعية والدينية،ثم توغل الكمبيوتر المرتبط بشبكة الانترنت وتطبيقاتها المختلفة إلى المنازل،بل ولازمت الأشخاص فى كل مكان وزمان بأستخدام الاجهزة الذكية التى باتت في متناول أفراد الأسرة
الكبير بل والصغير
حيث أصبح الحصار الإلكترونى والتعرض إلى كم المؤثرات والأحداث والآراء المتناثرة والمعلومات المتباينة
تهدد أفراد الأسرة الواحدة
كما تشكل الضغوط الإلكترونية وإثارة الجدل وحرب الشائعات المعاناه والضغوط المتعددة علي أفراد الأسرة
من خلال التعرض لانتهاك الخصوصية ، وأصبح العبء المعرفى والأنهاك الانفعالى سمه تتميز بها الأسرة العربية .
نجد التأثيرات السلبية علي الأطفال والشباب العربي ذاك الأغتراب الذى بات يهدد المجتمع بأسره ،فذلك الانسلاخ عن المجتمع واللامبلاة  وعدم الشعور بالانتماء هو من حرب خفية علي شبابنا العربي .
فنجد الاستخدام المفرط لوسائل الإتصال يتناقض مع التفاعل الإجتماعى الطبيعى ويؤثر علي الانخراط للفرد في الانشطة والممارسات الأسرية و الإجتماعية
كما أن الإفراط فى متابعة تطبيقات الإنترنت يدعم العزلة والوحدة ويسبب حالة من التناقض بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون ..
ونجد أتباع القيم المستوردة والغريبه علي المجتمع تدخل الفرد في حاله من التناقض والتمرد والانخراط فى مظاهر الاغتراب ومنها الشعور باليأس والعجز عن التأثير فى المجتمع .
فقد تغيرت ملامح الأسرة العربية
تغيرا ملحوظا في تلك السنوات الأخيرة مع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
فنجد الكثير من الصراعات والمشكلات النفسية التى تتمثل في أشكال التوتر والقلق والاكتئاب والصراعات الداخلية تضرب أركان الأسرة.
وقد أشارت العديد من الدراسات أن الاستخدام المفرط لوسائل الإتصال يؤدى إلى تزايد العب الانفعالى والاضطرابات النفسية والشعور بالعدوانية والعزلة الإجتماعية
وقد حذر الباحثون العرب من أخطار الغزو الإلكترونى أو الاستلاب الثقافى
متعدد الجهات التى يتعرض له الثقافة العربية والذى من شأنه دفع المتلقين إلي الانحراف فى قيم إجتماعية وثقافية غير ملائمة
فتؤدى بوعى أو غير وعى إلى الإحساس بالاغتراب والسلبية والهروب من التصدى إلى الواقع وان الهوية الثقافية تتأثر بأستخدام مواقع الإنترنت المختلفة التى تحدث تغيير فى القيم والممارسات الثقافية التقليدية مما يؤدى إلى أندثار الهوية
وسيادة النمط الغربي وأغتراب الشباب العربي عن دينه وعقيدته ومحيطه الاجتماعى
ولذلك يجب مواجهه ذلك الغزو الإلكترونى وسلبيات الانترنت من خلال الأسرة التى تعد المبرمج الأول لعقل أطفالها وحمايتهم من تلك المواقع الموجهة والتوجيه الجيد لاستخدام الأمثل  لمواقع التواصل الاجتماعي،من خلال المراقبة ومتابعه الأبناء والهواتف وإعطاء النصح والإرشاد
كما يأتى دور الدولة فى تعزيز خط دفاعها الاول ومساعدة مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالاسرة والمدرسة وغيرها والتصدى لتلك السلبيات والتوجيه نحو كل ما هو إيجابي يشحذ طاقات الشباب ويساعدهم في الاندماج في المجتمع
من خلال الأندية الرياضية ومنظمات المجتمع المدنى من خلال تأسيس شراكه حقيقه تسهم في تنمية الوعى والانتماء للمجتمع .
والعمل علي توجيه برامج موجه للاسرة لاستعادة دورها الأساسي في بناء جيل قوى لديه وعى كاف بمسئوليته نحو بناء الأوطان.

شاركه

عن احمدعبدالكريم

عالم العلم والمعرفة
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

disqus

disqus